سادت حالة من الغضب العارمة فى أوساط المجتمع الأمريكي عقب قضاء محكمة في فلوريدا ببراءة رجل شرطة أمريكي متطوع (أبيض) اسمه جورج زيمر مان من تهمة قتل المراهق الأسود ترايفون مارتن بدافع عنصري قبل عام. كانت هيئة محلفين مؤلفة من ست نساء (خمس بيضاوات وواحدة من أصل إسباني) انتهت مساء أمس بالتوقيت الأمريكي إلى أن المتهم جورج زيمرمان (29 عاما)، وهو أبيض من أب أمريكي وأم بيروفية، يعمل شرطي متطوع، كان في حالة دفاع عن النفس، وهو بالتالي بريء من تهمة القتل العمد للضحية ترايفون مارتن (17 عاما). وقالت قاضية مخاطبة المتهم إن الكفالة التي دفعها محاموه ستُرد له، كما سيُنزع سوار المراقبة الإلكتروني من معصمه. وعقب الحكم خرجت مسيرات منددة بالحكم بعدد من المدن الأمريكية مثل شيكاغو وسان فرانسيسكو، واعتراضا على اعتبروه بعدم تحقق العدالة لصالح ترايفون، وسط اعتقاد بأن قتله كان بدافع عنصري ضد السود. وأبدي عدد من المشاهير وأعلام المجتمع الأمريكي غضبهم وأسفهم بعد صدور الحكم لصالح «زيمرمان»، من بينهم المغنية الأمريكية «ريهانا»، والممثلة والمطربة «مايلي سايرس» التى قالت عبر حسابها على «تويتر» فى تعليقها على الحكم « هذا أكثر الأخبار مأسوية، لا عدالة لا سلام، العالم مكان مخيف وغير آمن». فيما نشر مغنى البوب الشهير «جاستن بيبر»، صورة للحظة بكاء تراسي مارتن والد «ترايفون»، قائلا «هذا يجرح قلبي». وكتب «تود ستارينز»، الإعلامي بشبكة «فوكس» الإخبارية الأمريكية: «عائلة مارتن أصيبت بسكتة قلبية الآن». فى حين دشن أمريكيون صفحات تضامنية مع ترايفون على غرار صفحة الشاب السكندري خالد سعيد، شهيد التعذيب والطوارىء، مثل «كلنا ترايفون»، «العدالة لترايفون»، واتشحت صور حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد حدادا على «ترايفون»، ونشروا صورا من حياته مع عائلته قبل مقتله. وقال بعضهم إنه بعد براءة قاتله «زيمر مان» ضاعت العدالة، وأنه يوم حزين لأمريكا عادت فيه 500 عام إلى الوراء هذه هي الحقيقة المخجلة». وأعرب آخرون عن شعورهم بالخجل من أن يعرفوا أنفسهم بأنهم أمريكيين. وترايفون مارتن هو مراهق أسمر البشرة كان يمشى مرتديا سترة بقبعة فى شوارع بلدته سانفورد بمدينة أورلاندو فى ولاية فلوريدا، ممسكا بيده حلوى وشايا مثلجًا، لكنه تلقى رصاصة غادرة فى صدره على يد حارس أمن خاص أبيض البشرة اعتبر ترايفون «مشبوها»، وظنه لصا، لأنه كان يغطى رأسه بقبعة سترته، وهو زى يرتديه الشباب الأمريكى، خصوصا الفقراء أو من هم ذوو الأصول الإفريقية، يعرف باسم «هودي ». قضية مقتل المراهق الأمريكى الأسود أو النسخة الأمريكية من «خالد سعيد» المصرى، تحولت إلى قضية رأى عام فى أمريكا، واندلعت على إثرها تظاهرات يومية فى فلوريدا، امتدت إلى عدة مدن أخرى، منها نيويورك وواشنطن، تهتف «كلنا ترايفون مارتن»، تنديدا بالتمييز العنصرى وبطريقة تعامل الشرطة مع الحادثة، وهو ما اضطر قائد شرطة المدينة إلى إعلان استقالته بعد الحادث.