أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر في بداية التعاملات بالبورصة العالمية    العطس المتكرر قد يخفي مشاكل صحية.. متى يجب مراجعة الطبيب؟    ولاية فلوريدا الأمريكية تصنف جماعة الإخوان منظمة إرهابية    الخشيني: جماهير ليفربول تقف خلف محمد صلاح وتستنكر قرارات سلوت    تحذيرات من الأرصاد: طقس غير مستقر اليوم الثلاثاء مع 3 ظواهر تضرب المحافظات    المصريون بالخارج يواصلون التصويت في ثاني وآخر أيام الاقتراع بالدوائر الملغاة    الفنانة شمس: صاحب العقار طردني علشان 17 جنية    برلمانيون ليبيون يستنكرون تصريحات مجلس النواب اليوناني    الليلة، الزمالك يستهل مشواره في كأس عاصمة مصر بمواجهة كهرباء الإسماعيلية    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 9 ديسمبر    فلوريدا تصنف الإخوان وكير كمنظمتين إرهابيتين أجنبيتين    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    عوض تاج الدين: المتحور البريطاني الأطول مدة والأكثر شدة.. ولم ترصد وفيات بسبب الإنفلونزا    محمد أبو داوود: عبد الناصر من سمح بعرض «شيء من الخوف».. والفيلم لم يكن إسقاطا عليه    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025: طقس بارد ليلًا وأمطار متفرقة على معظم الأنحاء    ما هي شروط إنشاء مدارس مهنية ثانوية؟.. القانون يجيب    الرياضة عن واقعة الطفل يوسف: رئيس اتحاد السباحة قدم مستندات التزامه بالأكواد.. والوزير يملك صلاحية الحل والتجميد    تعرف على عقوبة تزوير بطاقة ذوي الهمم وفقًا للقانون    أحمديات: مصر جميلة    من تجارة الخردة لتجارة السموم.. حكم مشدد بحق المتهم وإصابة طفل بري    مصدر بالسكك الحديد: الأمطار وراء خروج عربات قطار روسي عن مسارها    الكواليس الكاملة.. ماذا قال عبد الله السعيد عن خلافه مع جون إدوارد؟    الصيدلانية المتمردة |مها تحصد جوائز بمنتجات طبية صديقة للبيئة    بفستان مثير.. غادة عبدالرازق تخطف الأنظار.. شاهد    خيوط تحكى تاريخًا |كيف وثّق المصريون ثقافتهم وخصوصية بيئتهم بالحلى والأزياء؟    "محاربة الصحراء" يحقق نجاحًا جماهيريًا وينال استحسان النقاد في عرضه الأول بالشرق الأوسط    التعليم تُطلق أول اختبار تجريبي لطلاب أولى ثانوي في البرمجة والذكاء الاصطناعي عبر منصة QUREO    هل يجوز إعطاء المتطوعين لدى الجمعيات الخيرية وجبات غذائية من أموال الصدقات أوالزكاة؟    الأهلي والنعيمات.. تكليف الخطيب ونفي قطري يربك المشهد    كرامة المعلم خط أحمر |ممر شرفى لمدرس عين شمس المعتدى عليه    حذف الأصفار.. إندونيسيا تطلق إصلاحا نقديا لتعزيز الكفاءة الاقتصادية    المستشار القانوني للزمالك: سحب الأرض جاء قبل انتهاء موعد المدة الإضافية    مرموش ينشر صورا مع خطيبته جيلان الجباس من أسوان    الصحة: جراحة نادرة بمستشفى دمياط العام تنقذ حياة رضيعة وتعالج نزيفا خطيرا بالمخ    تحذير من كارثة إنسانية فى غزة |إعلام إسرائيلى: خلاف كاتس وزامير يُفكك الجيش    جريمة مروعة بالسودان |مقتل 63 طفلاً على يد «الدعم السريع»    الزراعة: الثروة الحيوانية آمنة.. وأنتجنا 4 ملايين لقاح ضد الحمى القلاعية بالمرحلة الأولى    رئيسة القومي للمرأة تُشارك في فعاليات "المساهمة في بناء المستقبل للفتيات والنساء"    حظك اليوم وتوقعات الأبراج.. الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 مهنيًا وماليًا وعاطفيًا واجتماعيًا    الأوقاف تنظم أسبوعًا ثقافيًا بمسجد الرضوان بسوهاج | صور    نائب وزير الإسكان يلتقي وفد مؤسسة اليابان للاستثمار الخارجي في البنية التحتية لبحث أوجه التعاون    إحالة أوراق قاتل زوجين بالمنوفية لفضيلة المفتي    