هناك من يعتقد أن القوات المسلحة ستقف وراء شخص بعينه «مدني» أو «متقاعد» ذى خلفية عسكرية فى الانتخابات الرئاسية القادمة.. وأظن أن هذا لن يحدث حتى لو كان المرشح ذا خلفية عسكرية.. وسيترك الخيار للإرادة الشعبية والشارع المصرى لاختيار رئيسه القادم بعد الاستفتاء على الدستور. وقد كان كلام الفريق أول «عبدالفتاح السيسي» النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربى واضحا فى هذا الأمر فى أكثر من موقف وهذا الكلام الواضح للفريق السيسى صادر عن قيادة عسكرية تدرك تماماً أبعاد المرحلة ودقتها وحساسيتها.. ويعلم تماما أن جيش مصر وقف وساند مع الشرطة وانتصر لها فى 30 يونية.. وحقا إن حماية الوطن شرف ما بعده شرف وهذا مهم جدا لكن ما العمل لو خرج الملايين بعد إصدار الدستور وطالبوا الفريق أول السيسى بالترشح للرئاسة كما قالوا له فى 26 يوليو «فوضناك».. وخرجوا للشوارع والميادين يطالبونه بالترشح تحت شعار «اخترناك».. لا أعتقد أن الرجل الذى خاطب المصريين فى حفل 6 أكتوبر وبمناسبة مرور 40 عاما على الانتصار الكبير وقال لهم «أنتم فى عيوننا» سيتخلى فى لحظة فارقة وحاسمة عن الشعب وإرادته.. صحيح هناك تحرك مبكر فى الشارع يطالبه بالترشح وأخر يطالبه بعدم الترشح من أجل حماية الدولة ومقدراتها لكن الفريق الأكبر يرى أن السيسى هو الأجدر لمرحلة ما بعد الدستور الجديد. وأن الدستور لا يمنع من تولى المنصب شخص عسكرى فقط عليه الاستقالة من منصبه والتقدم للترشيح.. والظروف اليوم فى دولة بحجم مصر تحتاج لقيادة يتوافق عليها شارع مشتت.. ورجل شعبى يسعى لبناء عدالة اجتماعية فى دولة نسبة كبيرة فيها تحت خط الفقر وبطالة أكلت الأخضر واليابس وتعليم يحتاج لتطوير ومواطن لا يجد العلاج وحالة اقتصادية شديدة التعقيد امام بطء الانتاج وغلاء فاحش يصطدم بجدران جميع الأسر. ووسط هذا تحاك للوطن المؤامرات بالداخل والخارج وهناك من يتخيل أن الزمن يعود إلى الوراء وهذا مستحيل.. وهناك من يقارن 23 يوليو 1952 ب 30 يونية 2013 لكن الفارق واضح إن ثورة يوليو 52 قام بها الضباط والأحرار وساندها الشعب و30 يونية 2013 ثورة شعب حماها الجيش والشرطة.. ومن هنا أقول أن الشارع المصرى فى حاجة إلى قيادة يلتف حولها لها شعبيتها ويتوافق عليها المجتمع بعد قرابة 3 سنوات من ثورة 25 يناير وبعد قرابة 6 أشهر من أخطاء المرحلة الرئاسية السابقة التى جاءت بالإخوان إلى السلطة. وأمام الشعب المصرى اليوم قبل غد أن يختار قيادته التى ستقود الوطن فى مرحلة تاريخية مهمة قيادة توحد الوطن لا تقسمه تبنى اقتصاده وتنفذ العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية التى نادت بها ثورة يناير ويونيو ولا أعتقد أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى سيرفض إرادة الجماهير التى تتوافق بشكل واضح وبنسبة كبيرة حول اختياره وأظن أن المرشح الذى سيتوافق عليه الأغلبية سيكون هو القائد القادم لمصر. أستاذى عبدالملك عودة: ودعت مصر الأسبوع الماضى العالم الجليل الأستاذ الدكتور «عبدالملك عودة» أستاذ العلوم السياسية والعميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام وكان العالم الجليل أحد القيادات العلمية التى تخرج من تحت ايديها الآلاف من مصر والعالم العربي.. وترك سجلاً خالداً من الكتب العلمية التى تعد كنزا مهما للمكتبة العربية فى العلوم السياسية والإعلام.