كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة في طهران ، أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما وجّه رسالة إلى القيادة الإيرانية، بعدما شكّل الرئيس حسن روحاني حكومته، تبدي رغبة واشنطن في فتح «صفحة جديدة» بين البلدين. وأوضحت المصادر لصحيفة "الحياة" اللندنية أمس أن الرسالة التي نقلها إلى طهران سلطان عُمان السلطان قابوس بن سعيد، تركّز على أربعة محاور، هي إشادة الإدارة الأمريكية بنتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية التي نُظِّمت أخيراً، وإعرابها عن استعداد لتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، وتشديدها على أهمية التعاطي الإيراني الإيجابي خلال المحادثات النووية مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، بما يساهم في استعادة إيران ثقة المجتمع الدولي، عبر اتخاذ خطوات عملية تنأى عن الأقوال وتنحو في اتجاه الأفعال، إضافة إلى إبداء الولاياتالمتحدة استعداداً لحوار مباشر مع إيران. وأشارت المصادر إلى أن الإدارة ضمّنت الرسالة رغبتها في «فتح صفحة جديدة» مع طهران، استناداً إلى فوز روحاني في الانتخابات. وناقش قابوس الأمر مع مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الذي أبدى تجاوباً، شرط أن تغيّر الولاياتالمتحدة «سلوكها» حيال إيران. ولفتت مصادر إيرانية إلى أن القيادة في طهران لا تمانع في لقاء مسئولين أمريكيين، خلال زيارة روحاني نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر، «شرط أن تكون نتائجها إيجابية». واكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لدى عودته إلى طهران من بغداد أمس، أن إيرانوالولاياتالمتحدة «تبادلتا رسائل» في شأن سورية، وزاد: «إذا كانت هناك ضرورة، سنتابع هذا الطريق». لكنه استدرك أن المحادثات المباشرة بين البلدين ليست مطروحة الآن. ويسعى ظريف إلى بلورة صورة عن الموقف الأمريكي، قبل توجّهه إلى نيويورك، خصوصاً أن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي كان أبلغ الإدارة الأمريكية عبر سفيرها في بغداد، رغبة طهران في صفحة جديدة مع واشنطن، بناءً على طلب إيراني في هذا الصدد.