عبر د. نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية عن أسفه لعدم احراز تقدم ملموس للجولة الاولى للجولة الاولى لمفاوضات جنيف 2 معتبرا ان انعقاد مؤتمر جنيف 2 بين ممثلى الحكومة والمعارضة السورية فى 22 يناير الماضى هو انتصار للمعارضة بالأساس. واكد أن المفاوضات ستستأنف فى جولة ثانية يوم 10 فبراير الجارى ، مشيرا إلى أن الجامعة العربية تأمل خلال هذه الجولة الجديدة أن يتم وقف ولو جزئى للقتال وإدخال المساعدات الإنسانية . وقال العربى فى مؤتمر صحفى عقده بالجامعة العربية لاستعراض نتائج الجولة الأولى لمؤتمر جنيف ومستجدات الاوضاع فى المنطقة أنه على الرغم من عدم احراز تقدم على الارض فيما يخص الأزمة السورية بعد اسبوع من المفاوضات الا أن الجامعة العربية تؤكد التزامها بمواصلة الجهود لحل الازمة وتقديم العون الانسانى للاجئين والنازحين السوريين ، موضحا انه كان من المأمول وقف العمليات العسكرية والتمكن من إيصال المساعدات الانسانية للاجئين الذين يعيشون أحوالا سيئة لا يمكن تصورها . وشدد العربى على التزام الجامعة العربية تجاه سوريا وشعبها باعتبارها عضوا مؤسسا فى الجامعة وستبقى فى أركان النظام العربى ولابد أن تصل الأزمة إلى نهايتها بعد مرور ثلاث سنوات. وخلص العربى الى أن الجولة الأولى من المفاوضات شهدت تصعيدا فى مواقف الحكومة والمعارضة السورية فى المفاوضات حيث ركزت الحكومة على ضرورة معالجة مكافحة الإرهاب فيما أكد وفد المعارضة على ضرورة الالتزام بتنفيذ وثيقة مؤتمر جنيف 1 التى تنص على تشكيل هيئة تنفيذية لإدارة المرحلة الانتقالية. وأوضح أن الجانبين خلصا إلى الاستعداد لمناقشة التنفيذ الكامل لجنيف 1 وهذا يقتضى بإنشاء الهيئة التنفيذية للمرحلة الانتقالية تدار الدولة السورية خلالها عن طريق هيئة حكومية لديها كافة الصلاحيات وهذا ما ركزت عليه كل الأطراف المشاركة باستثناء روسيا ودولة أخرى ، حيث أكد وفد الحكومة أنها تعانى من الإرهاب وأن تنفيذ جنيف 1 يأتى فى إطار مكافحة الإرهاب فيما أكدت المعارضة أنها جاءت إلى جنيف 2 بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون لتنيفذ ماجاء فى وثيقة جنيف 1، إلا أن العربى قال " إنه رغم كل ذلك لم يحدث شيء ملموس على أرض الواقع". وقال العربى : ان وفد المعارضة السورية حقق مكاسب فى الجولة الأولى من المفاوضات بجلوسه على مائدة واحدة من المفاوضات مع الحكومة لأن الأخيرة دأبت على مدار سنوات على اعتبار أن المعارضة إرهابية ولا يمكن الجلوس معها".. واستعرض العربى دور الجامعة العربية حيال الأزمة السورية منذ بدايتها فى عام 2011 وقال "إن الجامعة منذ إبريل عام 2012 تطلب من مجلس الأمن والأممالمتحدة بضرورة العمل على وقف إطلاق النار خاصة أن السوريين يسقطون من الجانبين سواء من جانب الحكومة أوالمعارضة ويتم تدمير مقدرات الدولة السورية وهناك زيادة كبيرة فى أعداد اللاجئين والنازحين السوريين" ، محذرا من تداعيات موجات اللجوء على دول الجوار السورى ودول أخرى. وأكد أن الجامعة العريبة كانت تريد حلا عربيا لهذه الأزمة إلا أن عدم تجاوب الحكومة السورية مع مقترحات الجامعة حيث اتخذت فى 22 يناير 2012 خطة عربية لحل الأزمة وأوفدت بعثة من المراقبين وقامت بفرض مقاطعة على سوريا لإجبار النظام على الحل إلا أنه رفض ، مشيرا إلى أن الجامعة العربية استخدمت كل ما فى جعبتها من أدوات للضغط على النظام السوري إلا أنها عجزت عن ذلك مثلما عجزت الأممالمتحدة ومن هنا تمت إحالة الملف السورى منذ يناير 2012 إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أنه لا يمكن لأى منظمة إقليمية إجبار دولة على تنفيذ القرارات إلا من قبل مجلس الأمن الدولى وهو ما فشل فيه حتى الآن حيث تمت إحالة الملف إليه منذ 22 يناير 2012 . وأشار إلى أن جهود الجامعة العربية فى الأزمة السورية منذ 13 يوليو 2011 ، مضيفا " اننا قدمنا ثلاثة مقترحات أساسية هى وقف اطلاق والإفراج عن المعتقلين والقيام باصلاحات سياسية واقتصادية جدية وحقيقية على غرار ماحدث فى مصر فى ذلك الحين إلا أنه لم يكن هناك تجاوب من جانب النظام السورى . وردا على سؤال حول دور الجامعة العربية فى الوساطة إزاء الخلافات العربية العربية المتفاقمة على السطح حاليا، قال العربى " إن الجامعة تقوم باتصالات غير معلنة ولن يعلن عنها بين دولها الأعضاء .. وأن تدخل الجامعة سيكون فى حينه عندما يكون هناك استعداد من جانب هذه الأطراف لقبول دور الجامعة العربية خاصة أن هذه الدول ذات سيادة ".ونفى العربى تلقى الجامعة العربية لما تردد فى بعض وسائل الإعلام المصرية حول "سى دي" بتدخل قطر فى الشئون الداخلية لبعض الدول العربية ، مؤكدا فى الوقت ذاته عدم وجود أية ضغوط تمارس على دور الجامعة العربية من قبل أى دولة من دولها.ورفض العربى اتهام الجامعة العربية بأنها كيان عاجز وأنها فشلت فى حل الأزمة السورية متسائلا : هل حققت الأممالمتحدة أوأية منظمة دولية أخرى نجاحات فى ملفات مماثلة كالملفين الفلسطينى والسوري؟، مشيرا إلى أن الجامعة تسير بخطى كبيرة نحو التطوير وهو الملف الذى يحظى باهتمام القمم العربية الأخيرة وسيعرض على القمة المقبلة فى الكويت.