ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أنه فى الوقت الذى تسعى فيه الإدارة الأمريكية لتبرير قرار هجومها الجوي علي الحكومة السورية ، يرى بعض مؤيدي التدخل العسكري أن الضربة الأمريكية ستسهم أيضا فى توجيه رسالة حادة إلى إيران . وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني أن الولاياتالمتحدة ينبغى ألا تتهاون مع اى كيان يتجاوز خطها الاحمر ففى حال تراجعها عن ضرب سوريا بسبب استخدامها اسلحة كيماوية ، سيرسل هذا التراجع رسالة طمأنينة لطهران حيث ستشم رائحة الضعف ما سيساهم فى مواصلتها برنامجها النووى. وأضافت الصحيفة أن هذه الرسالة الحادة قد تتصادم مع جهود المسئولين الأمريكيين المستمرة لإجراء حوار مع الرئيس الإيراني المعتدل الجديد حسن روحاني، حيث تسعي واشنطن لتحقيق توازن بين الشدة والدبلوماسية في علاقتها مع الدولة المعادية لها منذ زمن طويل. وأشارت الصحيفة إلى أن المساعي الدبلوماسية الأخيرة أثارت تكهنات حول إمكانية دعم قناة الاتصال بين واشنطنوطهران، حيث قام الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان بزيارة طهران ليبحث مع وزير الخارجية الإيراني الجديد محمد جواد ظريف ردود الأفعال المحتملة في حالة الهجوم الجوي الأمريكي علي سوريا. وفي الوقت ذاته، التقى سلطان عمان قابوس بن سعيد، الذي يلعب دورا مهما في الوساطة بين الولاياتالمتحدةوإيران، مع قائد الثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي في طهران. وتابعت الصحيفة أن فيلتمان أو السلطان قابوس لم يدليا بأي تصريحات حول تبادل رسائل بين الحكومتين، ومع ذلك بعثت هذه المساعى بالأمل فى نفوس واشنطن بشأن شن هجوم جوي علي سوريا دون جهود مساومة على العلاقات الإيرانية-الأمريكية قبل انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الشهر الجاري. ورأت الصحيفة أن هذه الآمال قد تكون سابقة لآوانها، حيث أنه بالرغم من حرص روحاني ووزير خارجيته علي التوصل لاتفاق حول إنهاء النزاع بشأن برنامج إيران النووي، إلا أنه من الصعب تحقيق ذلك. ولفتت الصحيفة الى أن سوريا لا تزال الحليف الاستراتيجي لإيران وعلى علاقة وثيقة بجماعة حزب الله اللبنانية ولا يوجد أي إشارات تدل علي تراجع قادة ايران عن دعم سوريا، حيث قام وفد إيراني بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس الاول ليؤكد مجددا علي التزام بلاده بدعم سوريا لكن نتيجة لضعف الوضع الاقتصادي الإيراني، من الصعب أن تقوم إيران بدعم سوريا عسكريا.