وزير الاستثمار يبحث مع اتحاد المستثمرات العرب تعزيز التعاون المشترك لفتح آفاق استثمارية جديدة في إفريقيا والمنطقة العربية    رئيس مصلحة الجمارك: انتهى تماما زمن السلع الرديئة.. ونتأكد من خلو المنتجات الغذائية من المواد المسرطنة    أفضل أطعمة بروتينية لصحة كبار السن    تحرير 97 محضر إشغال و88 إزالة فورية فى حملة مكبرة بالمنوفية    مراد عمار الشريعي: والدى رفض إجراء عملية لاستعادة جزء من بصره    جوتيريش يدعو إلى ضبط النفس والعودة للحوار بعد تجدد الاشتباكات بين كمبوديا وتايلاند    وزير الاستثمار يبحث مع مجموعة "أبو غالي موتورز" خطط توطين صناعة الدراجات النارية في مصر    محافظ سوهاج بعد واقعة طلب التصالح المتوقف منذ 4 سنوات: لن نسمح بتعطيل مصالح المواطنين    المنتخب السعودي يفقد لاعبه في كأس العرب للإصابة    علي الحبسي: محمد صلاح رفع اسم العرب عالميا.. والحضري أفضل حراس مصر    مجلس الكنائس العالمي يصدر "إعلان جاكرتا 2025" تأكيدًا لالتزامه بالعدالة الجندرية    أفضل أطعمة تحسن الحالة النفسية في الأيام الباردة    كيف تحمي الباقيات الصالحات القلب من وساوس الشيطان؟.. دينا أبو الخير تجيب    إمام الجامع الأزهر محكمًا.. بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة في حفظ القرآن للإناث الكبار    لليوم الثالث على التوالي.. استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضيحة كبري بيزنس الدعارة يزدهر تحت حكم الاخوان
نشر في النهار يوم 04 - 06 - 2013

ما بين تردي الأحوال الإقتصادية والإجتماعية في عصر الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان وقلة إقبال الشباب علي الزواج بسبب الظروف الإقتصادية وارتفاع نسبة العنوسه في الشارع المصري والتي بلغت أكثر من 10 ملايين فتاة عانس ، تعددت حالات السقوط في بئر الرذيلة وبدأت ظاهرة "راغبات المتعة" والدعارة في مصر تنتعش بشكل كبير، دون قانون، خاصة بعد ثورة 25 يناير، مما ينذر بأزمة كبيرة قد تهدد بنيان المجتمع المصري خاصة بعدما رفضت التأسيسية المباركة أن تنص إحدي مواد الدستور علي مكافحة الإتجار بالبشر، وهو ما أكدته دراسة ميدانية قام بها و نشرها الصحفي الأمريكي "روبرت جونسون" في تجربة شخصية له تحت شعار " بيزنس الدعارة في القاهرة"، والتي قام بنشرها في عدد كبير من مواقع الصحف العالمية، تعدد "البغايا المصريات" بدرجة مخيفة نتيجة سوء الظروف الإقتصادية والإجتماعية في ظل حكم جماعة الإخوان.
ويعود جونسون فيقول: قانونا، الدعارة غير مشروعة في مصر، وقضايا الآداب التي تقام ضد المرأة بها عقوبات قاسية، لكن في الوقت نفسه، الرجال المشاركون يخرجون من الإتهامات دون أي مساس بهم.
وعند عودتي إلي الفندق، أظهر البحث السريع علي الإنترنت عن قائمة طويلة من المواقع المخصصة لبيع الجنس في مدينة القاهرة، ويبدأ من حوالي 350 يورو (450 دولارا أمريكيا) في الساعة، إلي عدة آلاف لقضاء الليل كله أو لطلب فتاتين معا !، وكل شيء يعرض بوضوح علي هذه المواقع.مستشهداً بمحاضر الشرطة المصرية التي تؤكد دخول جنسيات أخري إلي سوق الرذيلة، خاصة من النساء المهاجرات واللاجئات من إفريقيا ودول "الربيع العربي وكان آخرها ضبط أخطر شبكة لممارسة الدعارة، يديرها سائق ومجموعة من النسوة السوريات مقابل 300 جنيهاً مصرياً (40 دولار تقريبا) لليلة الواحدة.
ورغم أن كل هذا يعتبر غير لائق أخلاقيا،.يزال أفضل من شهادات الزواج الوهمية التي تقدم للرجال الأثرياء من دول الخليج الذين يأتون ل"الزواج" من فتيات لا تتجاوز أعمارهن 13 عاما ويأخذوهن مباشرة من والديهن ومنازلهن، ويمارسون الجنس معهن لمدة "شهر عسل قصير" قبل أن يتركوهن مع بعض النقود.
