كتبت : تهانى نداأكد المستشار نبيل أبو ردينة فى حوار خاص ل ( النهار ) قبل بدء اجتماعات لجنة مبادرة السلام اليوم أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبلغ المبعوث الأمريكي بأن أي استئناف لعملية السلام يتطلب الوقف الشامل والكامل للبناء الاستيطاني مضيفا أنه طالب الولاياتالمتحدة بموقف واضح وصريح من تمسك إسرائيل بالبناء الاستيطانى.هذا وقد أكد الرئيس محمود عباس للمبعوث الأمريكي لعملية التسوية في الشرق الأوسط جورج ميتشل تمسكه بالوقف الكامل للاستيطان من أجل استئناف محادثات التسوية مع إسرائيل ، مطالبًا واشنطن بموقف صريح من الاستيطان.وحول ماحمله ميتشل من مقترحات جديدة بعد الرد الامريكى المتعلق بمسألة الاستيطان خاصة وانه التقى نتانياهو قبل حضوره الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطينى أبو مازن قال أبو ردينة نحن نعرف تماما أن الموقف الفلسطينى والعربى واضح تمام الوضوح اذا ما أرادت اسرائيل ان تستمر فى عملية سلام جادة واذا ماأ رادت الادارة الامريكية النجاح فى جهودها ولكن حتى هذه اللحظة الجهود الامريكية وصلت الى طريق مسدود والرسالة التى تسلمها الرئيس عباس قبل عدة أيام من وزيرة الخارجية الامريكية تحمل مفاهيم عامة ومقترحات تحدث عن تفاصيلها جورج ميتشل المبعوث الامريكى للسلام فى الشرق الاوسط خلال لقاءه الرئيس أبو مازن اليوم ومن المقرر بعد ذلك أن يعرض الرئيس أبو مازن تلك التفاصيل على اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية المقرراليوم بالقاهرة للبحث فى كيفية التحرك فى المرحلة المقبلة فى ضوء هذه المقترحات.وعن المقصود بالملامح العامة أجاب أبو ردينةالحقيقة الملامح العامة هى أن الولاياتالمتحدةالامريكية تتحدث عن مسار أخر غير الحديث عن موضوع الاستيطان الذى فشلوا فى الوصول الى اتفاق لتجميده وبالتالى تريد فتح مساراخر يشمل طرح كل قضايا المرحلة النهائية بالنسبة لنا هذه العناوين عامة وغامضة والجانب الفلسطينى والعربى يريد وضوحا أمريكا خاصة فيما يتعلق بحدود الدولة الفلسطينية اذا ماأقرت الادارة الامريكية أن حدود الدولة هى حدود عام 67 بما فيها القدس والاتفاق على الموضوع الامنى الذى تتذرع به اسرائيل لان الجانب العربى أكد للادارة الامريكية أننا لانرضى بوجود اى اسرائيلى على الاراضى الفلسطينية وكان من ضمن الاقتراحات المطروحة وجود قوة دولية ثالثة على الحدود الفلسطينية (المستقبلية) وحل جميع قضايا الحل النهائي وخاصة قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية مشيرا الى أنه فى حال التوصل لاتفاق مع الادارة الامريكية بشأن هذين النقطتين يمكننا القول أننا حققنا أى تقدم وبخلاف ذلك وبصراحة شديدة التوقعات متواضعة والتصريحات الامريكية غير مشجعة والمواقف الاسرائيلية مازالت استفزازية وبعيدة كل البعد عن الوصول الى حل لعملية السلام .كذلك أوضح أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية تسعى للحصول على تعهدات بان نهاية المفاوضات ستقود الى تنفيذ حل الدولتين على أساس حدود الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 مع نسبة تبادل طفيفة على أن تكون القدسالشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينيةوفى رده على سؤال حول إمكانية أن يقبل الطرف الفلسطينى بأى بديل أو مقترح آخر غير مسألة تجميد الاستيطانأشار أبو أردينة الى أن القضية لاتتعلق فقط بتجميد الاستيطان ولكن تتعلق بمدى جدية الجانب الاسرائيلى مشيرا الى أن الجانب الاسرائيلى لازال حتى الان يضيع الوقت ويبحث عن الاعذار واستطاع أن يدحرج الموقف الامريكى أكثر من 18 شهرا دون أن