لم يختلف البرنامج الانتخابى للمرشح الرئاسى حمدين صباحى، زعيم "التيار الشعبى" 2014 عن البرنامج الذى طرحه فى انتخابات 2012، إذ يكاد يكون صورة كربونية من برنامج المرشح الذي حل ثالثًا في الانتخابات السابقة، فباستثناء مقترحه بخصوص إقامة تحالف عربى تركى إيرانى تبادر إليه مصر بما يحفظ قدرها ومصالحها ولا يدخلها فى معارك فرعية تخدم الغير ضد جيرانها فى الجوار، ووقف تصدير الغاز إلى إسرائيل، فضلًا عن دعم المقاومة الفلسطينية وفتح المعابر والمصالحة بين فتح وحماس، بقيت عناصر البرنامج فى توفير فرص عمل للشباب والنهوض بالبلاد اقتصاديًا عبر زراعة الغابات وغيرها. وقال الدكتور عبد الخالق فاروق، الخبير الاقصادى، وعضو البرنامج الانتخابى لصباحى، إن البرنامج الرئاسى لصباحى والخاص بعام 2014 لم يختلف كثيرًا عن البرنامج المطروح فى العام 2012 إلا أنه تطور عن سابقه فى طريقة معالجة الأزمات. وأشار إلى أن صباحي سيقوم بإعادة هيكلة منظومة الدعم والأجور، عبر إعادة ضم الهيئات الاقتصادية، ومراجعة نظم العمل الإدارى، وتصحيح مسار النظام التعليمى، وإعادة نشاط القطاع العام، وإعادة بناء الأجهزة الرقابية، ومراجعة النظم الضريبية. كما تعهد بأنه سيقضى على الإرهاب عبر دعم القدرات المعلوماتية، إضافة إلى رفع كفاءة التسليح الخفيف وتطوير منظومة الأمن الوطنى ومواجهة المجموعات الداعمة للإرهاب. وفيما يتعلق بالشق لاقتصادي، أوضح أنه سيتم استغلال مياه الصرف الصحى فى توسيع رقعة المساحة الخضراء بزراعة غابات لتصنيع وتصدير الأخشاب، إضافة إلى رفع نسبة الاكتفاء الذاتى من الحبوب إلى 75 %، كما ستتم زراعة 300 ألف فدان من القطن فى الصعيد، وإعادة بنك التنمية والائتمان مرة أخرى لصالح الفلاحين. وأشار فاروق إلى أن البرنامج فى مجال الصحة سيرتكز على تقديم الخدمات الصحية الشاملة لكل المواطنين، لافتًا إلى أنه سيتم وضع برامج للقضاء على سوء الأداء لممارسى الطب والعاملين بالصحة. يأتي هذا فيما يرى خبراء فى مجالات الأمن والاقتصاد، أن حلول صباحى غير معلومة الموارد. وقال طلعت مسلم الخبير الأمني والعسكري، إن "هناك مؤامرات داخلية وخارجية ومحاولات مسمومة ومخططات للانقضاض على البلاد، منها "إخوان الداخل والتنظيم الدولي للجماعة الإرهابية مظاهرات ومسيرات وقطع طرق وعمليات إرهابية موجهة ضد الجيش والشرطة والمواطنين في الشارع وفي الجامعات من أجل تعطيل المسار الديمقراطي في البلاد". وأضاف، أن مصر تواجه أزمة أمنية تتعلق بالمظاهرات الطلابية اليومية التي تتطور في أحيان كثيرة إلى اشتباكات تسفر عن وقوع إصابات أو قتلى وتقع خاصة في جامعة الأزهر، التي تحتضن غالبية الطلاب المنتمين للتيار الإسلامي، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي. وقال محمود شكري الخبير السياسي، إن برنامج صباحي يضح حلولاً ولكن لا نعرف الموارد التي سوف يعتمد عليها لتطبيق هذه الحلول، وذلك بسبب تنوع المشكلات الاجتماعية، بين ارتفاع معدل البطالة والفوضى المرورية وتنامي المساكن العشوائية، وضبط العلاقة بين الحدين الأدنى والأقصى من الأجور، إلى جانب نقص الوقود، وأزمة انقطاع الكهرباء التي عادت لتثير موجة من الغضب الشعبي. وتابع: لذلك يجب علي صباحي، أن يضع خطوط واضحة وعريضة لكي يسير علة نهجها وخطاها وإيجاد حلول جذرية لها كأزمات البطالة والمرور وتوفير الحدين الأدنى والأقصى من الأجور ستكون من الأزمات الأكثر إلحاحًا لدى المصريين، والضاغطة في الوقت نفسه على السلطة؛ لأنها من الأزمات اليومية المهمة للمواطنين. وقال الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادي، إن البرنامج الاقتصادي الذي طرحه صباحي في مجمله غير واقعي ولا يتناسب مع المرحلة الراهنة التي تمر بها مصر، مشيرًا إلى أن بنود البرنامج تعيد مصر لما قبل حتى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. وأضاف جودة، أنه كان من الأولى تحديد خطوات إعادة المصانع التي تم خصخصتها ووضع حدين أدنى وأقصى للأجور وزيادة المصانع المنتجة". وأشار إلى أن صباحي تعهد بتنفيذ عدد من المشروعات بشكل مبالغ فيه دون دراسة الوضع الاقتصادي للبلاد، حيث بلغت نسبة عجز الموازنة لعام 2014 – 2015 350 مليار جنيه بزيادة 100 مليار جنيه عن العام المالي الماضي، متسائلاً: من أين سيمول صباحي مشروعاته وتعهداته الانتخابية ؟ كما حذر الخبير الاقتصادي من خطورة تصريحات صباحي حول عزمه إسقاط الديون عن الفلاحين لدى بنك التنمية والائتمان الزراعي في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، مؤكدًا أن مثل تلك الإجراءات سوف تعمل علي زيادة نسبة عجز الموازنة وتكبيد البنوك خسائر فادحة، مشيرًا إلى أن إسقاط الديون عن الفلاحين لن يساعد في تحقيق التنمية الزراعية وإنما سيحمل ميزانية الدولة المزيد من الديون.