و"زيجات الصيف" هذه ليست سوي طريقة أخري للمصريين اليائسين الذين يجبرون بناتهن علي ما لا يمكن تصوره فقط للحصول علي بعض المال والتي بدأت علي استحياء قبل الثورة لكنها تفشت كالوباء بعد الثورة.
وأكد جونسون عودة تجارة تسفير المصريات إلي السعودية للعمل في مهن أقرب إلي الخادمات معظمهن قاصرات ومراهقات للزواج من سعوديين، بعضهم طاعن في السن وبعضهم مريض نفسي وآخرون مصابون بالعجز الجنسي أو من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأمراض العقلية، وتتعرض الضحايا لرحلات عذاب ومعاناة للتخلص من تلك الزيجات.
في البداية أكد مصدر أمني مسئول في الإدارة العامة لحماية الآداب بوزارة الداخلية، ارتفاع معدلات الجرائم المنافية للآداب بشكل واضح بعد ثورة يناير.. وبحسب الإحصائيات الرسمية فإن مباحث الآداب كشفت عن 8574 قضية خلال عام 2010 أي قبل الثورة مباشرة، وقد ارتفع هذا الرقم خلال العام الماضي ليصل الي نحو 9 آلاف و500 قضية متنوعة ما بين ممارسة الدعارة بأجر، وتحريض علي الفسق، ومن المتوقع ان يزداد هذا الرقم ليتجاوز العشرة آلاف قضية خلال العام الجاري. كما انضمت فئات جديدة لراغبي وراغبات المتعة المحرمة، ولم تعد قاصرة علي الساقطات اللاهثات وراء المال فقط، بل دخلت سيدات من الطبقات الراقية إلي سوق المتعة المحرمة، وهؤلاء ينظمن حفلات للجنس الجماعي داخل مساكنهن الخاصة في مناطق مثل الدقي والعجوزة والزمالك، كما تكررت جرائم تبادل الزوجات في مناطق متفرقة بالقاهرة والجيزة".. المصدر أضاف أن سوق المتعة الحرام، شهد لأول مرة شبكات الدعارة المتخصصة، فظهرت شبكات العذراوات والقاصرات، وهذه تقدم ضحاياها من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 14 و20 سنة، لرجال الأعمال الأثرياء سواء من المصريين أو العرب خاصة القادمين من الخليج، وهي تمارس نشاطها تحت ستار الزواج العرفي محدد المدة والتي غالبا لا تزيد علي أسبوع واحد فقط. ويحصل زعيم أو زعيمة الشبكة علي مبالغ مالية ضخمة، نظرا لأن الفتاة تكون بكرا وهو أول رجل يمارس الجنس معها، بعد ذلك تصبح الفتاة متاحة لأي شخص يدفع لها وللزعيم الذي يدير أعمالها.. وهناك شبكات آداب المتزوجات وهذه تكون جميع عضواتها من السيدات المتزوجات، ويمارسن أعمالهن المخلة مع الرجال دون تمييز في سرية تامة بغرض الحصول علي مبالغ مالية، لشراء أجهزة كهربائية مثل الثلاجات والغسالات، وبينهن من تلجأ الي بيع جسدها لتوفير الأموال اللازمة لتجهيز ابنتها المقبلة علي الزواج.. أيضًا ظهر نوع ثالث من شبكات الدعارة جميع عضواتها من المتسولات وأطفال الشوارع، وهذه تمارس نشاطها في الشوارع والطرقات والأزقة الضيقة والمظلمة في المناطق الشعبية، وزبائنها غالبًا من سائقي التوك توك والميكروباص والمسجلين خطر، والأسعار فيها متدنية للغاية ولا تزيد علي 50 جنيهًا مصرياً.
