يشهد اقليم كردستان العراق حراكا كبيرا ونشاطا مكثفا احتفاءا باختيار اربيل عاصمة للسياحة العربية للعام 2012 ،وقد اطلقت فعاليات هذا الحدث المهم متواكبة مع احتفالات رأس السنة الجديدة وسط بهجة وحالة من الانتعاش بمختلف مناطق الاقليم . وأكد المسؤولون الذين التقتهم ال”نهار ” في الاقليم حرصهم على استثمار عاصمة السياحة العربية ”اربيل” لتقديم رسالة مفادها ان الأكراد دعاة سلام وديمقراطية ويتطلعون لمزيد من التعاون مع محيطهم العربي والاقليمي والاسلامي وفي هذا الاطار أكد مولوي جبار وهاب رئيس هيئة السياحة فى اقليم كردستان العراق – أهمية اختيار أربيل كعاصمة للسياحة العربية لعام 2014 ، مشيرا الى ان جميع الجهات المعنية فى المحافظة يكثفون جهودهم لاستثمار هذا الحدث الكبير من اجل جذب السياحة والوصول بها الى معدل 3 مليون سائح خلال العام الجاري . وقال ان اربيل استقبلت العام الماضي قرابة 2مليون و550 الف سائحا ونسعى من خلال خطة استراتيجية الى تحقيق معدل نمو كبير فى هذا القطاع المهم الذى وصل معدل النمو فيه حاليا الى ما بين 30-40بالمائة . وكشف ل”النهار” ان ايرادات اربيل السياحية وصلت الى 650 مليون دولار وق احدث الاحصائيات ، موضحا ان حكومة الاقليم تسعى من خلال سياستها الى تنويع مصادر الدخل الاقتصادى لتعتمد على مصادر اخرى غير النفط وبالتالى عملت على توسيع التنمية بالقطاعات الزراعية والصناعية والسياحية ..كما تسعى ايضا الى تطوير البنى التحتية ومواصلة الجهود لتحقيق المزيد من استتباب الامن . استراتيجية التطوير 2025 وأضاف مولوى خلال لقائه بالوفد الاعلامي الذى يزور اربيل حاليا بمناسبة الفعاليات التى تشهدها كعاصمة للسياحة العربية لعام 2014 ان اتجاهات تطوير القطاع السياحي تعتمد على استراتيجية وضعت حتى عام 2025 لابراز أربيل كواجهة سياحية عالمية تعتمد على الاثار والتراث ، مؤكدا ان الرسالة التى تعكسها فرصة الفوز بعاصمة السياحة العربية والتي نركز عليها هي ( أن اجمل الاماكن هي التي لم تزرها بعد !) . وأوضح ان استراتيجية التطوير تشتمل على عدد من المحاور الاساسية من بينها النهوض بالتعليم السياحي والاستفادة من الجامعات والمعاهد الفندقية لاعداد الكوادر المحلية ، لافتا الى ان وجود باكورة تعاون مع جامعة الاسكندرية فى اطار مذكرات التفاهم مع وزارة السياحة المصرية . واضاف ان هناك استفادة ايضا من الخبرات الفرنسية ،بالاضافة الى العمل على تطوير البنى التحتية السياحية ،موضحا ان هناك مشروعات تقدر بنحو 100 مليون دولار خصصت لتطوير المواقع السياحية المختلفة بالاضافة الى اتاحة القروض الصغيرة لاصحاب المشروعات ،موضحا انه تم تخصيص بنك سياحي لاقراض المشروعات السياحية بدون فوائد تشجيعا لهذا القطاع الواعد . واشار الى ان اربيل تتجه الى تشجيع القطاع اخاص لتحقيق التنمية السياحية اما دور الحكومة فهى تعتبر داعمة فقط للمشروعات والجوانب التنسيقية الخاصة بها . واوضح مولوى ان استراتيجية 2025 تشتمل ايضا على تطوير المنتج السياحي بجميع انواعه ،قائلا ”اننا لدينا خطة بها 67 مشروعا بمناطق عديدة فى اقليم كردستان بشكل تكاملي بحيث تكون جميع مناطق الاقليم جاذبة للسياح . ولفت الى ان هناك أنواع عديدة للسياحة فى أربيل من بينها السياحة الشتوية حيث ستشهد أربيل حدثا كبيرا نهاية الشهر الجاري بتنظيم فعالية ضخمة لرياضة التزلج على الجليد . واعرب عن امله فى ان تستقبل أربيل العديد من الوفود السياحية من مصر ودول الخليج ،قائلا ”اننا لدينا جهدا كبيرا للترويج الاعلامى والتسويق لهذا الحدث الهام بالاضافة الى وجود خطة طموحة لعقد مؤتمرات للتعريف بعاصمة السياحة العربية فى العديد من البلدان العربية . واعرب عن أمله فى تسهيل حصول العراقيين على تأشيرات الدخول بين مصر والعراق ،من الجانبين للمساهمة فى تحقيق اعلى نسبة للتبادل السياحي بين الجانبين . وفيما يخص آفاق التعاون السياحي مع مصر قال ”اننا نأمل تطوير التعاون السياحى مع مصر وزيادة العمل المشترك ،منوها بزيارة وزير السياحة هشام زعزوع الى أربيل مؤخرا ، مؤكدا فى الوقت ذاته انه يعتزم زيارة مصر حينما تسنح الفرصة . وحول التنافسية ومقومات أربيل فى مواجهة السياحة التركية التى تعد المنافس الاول لها قال مولوي اننا نسير بخطوات بناءة كمنافس قوى لتركيا ودبي كما نسعى الى زيادة سياحة المؤتمرات ونتوقع خلال العشر سنوات القادمة ان نكون من النمور الاسيوية العملاقة حيث اننا نملك مقومات اقتصادية كبيرة وطبيعة ساحرة وشعبنا متفتح ، قائلا ان اعلى معدلات السياحة الوافدة الى أقليم كردستان تأتي من وسط وجنوب العراق وايران وتركيا ثم تليها السياحة من امريكا واسبانيا .