أكد أكمل الدين إحسان أوغلى أمين عام منظمة المؤتمرالإسلامي حرص الأمانة العامة للمنظمة على العمل جنبا إلى جنب مع مصر لإنجاح القمةالإسلامية الثانية عشر التي ستعقد خلال شهر مارس القادم بمدينة شرم الشيخ،والخروج بقمة متميزة وغير تقليدية، تحقق النقلة النوعية التي تتلاءم مع المرحلةالمقبلة، والتي تشكل النصف الثاني من الخطة العشرية.وقال أوغلى، في حوار مع صحيفة الغد الأردنية الصادرة اليوم الأربعاء إنالموقع الجغرافي، والثقل السياسي لمصر سوف يضفي على قمة شرم الشيخ أهمية خاصة، مننواح عدة، وللاستقطاب الذي ستحققه بانعقادها في فترة زمنية حساسة تحتاج فيهاالأمة الإسلامية إلى وقفة جادة من قبل الدول الأعضاء.وأضاف إن القمة ستحدد الوجهة الواجب إتباعها في مسائل مثل الفترة التي ستعقباستفتاء الجنوب في السودان، أو الوضع في أفغانستان، ومستقبل القضية الفلسطينية،والتهديدات الإسرائيلية إزاء القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، مشيرا إلى أنهرغم التحديات والعقبات، معربا عن أمله أن تكون القمة خطوة للأمام من حيث الموقفالجماعي ل 57 تتشارك في الهم نفسه.وحول تزامن انعقاد القمة الإسلامية الثانية عشر في شرم الشيخ مع انقضاء النصفالأول من برنامج العمل العشري، قال أوغلى إن منظمة المؤتمر الإسلامي نجحت في ضخالدماء داخل مؤسسة كانت تعاني من الجمود لسنوات .ومنذ قمة مكة الاستثنائية عام2005، قطعنا نصف الشوط، وتمكنا بفضل دعم الدول الأعضاء من تفعيل ما هو ممكن،ومواصلة سياسة عملية في مختلف القضايا، والقفز من دائرة ردة الفعل إلى المبادرات.وأضاف أن الشواهد كثيرة حيث أصبحت للأمانة العامة ذراع ميدانية في الأنشطةالإنسانية، وباتت منظمة المؤتمر الإسلامي مظلة جامعة لمختلف المنظمات الإغاثية فيالعالم الإسلامي، بطريقة جعلت من الإغاثة في أكثر المناطق تعرضا للنكبات، خطةمنهجية وليست مجرد عرض ينتهي بزوال الكارثة، فضلا عن أن القمة الإسلامية المقبلةسوف تبحث إقرار صندوق طوارىء للكوارث سيمكن المنظمة من القيام بدورها إزاءالكوارث في العالم الإسلامي بالسرعة المطلوبة.وقال أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو انه جرىالارتقاء بمعدلات التجارة البينية، والنهوض برؤى التكامل الاقتصادي ليزيد معدلالتبادل التجاري البيني بين الدول الأعضاء من 14% إلى 6ر16% ، كما تم إعدادمشاريع تنموية عديدة مثل شبكة السكك الحديدية التي تربط أفغانستان بدول آسياالوسطى، والذي سيكون بالضرورة متكاملا مع مشاريع تربط الدول الأعضاء بعضها ببعضكخط السكك الحديدية في تركيا بعدد من الدول العربية.وأضاف نجحنا أيضا في التخطيط لعملية واسعة وشاملة لبناء خط سكك بورسودان-دكار، الذي سيمتد على مسافة عشرة آلاف كيلومتر، وفي السودان أيضا عقدنا الاجتماعالخامس لوزراء الزراعة بعد توقف دام خمسة عشر عاما، بل إن هذه الروح الوثابة دفعتدولا مثل تركيا لاستضافة الاجتماع السادس، والسنغال لاستضافة الاجتماع السابع أيأن هناك ثقة بدأت تزداد وتتعاظم في إمكانية نجاح التعاون في مجالات التنميةالريفية والزراعية والعمل الجماعي الإسلامي بشكل عام.من ناحية أخرى، أكد أوغلى أهمية قضية فلسطينوالقدس الشريف التي تتصدر أجندةالعمل الإسلامي المشترك، بإعتبارها عنوانا جامعا يرتكز إليه الخطاب السياسي علىأكثر من صعيد.وقال إن المنظمة وبالاستناد إلى القرارات والخطابات السياسية التي تتبناهابإجماع الدول الأعضاء، تمكنت من تكريس دعم للموقف الفلسطيني، والحفاظ على قضيةالقدس الشريف كقضية مركزية للأمة الإسلامية في العالم وبالتحديد في الأممالمتحدة.وأكد أن ما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات واعتداءات متكررةعبر مخططات التهويد وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريف يمثلتهديدا حقيقيا للوجود العربي والإسلامي في المدينة المقدسة، وإنذارا مبكرا بنيةالاحتلال الإسرائيلي هدم المسجد الأقصى المبارك.وقال أوغلى إن هذه القضية خط أحمر، فالمساس بالمسجد الأقصى سيؤدي إلى زعزعةالأمن والاستقرار الدوليين، مؤكدا الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني بما فيها حقهفي إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.