يتوصل المبعوث الامريكى أو الوزيرة الأمريكية الى أى اتفاق مهما صغر مع الجانب الاسرائيلى سواء فيما يتعلق بالإستيطان أو فى بقية القضايا المطروحة على طاولة البحث لافتا الى أنه خلال الثمانية عشرشهرا الماضية استقبلنا السيناتور الامريكى عشرات المرات والرئيس أبو مازن زار واشنطن عدة مرات وطرحت كافة القضايا الفلسطينية والعربية وفق مبادرة السلام العربية والشرعية ولكن حتى الان لم تنجح الادارة الامريكية ولم نسمع منها وضوحا حول موقفها أو موقف السلطة الاسرائيلية من قضايا المرحلة النهائية التى يمكن التقدم على أساسها.وعن الموقف الفلسطينى والعربى الذى يمكن اتخاذه خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية المقرر اليوم أكد أبو ردينة أن الموقف واضح تماما مشيرا الى أن الرئيس أبو مازن قد أبلغ المجموعة العربية أنه بعد وصول المبعوث الامريكى للقاهرة لحضور اجتماع لجنة متابعة السلام العربية وليضع الأشقاء العرب فى صورة وتفاصيل ماسمعناه من الادارة الامريكية والاستماع الى توصياتهم كما جرت العادة والعودة بعد ذلك الى رام الله لاتخاذ القرار الفلسطينى بخصوص هذا الموضوع .كذلك تحدث المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية خلال الحوارعن رأيه فى المقترحات الداخلية الاسرائيلية الداعية الى تسوية سياسية تضمن اقامة الدولة الفلسطينية فقد أعلن انه من الصعب الحديث عن هذا الموضوع موضحا أن الجانب الفلسطينى أمامه حكومة اسرائيلية تمثل اليمين الاسرائيلى المتطرف الرافض لكل شروط السلام والحكومات السابقة جميعها تحدثت عن السلام لكنها لم تقترب بعد من المطلوب عملة لتحقيق هذا السلام الجميع يطالب بسلام منقوص جميعها تريد أن تفرض على الفلسطينيين حلا لن يقبل به أحد بالنسبة للفلسطينيين والعرب وبالنسبة للفلسطينيين هناك ثوابت وطنية فلسطينية وعربية وعلى رأسها القدس ولايمكن أن نقبل دولة فلسطينية بدون القدس ولايمكن أن نسمح لاحد بقبول مثل هذه الطروحات وبالتالى يمكننا القول بأن هناك قضايا رئيسية وخطوط حمراء فلسطينية وعربية لايمكن تجاوزها وحتى هذه اللحظة التصريحات والمواقف الاسرائيلية تجاها غير مقبولة ولانرى حقيقة الضغط الامريكى الضرورى واللازم لاجبار اسرائيل على الانصياع للشرعية الدولية.وحول كثرة الحديث فى الاوانة الاخيرة عن الخيارات والبدائل وماهو المؤكد منها والمطروح امام اجتماع لجنة متابعة السلام العربية قال أبو ردينة كلها خيارات تحدث عنها وطرحها الرئيس عباس من قبل فى قمة سرت فى ليبيا وطرحها بعد ذلك أمام لجنة مبادرة السلام العربية مشددا على أن الجانب الفلسطينى لن يقفز الى هذه الخيارات قبل أن تصل الجهود الامريكية الى طريق مسدود وبعد أن يبلغ من قبل الادارة الامريكية بأنها لم تعد قادرة على التقدم موضحا أنه حتى هذه اللحظة الادارة الامريكية وبالرسائل التى تلقاها الرئيس عباس من الولاياتالمتحدةالامريكية جميعها تؤكد التزام واشنطن والرئيس اوباما شخصيا بعملية السلام وبحل الدولتين وباستمرار بذل الجهود مشيرا الى أن الجانب الفلسطينى والعربى لم يضع أى عراقيل أمام أى جهود وستعطى الفرصة كاملة والكافية حتى لايلام الفلسطينى والعربى بانهم أضاعوا الفرصة .... واستطرد نحن أمام تحد كبير فى المرحلة القادمة لذلك نطالب بموقف فلسطينى وعربى موحد كما نطالب الادارة الامريكية بأن تكون أكثروضوحا فى قضايا كثيرة وعلى رأسها موضوع حدود الدولة الفلسطينية وعلى الجانب الاسرائيلى أن يظهر جدية أكثر مما أظهرفى الفترة السابقة لانه حتى اللحظة مازالت اسرائيل تبحث عن الذرائع وتضيع الوقت ولازالت تتحدث عن قضايا ثانوية لاتقدم شيئا باتجاه سلام حقيقى.