كتبت : نورهان عبداللهمحمد دياب مؤلف ومخرج سينمائي استطاع في فترة وجيزة ان يقدم افلام سينمائية تاركة بصمة زائعة الصيت حيث شارك بفيلمه الجزيرة مع الفنان احمد السقا كمؤلف , ولانه انسان قبل ان يكون فنان تشغله هموم وقضايا مجتمعه قرر ان يصنع فيلماً يشارك فيه كمؤلف ولأول مرة كمخرج سينمائي بفيلم 678 والذي يتطرق الى قضية التحرش بشكل لايخدش الحياء خالي من الإباحية حيث يعرض حالياً بقاعات السينما ويطلعنا دياب عن اسم الفيلم وكيف استقبله الجمهور وكيف اثرعلى المتحرش بصفة خاصة فالتقيت به وكان لي معه هذا الحوار في السطور القادمة : قدمت السينما افلام عدة عن ظاهرة التحرش لكن فيلم 678 فتح ملف القضية ثانية في وقت تناقش فيه السينما الآن موضوعات بعيدة كل البعد عن الظاهرة ..لماذا ؟اولاً احب انوه الى ان موضوع الفيلم لايناقش التحرش فقط لكنه يسلط الضوء على الصمت الذي ادى لتلك الظاهرة , ولإن موضوع التحرش مازال مطروحاً فانا اتمنى ان يناقشه 20 فيلماً لا فيلماً واحداً طالما التحرش ظاهرة وموضوع مهم , واذا كان التحرش ليس مشكله وانتِ تريه كذلك فمن حق الافلام السينمائية التي تناقش تلك الظاهرة ان تتوقف , لكن مادامت موجودة ومستمرة وتتزايد فيجب طرحها لنجد لها العلاج والحل الامثل .والفيلم يشبه اول صفحة في كتاب بدايتها التخلص من صمت المرأة والفتاة المتحرش بها إنما مسألة المعالجة وتغيير الظاهرة وانتهاؤها ستأخذ سنوات ومش شرط كل من يشاهد الفيلم يتغير على الفور ..بالطبع لا لكننا نريد ان نوصل رسالة للمرأة وهى الدفاع عن النفس وكسر حاجز الصمت بينها وبين المتحرش برفع قضية او التقدم ببلاغ ندين فيه المتحرش حتى يأخذ عقابه ويصبح عبره لمن لايعتبر . وماذا عن اسم الفيلم 678 ؟لايوجد غرابة باسم الفيلم والهدف منه تأكيد تزايد الظاهرة بأرقام متسلسلة ووسطية اى ستة ...سبعة ... ثمانية ....وهكذا الى ان نصل إما الى مالانهاية او توقف الظاهرة عند رقم معين والتسلسل يتزايد ويتضخم كل يوم حتى نصل الى حل ايجابي وفعال . الفيلم من وجهة نظرك اثر بشكل ايجابي أم سلبي على المتفرج والمتحرش على حدٍ سواء ؟ وهل الفتيات لديهم القدرة والشجاعة الكافية لرفع قضية فور التحرش بهم ؟لا استطيع ان انكر ان للفيلم تأثير ايجابي جيد فبعد مشاهدة الفيلم تم رفع ثلاث قضايا اتصلوا اصحابها بي وروا تفاصيل حكاياتهم بعد الفيلم اولها فتاة تعرضت اثناء ذهابها للجامعة لحادثة تحرش من رجل ينتظرها شبه عارياً امام الجامعة وبعد ان شاهدت الفيلم راحت لترفع قضية وبالفعل رفعت دون ذكر اسماء , والقضية الثانية متمثلة في فتح ملف قضية كانت أغلقت من قبل عن متحرش قادم من دمياط الى القاهرة خصيصاً لهذا الفعل الفادح وبالصدفة علمنا إنه مهندس ميكانيكا , والثالثة والتي لا نعرف إن كانت الاخيرة ام لا عن أحمد درويش وزير التنمية الإدارية والذي احال متحرش بنفسه للحكم .وفكرة إقبال الفتاة لرفع قضية على المتحرش لم تكن جديدة واولها كانت الفتاه نهى رشدي اول من رفعت قضية ضد المتحرش وحصلت على حكم , وتلك الحادثة مع قصة الفيلم التي قدمتها ستشجع مزيد من الفتيات ليخرجوا من تحت وطأة الصمت .وهدف الفيلم هو القضاء على وجهة النظر او الإعتقاد بأن الإدانة للفتاة التي تحرش بها مع تحطيم قاعدة التقاليد والخوف على سمعة الفتاة وكل مايشبه ذلك من افكار باليه تعرض الفتاه التي تعرضت لموقف كهذا بأزمات نفسية لعدم حصولها على حقها خوفاً من هذه الافكار التي تحكمها وتشل حركتها . ألم تخش تجربة الإخراج كأول مرة وخاصة ان الفيلم مشارك به ابطال ونجمات كنيلي وبشرى واحمد الفيشاوي ؟