وعن الأماكن التي تنشط بها شبكات ممارسة الأعمال المنافية للآداب. قال المصدر "هذا النوع من الجرائم الآثمة كان قبل الثورة ينتشر بشكل كبير في المناطق الشعبية المزدحمة في القاهرة.. وفي هذه المناطق كانت تظهر الشبكات العادية التي تضم أرامل ومطلقات وطالبات هاربات من أسرهن، كذلك كانت تنتشر في المناطق الراقية مثل الدقي والعجوزه والمهندسين في الجيزة، و جاردن سيتي والزمالك والمعادي بالقاهرة، وفي هذه المناطق تظهر الشبكات الراقية ذات الأسعار المرتفعة، و التي تضم ساقطات علي قدر كبير من الجمال وفي بعض الأحيان أجنبيات، فضلا عن الفنادق الكبري التي تتخذها بعض القوادات مسرحا لممارسة نشاطها الآثم.. وبعد ثورة 25 يناير نشطت أسواق المتعة الحرام في كل تلك المناطق وغيرها وانضمت إ ليها مراكز السونا و المساج وصالات الألعاب الرياضية، التي يتخذها المسئولون عن شبكات الدعارة ستارا لممارسة أنشطتهم المحرمة، وفي الغالب يشرف عليها سيدات أجنبيات من روسيا والصين والمغرب وغيرها من الجنسيات.. وعن فتيات الهوي الأجنبيات وجنسياتهن وأعدادهن في مصر قبل وبعد الثورة أوضح المصدر الأمني:" قبل الثورة كانت المغربيات الأكثر انتشارا في سوق المتعة بمصر، تليهن الروسيات ثم الصينيات واللبنانيات.. وبعد الثورة تغير هذا الترتيب بعد دخول التايلانديات والأمريكيات والسوريات، والفلبينيات، والجورجيات وغيرهن من أصحاب الجنسيات الأجنبية الأخري، إلي سوق المتعة في مصر، بسبب حالة الانفلات الأمني والأخلاقي.. وجاءت الصينيات في المرتبة الأولي وبلغ عدد المتهمات المتورطات في قضايا دعارة 345 متهمة، وجاءت الروسيات في المرتبة الثانية وبلغ عدد المتورطات في هذه القضايا منهن 299 متهمة، ثم التايلانديات وتم ضبط 190 متهمة منهن.. بعد ذلك تأتي المغربيات واللبنانيات والأمريكيات والهنديات بأعداد قليلة.
"هذا ليس زواجاً بل تجارة، نحن لو في دولة محترمة وحكومة تدرك شرف البنات كانت أصدرت علي الفور قانونا جامعا صارما قويا يردع من يزوج ابنته لهؤلاء العجزة و المرضي " هكذا بدأت الدكتورة عزة كامل الناشطة والمنسق العام لحركة "فؤادة واتش" كلامها , مؤكدة إن ظاهرة زواج المصريات من أثرياء عرب قديمة وتعود إلي الثمانينيات من خلال تفشيها في قري بعينها كالبدرشين و الحوامديه ، ولكن الآن فعودة تجارة الرقيق الأبيض أكثر سهولة بسبب صعود تيارات الإسلام السياسي التي رفضت أن تضع في الدستور مادة تجرم الاتجار بالبشر وخاصة الاتجار بالنساء الذي يندرج تحته مثل هذه الحالات لزواج القاصرات لشيوخ بل و فاقدي الأهلية من بعض الجنسيات الخليجية، وأصبح أي شخص وليس ثرياً كما كان في الماضي يشتري أي فتاة مصرية بخمسة آلاف جنيه مصري.
وأضافت كامل إن المناخ العام للدولة الآن أصبح يشجع علي الاتجار بنسائنا، سواء من الداخل أو الخارج بسبب تلك الدعوات التي أطلقتها قيادات التيارات الإسلامية والإخوان المسلميون منذ أن تولوا الحكم، فنجد عزة الجرف الشهيرة "بأم أيمن" توافق علي خدمة المصريات في منازل العرب تحت شعار: "إن خادم القوم سيدهم"، وتنادي أخريات من الحرية والعدالة والأحزاب السلفية بخفض سن زواج الفتيات إلي 9 سنوات، فكل هذه العوامل أدت إلي تفاقم ظاهرة زواج القاصرات المصريات وبيعهن لشيوخ الخليج.
وأكدت دكتورة إيمان شريف «أستاذ مساعد علم النفس الجنائي بالمركز القومي للبحوث الجنائية» أن السياحة الجنسية في مصر تتركز في ثلاث محافظات هي (القاهرة - الأسكندرية - الأقصر ) حيث يوجد في الثلاث محافظات جميع أشكال الاستغلال باعتبارها مدن سياحية ، الاستغلال بكافة صوره ، وليس لدينا إحصائيات محددة ، ولكن للأسف كل صور الاتجار بالبشر موجودة في مصر ، فالسائح يأتي من الخارج قاصداً دعارة الأطفال تحديداً ، ومع هذا لا نستطيع أن نطلق علي هذا الأمر ظاهرة.
