اختتم السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان زيارة مهمة لإيران استغرقت ثلاثة أيام، وفي في أول زيارة لزعيم عربي وعالمي يلتقي الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بعد توليه الرئاسة، وقد أجريا خلالها مباحثات موسعة. كما التقى السلطان قابوس مع علي خامنئي قائد الثورة بالجمهورية الإيرانية وذلك بحضور الرئيس الإيراني. واستقبل السلطان قابوس بمقر إقامته جواد ظريف وزير خارجية إيران، وحسين دهقان وزير الدفاع الإيراني. من جانبها ذكرت مصادر دولية مطلعة أن الزيارة تأتى فى إطار دعم الجهود العمانية الرامية إلى القيام بمبادرة لحل ملف أزمة السلاح النووي الإيراني، والتي تستهدف تهيئة الأجواء للتمهيد لاستضافة السلطنة لقاء بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس روحاني. وتم خلال مباحثات القمة العمانية - الإيرانية تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك في ضوء المستجدات الأخيرة على جميع الساحات. وقالت مصادر إيرانية إن السلطان قابوس عرض على روحاني استضافة مباحثات -في سلطنة عُمان- بين الرئيس أوباما والرئيس روحانى حول الملف النووي، والخلافات الإيرانية مع الولاياتالمتحدة. وأوضحت المصادر أن الوساطة لا تزال في مراحلها الأولى، وتحتاج إلى ترتيبات لاحقة للاتفاق حول القضايا العالقة بين البلدين. أشارت المصادر أيضًا إلى أن السلطان قابوس نقل رسالة من مجلس التعاون الخليجي تطلب من إيران وقف تدخلها في البحرين، إضافة إلى تأكيد موقفها من الأوضاع في مصر والأزمة في سوريا. فى توقيت يواكب المباحثات العمانية – الإيرانية، شملت المشاورات الدولية المكثفة زيارة إلى طهران قام بها - الأمريكي - جيفري فيلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية حيث ناقش مع المسئولين الإيرانيين الأوضاع في كل من مصر وسوريا ولبنان وفق ما أفادت به وكالة مهر الإيرانية للأنباء. تعد هذه هى الزيارة الأولى لمسئول رفيع المستوى في الأممالمتحدة إلى إيران، منذ زيارة الأمين العام بان كي مون في العام الماضى حينما شارك في قمة مجموعة دول عدم الانحياز. وكانت الأشهر القليلة الماضية قد شهدت اتصالات عُمانية مكثفة مع أهم العواصم العربية والعالمية في إطار الترجمة العملية لمواقف السلطنة الداعية إلى دعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى حلول عاجلة للمشكلات والأزمات التي تمثل تهديدًا للسلم والأمن إقليميًا وعالميًا. فى هذا السياق لا تزال تتابع على الصعيد الدولى أصداء وردود الفعل الإيجابية التى توالت عقب نجاح جهود الدبلوماسية العُمانية التى أدت إلى تبادل أمريكا وبريطانيا وإيران إطلاق سراح محتجزين من رعايا الدول الثلاث، وهو ما تم استجابة لدور السلطنة فى المجالات المتعلقة بحل المشكلات العالقة خاصة ذات الطابع الإنسانى وما يرتبط منها بحقوق الإنسان. على سبيل المثال فقد تم الإفراج عن دبلوماسي إيراني تحفظت عليه بريطانيا لمدة سبع سنوات، بعد أن قامت السلطنة بالتنسيق مابين الجانبين بناءً على توجيهات من السلطان قابوس. وقد كللت فى النهاية مساعيها بنهاية إنسانية سعيدة تمثلت في وصوله إلى السلطنة تمهيدًا لعودته إلي وطنه عبر مطار مسقط الدولي الذى كان محطته الأولى فى طريقه إلي الحرية. كما تم أيضًا استجابة لجهود سلطنة عُمان إطلاق سراح المواطنة الإيرانية "شهرزاد ميرقلي خان" التي كان متحفظًا عليها في أمريكا لمدة خمس سنوات. كما شهد مهبط مطار مسقط وقائع مماثلة مرتين من قبل.