اقول لكِ بصراحة في البداية كنت خائفاً ولكن الخوف نوعان , خوف يقودك للوقوف مكانك لدرجة الشلل , وخوف يقودك للتحدي والإجتهاد وهذا الاخير ماحدث معي بالفعل ثم جهزت للموضوع ورد الفعل عجبني كثيراً الحمدلله . كيف وقع اختيارك على عمرو السعيد وناهد السباعي كممثلين بالفيلم ؟اختيارات الممثلين بالنسبة لي عندما بدأت العمل كانت تشبه الكراسي الموسيقية فبداية حاولت ان يكون الممثلين ابطال نجوم ولكن لم اوفق وبعد مشاهدتي لعمرو السعيد واداؤه بفيلم واحد صفر ثم اداء ناهد السباعي بفيلم احكي ياشهرزاد وبعد ان اتصلت بي وطلبت مني من المشاركة في الفيلم فكنت رافضاً لإكتمال الكاست وبعد ذلك عاودت الإتصال بها وطلبتها لتقديم الدور , وبعد اداؤهم الاكثر من رائع في رأي انهم افضل اثنين لهذا العام . اتهموك مؤخراً بأنك متحيز للمرأة بعد هذا الفيلم ...ماردك ؟قضية الفيلم وقصته يجب ان يناقشها رجل لان لو حدث العكس لإتهموها بالتحيز مع النساء , فعرضت من خلال الفيلم وجهة نظر الرجل ووجهة نظر المرأة , وفي راي ان المرأة مظلومة جداً في هذه القضية , والخطأ ليس على الرجل او المرأة لكن اى متحرش سيلامس المرأة فبالطبع الخطأ يعود اليه لكن الخطأ مجتمعي ففي المجتمع الرجل يلوم المرأة لكن في نهاية الفيلم البطلات يلومن بعضهن . في رأيك مالداعي الذي يجعل الرجل ان يقوم بمثل هذه الظاهرة التحرش ؟ظروف متعددة اولها ظروف اقتصادية ورؤيته لمشاهد واشياء مثيرة والتي تؤدي لا لفقد الإثارة بل لفقدانه الثقة في المرأة ظنناً بانها تريد ذلك وتطلبه , ثالثاُ ان المرأة بالنسبة اليه صامته وليس لها كلمه مع زيادة خجلها كل ذلك يشجعه للإقبال على التحرش . بعد نجاح تجربة الإخراج هل ستعاودها مرة أخرى ؟الحمدلله سأقدم الشهر القادم على تجربة تألف وإخراج بالتعاون مع شركية نيوسينشري للإنتاج للفنانة بشرى ولكن لم اعرف التفاصيل حتى الأن ولا اود الإفصاح عنها إلا بعد اكتمالها . علاقتك بالداعية معز مسعود وجهتك للسينما كيف ؟نعم معز مسعود هو الذي وجهني وشجعني لدخول عالم التمثيل وهو داعية يقدم الدين بشكل صحيح وكان له دور في مخاطبته للمسلمين والاقباط اثناء حادث الكنيسة الاخير , واتمنى ان يكون الدعاة مثله في توجيه رسالتهم الدينية . وماذا عن الدراما مع محمد دياب الا يوجد مشروع للكتابة التليفزيونية ؟انا احب السينما اكثر من التليفزيون وليس لي للدراما . بما أن السينما هدفها الاول تسليط الضوء على قضايا مطروحة على الساحة فهل ستتجه للكتابة السياسية بعيداً عن الموضوعات الإجتماعية ؟انا اكتب ما احس واشعر واتمنى ان اكتب سياسة فسأظهر بصورة مختلفة الشهر القادم من خلال الفيلم الجديد . مارأيك في اقبال الفنانين العرب لمصر هل هذا يؤثر على سوق الفنانين المصريين ؟لست متابع هذه القضية لكن من يستطيع ان يثبت نفسه على الساحه فهو قادر على مواصلة التمثيل بعيداً عن جنسيته وانا اتعامل مع الممثلين ليس بمنطق جنسية او ماشابه ذلك لكن بقدر تقديمهم للدور وهل سيتلائم معهم ام لا . بعيداً عن السينما كيف كانت مشاركتك في احداث الكنيسة ؟اتجهت الى الكنيسة وشاركت معهم اعيادهم والمشكلة ليست في التفجير لكن هى مجرد ماء راكد واتمنى ان يعطوني فرصة لتقديم فيلم عن ذلك .