وقال أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى اننا نعمل بشكلمواز لتقديم الدعم المادي لتمكين الفلسطينيين في القدس، والحفاظ على هويتهاالعربية والإسلامية، مشيرا إلى أنه وجه رسائل للدول الأعضاء في مجلس الأمنالدولي وإلى الأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام لليونسكو، كما تم عقدمؤتمر وزاري استثنائي على مستوى وزراء الخارجية حول القدس، وتم اتخاذ قرارات مهمةلدعم القدس وأهلها ومؤسساتها.وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة فنية لدراسة احتياجات القطاعات الحيوية في القدسالشريف، والتي عقد اجتماع لها بمقر الأمانة العامة للمنظمة بمشاركة مندوبين عنعدد من الدول الأعضاء، وبحضور محافظ القدس والبنك الإسلامي للتنمية، حيث عرض وفدفلسطين خطة تنموية تشمل مختلف القطاعات في القدس لمدة ثلاث سنوات، حتى تشكل أساساللتحرك وخريطة طريق لتحديد أولويات الدعم الذي سيقدم للقدس.ونبه إلى أن التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية كثيرة، وقد تمكنت منظمةالمؤتمر الإسلامي من بلورة منهجية تجاه خدمة قضايا الأمة الإسلامية ومصالحهاالمشتركة، وعلى رأس أولوياتها قضية فلسطين.وقال اإنه ضمن مساعينا لدعم القدس وتعزيز صمود أهلها ومؤسساتها، فإننا نركزحاليا على قطاعات التعليم والصحة والإسكان باعتبارها الأكثر إلحاحا، مضيفانجحنا حتى الآن في توفير تمويل لعدد من المشروعات في قطاعي الصحة والتعليموالشباب، كما تقوم المنظمة من خلال ما يقدمه صندوق التضامن الإسلامي بتوفير الدعملعدد من المؤسسات المقدسية في مختلف الميادين.وأضاف أن المنظمة تعكف حاليا على تنسيق جهد مشترك مع البنك الإسلامي للتنميةلدعم القطاعات ذات الاحتياجات الملحة، مشيرا إلى أنه بالتزامن مع بذل الجهودالمتواصلة التي نقوم بها من خلال مؤسسات المنظمة المختلفة والدول الأعضاء في دعموتعزيز صمود الفلسطينيين في مدينة القدس، جاءت القرارات التي اتخذها المجلسالتنفيذي لليونسكو في شهر أكتوبر الماضي حول القدس ثمرة لجهود المجموعة الإسلاميةلدعم المدينة والدفاع عنها.وحول الجهود الإنسانية التي تبذلها المنظمة في قطاع غزة، قال أكمل الدين إحسانأوغلى أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي إن مبلغ الثلاثين مليون دولار الذي أعلنعنه سابقا لدعم القطاع يأتي في سياق تعهدات منظمة المؤتمر الإسلامي التي بدأت عقبالعدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، وهي ما تزال مستمرة، ولم تنته عند هذاالحد.وأشار إلى أن وفدا من إدارة الشئون الإنسانية قد زار قطاع غزة أكثر من مرة علىمدار السنوات القليلة الماضية إلى جانب افتتاح مكتب تابع للأمانة العامة للمنظمةفي مدينة العريش منذ أكثر من سنتين كي يسهل عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلىالقطاع، بدعم من السلطات المصرية التي قدمت الكثير من التسهيلات لإنجاح عمل هذاالمكتب.وقال إن عمليات المنظمة متواصلة ومستمرة في غزة ولا تتوقف عند تفريغ أكياسالطحين، والمغادرة، بل هي خطة شاملة تأخذ في الحسبان توفير مجالات حيوية، وداخليةلتأهيل سكان القطاع، ودعمهم من أجل أن يعتمدوا على أنفسهم.وحول ظاهرة الإسلاموفوبيا، وخطورتها على المجتمعات المسلمة في أوروبا ، قالاوغلى إن العمل في قضية كمسألة الإسلاموفوبيا، أو الخوف من الإسلام، لا يجب أنتكون مسألة فعل وردة فعل، لأنها نتاج لاحتكاك ثقافي في أتون ضيق، ويجب أن نأخذ فيالحسبان مسائل عدة قبل معالجتها.وأضاف إن معالجة هذا النوع من القضايا يجب ألا يكون انفعاليا، بل مدروسا،وبإيجاد شراكة مع الجهة المقابلة، تتفهم جذور المشكلة، وتتعاون في وضع الحلول،وهو ما بدأناه بالفعل، وأعتقد أننا نجحنا في خط طريق له، من خلال الجهود التينبذلها من أجل تفعيل حوار الثقافات والحضارات.وأشار إلى أنه يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الجاليات المسلمة في أوروبا إنما هيجزء من نسيج اجتماعي لتلك الدول، وعليها أن تكون فاعلة بشكل إيجابي، تماما كماعلى تلك الدول أن تحترم ثقافات وخصائص تلك الجاليات باعتبارها حقوقا أساسيةتكفلها الدساتير والمواثيق الدولية.وأعرب أوغلى عن اعتقاده بأن المسألة لن تكون مجرد ثنائية أو تضاد ثقافي، بليجب أن ندفع باتجاه حوار حضارات لا يقف عند حدود التعايش والفهم المتبادل، بليتعداه إلى التعاون والتكامل.