أصبحت القمم الخليجية تسير داخل أنفاق قد تنفجر فى أى لحظة داخل دول مجلس التعاون الخليجى بعد أن حاولت بعض الدويلات الصغيرة داخل الاتحاد «التمرد» على الشقيقة الكبرى لهم وهى السعودية وخاصة بعد تبنى الملك « عبد الله» خادم الحرمين فكرة إنشاء الاتحاد الخليجى ليترجم رغبات الشعوب الخليجية على أرض الواقع فلا يمكن بأى حال من الأحوال بعد مرور مايزيد على ثلاثين عاما ان يظل المجلس الخليجى تعاونا وليس اتحادا لأن فكرة الاتحاد تسقط كل الحواجز بين كل دول الخليج وتجعلها على غرار الاتحاد الأوربى رغم الاختلاف فى العقائد والمسميات والتوجهات لكنهم انصهروا فى بوتقة الاتحاد ، كنت أتوقع أن تكون قطر هى السبب الرئيسى فى إفشال الاتحاد لأنها تلعب دورا أكبر من حجمها وإمكانياتها ولكن ظهرت فى الأفق سلطنة عمان التى كان موقفها مفاجئا للجميع لأنها كانت الراعى الحقيقى للاتفاق الإيرانى الأمريكى الأوربى (5+1) فهل تستعيض سلطنة عمان بإيران بديلا عن اللسعودية والدول الخليجية ؟ هذا السؤال الذى مازال يبحث عن اجابة لدى السلطان قابوس المشهود له بالحكمة والحنكة السياسية ، ولكن لابد أن نكشف عن الدور الخفى الذى لعبه الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت فى إبطال مفعول الألغام القطرية داخل اجتماعات القادة الخليجيين ونجح فى العبور بالقمة الخليجية إلى بر الأمان واستخدم كل خبرته ودبلوماسيته فى فض الاشتباكات والخلافات داخل الغرف المغلقة حتى لا يسقط مجلس التعاون الخليجى فى بئر انقسام قد ينعكس بشكل مباشر على الشعوب الخليجية التى كانت تجد فى الاتحاد الخليجى الخلاص من كل اسباب التفرقة بين الشعوب ، فالتوحد بين دول التعاون الخليجى سيكون عسكريا واقتصاديا وسياسيا وسيكون كيانا عربيا له وجود فى كل المحافل الدولية والإقليمية بالإضافة إلى تأكيد الدول الفاعلة فى المجلس كالسعودية والإمارات والكويت والبحرين أن مصر هى حجر الزاوية لهذا الاتحاد الجديد وستكون هى البوابة الحقيقية للأمن القومى العربى لمواجهة النفوذ الفارسى والمد الشيعى الذى يريدونه فى مواجهة الدول السنية وعلى رأسها مصر والسعودية وهذه لعبة جديدة لأجهزة الاستخبارات الأجنبية فى اسقاط المنطقة فى حروب طائفية بعدما فشلت فى نشر الفوضى الهدامة نتيجة كشف مصر والمؤسسة العسكرية المصرية لهذا الدور الذى كاد أن يذهب بالمنطقة باسرها إلى المجهول . وأخيرا سيظل الشيخ صباح الأحمد هو أميرا لإنقاذ القمم الخليجية والعربية ...وهذا قدره .