أكد نبيل فهمي وزير الخارجية أن مصر لا يمكن أن تعزل نفسها عن العالم، وأمريكا جزء مهم منه، مؤكدا أن التقارب المصري الروسي ليس موجها ضد أمريكا بل هو تقوية وتدعيم للدور المصري على الساحة العالمية، وأنه على الولاياتالمتحدة أن تتفهم ما يحدث في مصر، مشيرا إلى أهمية دور منظمات الأعمال المصرية الأمريكية في تنمية العلاقات المشتركة. وأضاف فهمي في كلمته أمام الغرفة التجارية الأمريكية بمصر، مساء أمس الاثنين، وبحضور 22 سفيرا معتمدا في القاهرة وعدد من الوزراء وأعضاء الغرفة أن العلاقات المصرية الأمريكية اختلفت عما كانت عليه قبل 30 يونيو حيث تحولت لأول مرة منذ 30 عاما إلى الندية ، مؤكدا أن القرار المصري الآن أصبح مستقلا عن أي دولة. وأوضح السيد نبيل فهمي أن السياسة الخارجية الآن تتميز بتعقيدات شديدة لم تكن موجودة منذ 30 عاما، وأن أهم الانتقادات الموجهة للسياسة المصرية هي عدم تطورها بشكل متواز مع التطورات العالمية، حيث أن مصر يجب أن تبنى سياستها الخارجية على القواعد التي بنتها في الماضي بشرط أن تكون نشيطة ومتحركة وتتناسب مع المتغيرات المستقبلية. وقال إن وزارة الخارجية تقوم الآن بتنفيذ سياسة من ثلاثة محاور : الأول هو شرح ثورة 30 يونيو عالميا وبذل جهد كبير في هذا المجال وشرح وتطبيق خارطة الطريق خلال الفترة المحددة لها، والثاني هو إعادة تقويم مراكز قوة مصر الناعمة والتي تتضمن التركيز على الجانب العربي والإفريقي وأن هذا لا يعنى إطلاقا إهمال الجوانب الأخرى، وأن هناك قضايا ملحة لابد من التركيز عليها وأهمها قضية المياه حيث أننا نحتاج إلى زيادة مواردنا من المياه والطاقة، والنزاع العربي الإسرائيلي حيث مازالت إسرائيل تتوسع في المستعمرات في القدس وتكرار الاعتداءات على الحرم المقدس بها، والمحور الثالث هو ما يحدث في سوريا الآن حيث توجد أطراف ولاعبين على المسرح السوري حاليا يفوق ما رأيناه من لاعبين على الساحة العربية كلها في العشرين سنة الماضية، وأدان الاعتداءات على المدنيين، وقال إن القضية ستحتاج إلى جهود جبارة في اجتماع جنيف 2 للوصول إلى حلول، مشيرا إلى أن مصر ترفض استخدام القوة كحل للوضع السوري، وأن الحوار عن طريق جامعة الدول العربية فقط لكونها دولة عربية. كما أشار إلى أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط بالكامل من كل أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، وقال "إنه قام بتشكيل فرق عمل من الوزارة لوضع تصور عن شكل العالم في مختلف المناطق في العقود المقبلة عام 2030". وعن موقف مصر من دولة قطر، قال الوزير إن العلاقات المصرية - القطرية ما زالت في طور أنها بلد عربي وأسرة واحدة ولكن المشكلة الوحيدة هي قناة "الجزيرة" و يجب على دولة قطر إلا تتجاهل ما تقوم به تلك القناة تجاه مصر، وعليها أن تعي متى تتوقف عن ذلك. من ناحية أخرى، ذكر نبيل فهمي أن وفدا حكوميا رفيع المستوى سيزور دولة إثيوبيا قريبا لبحث مشروع إنشاء سد النهضة وأن الحكومة المصرية حريصة كل الحرص على أنه لا مساس بحصة مصر من مياه نهر النيل، وأنه ليس بالضرورة أن تؤدى حاجة إثيوبيا للطاقة والكهرباء إلى تقليل أو التأثير على حصة مصر. ومن جانبه، أكد السيد أنيس اكلميمندوس رئيس الغرفة على أهمية استخدام إمكانيات مصر للترويج الخارجي وطرح قصص النجاح للمستثمرين الأجانب أعضاء الغرفة كدليل على جاذبية مصر، والاهتمام بالاستثمار المحلى، وقال إنه من المهم الدخول في مرحلة من التفاهم المشترك بين مصر وأمريكا في مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو، وأكد أن السير في طريق الديمقراطية والتمسك بخارطة الطريق سيدعمان موقف مصر عالميا. كان اللقاء قد بدأ بعرض فيلم تسجيلي يوضح إشادة المستثمرين الأجانب من مختلف دول العالم بتحسين مناخ الاستثمار في مصر، وأن مصر تسير في الاتجاه الصحيح بعد ثورة 30 يونيو.