وتشير الدكتورة «سهير عبد المنعم - أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية» إلي أن كل استغلال للطفل يعد اتجاراً بالبشر ومن ثم فهو جريمة يعاقب عليها القانون، فكل ما يقع علي الصغار أقل من سن 18 عاماً فهو يمثل شكلا للإستغلال، سواء كان جنسياً وهو ما حدث مع الفتيات القاصرات اللاتي تم تزويجهن من هؤلاء الشيوخ العرب، أو استغلالا تجاريا كنقل الأعضاء أو سخرة أو نمط آخر للاستغلال، وهو ما نصت عليه المادة 292 من قانون العقوبات المضافة إلي قانون رقم 126 لسنة 2008 المسمي بقانون الطفل، حيث وسعت من صور الاستغلال.
أما في حالة الزيجات التي تم رصد وثائق تفيد بأنها تضم فتيات قاصرات تم استخدامهن كزيجات، نفرق هنا بين أمرين أولهما؛ إذا كان الأب أو ولي الأمر - خال - أخ - علي علم بأن هذه الزيجة ليست بهدف الاستدامة وتكوين أسرة، وتم تزويجها لهذا الزوج الأجنبي من باب الاستغلال المادي كما يحدث مع فتياتنا اللاتي يتم بيعهن لهؤلاء الأثرياء فهذا يعد إتجارا بالبشر، لأن هذا الأب يعلم أن ابنته سوف تستخدم من هذا الزوج الأجنبي ليس في إطار ما ينص عليه الزواج، بل يعرضها لاستغلال هذا الزوج الأجنبي لها في الدعارة ببلاده، أو يتركها للخدمة كالسخرة أو الاستغلال الجنسي للأسرة بأكملها.
ومن ثم يعاقب الأب والزوج والوسيط الذي اشترك في هذه البيع مادام أنه كان هناك قصد يعرض هؤلاء الفتيات للاستغلال.أما الحالة الثانية فهي أن يكون الأب لديه حسن نية، ولا يعرف أن الزوج يريد من هذه الزيجة إلا الاستغلال، أو السخرة للفتاة أو استغلالها جنسيا أو يعرضها في سوق الدعارة، ومن ثم يشتريها بهذا العقد للزواج من مصر، وفي حالة الزواج من قاصرات يصبح الاستغلال مزدوجاً، بل أكثر فداحة وجرما عندما لا تعلم هؤلاء الفتيات بأن الزوج مريض أو لديه إعاقة ذهنية أو مضطرب نفسيا أو عاجز جنسيا، لأن العقد في هذه الحالة يصبح باطلا ويحكم في هذه القضية بالتفريق وتطالب هذه الزوجة بتعويض مادي نظرا للتدليس في العقد وأن الزوج به عيب لم تعرف به الزوجة.
يري محمود الهواري «المحامي بالنقض و الناشط الحقوقي» أنه للأسف تم تهميش قانون مناهضة الاتجار بالبشر رقم 64 لسنة 2010 ولم يطبق علي أرض الواقع في ظل دولة تحكمها جماعة الإخوان المسلمون لا تعبأ بكرامة النساء ولا حرياتهن. وأن هذه الظاهرة وبسبب تورط أطراف كثيرين في حدوثها، سواء محامين أو مأذونين أو سماسرة للإتجار بالفتيات لم يعد يوجد لها آلية تحفظ للمصريين كرامتهم وحقوقهم.
مشدداً علي ضرورة إجراء الكشف الطبي علي الزوجين، سواء للتعرف علي الحالة الصحية لهم أو التأكد من سن الفتيات في حال أنهن لم يمتلكن شهادات ميلاد، ومن ثم لابد من إجراء تحقيق مع هذه الحالات الأخيرة للقاصرات، للكشف عن كيفية استخراج تقارير طبية تسمح بزواج قاصرات. مشيرا إلي أن القضاء علي هذه الظاهرة لن يحدث من خلال الأجهزة الحكومية فقط، ولكن يحتاج إلي تكاتف كل مؤسسات الدولة من منظمات المجتمع المدني والإعلام من أجل توعية المجتمع بخطورة هذا النوع من الزواج وتساءل الهواري مستنكراً : أين دور المجلس القومي لحقوق الإنسان ولما لا يفتح هذا الملف ويكشف عن المتورطين فيه؟، مشيراً إلي أنه تحول في عهد الإخوان إلي مجلس لهدم حقوق الإنسان، نظرا لعدم إيمانهم من الأساس بحقوق الإنسان.
تؤكد الدكتورة منال الطيبي «الناشطة الحقوقية» أن كل ما توقعته حدث بالفعل، فلم يكن هناك إدراك وقت إعداد الدستور بما كنا نطالب به من ضرورة وضع مادة في الدستور تجرم الاتجار بالبشر والاتجار بالنساء بشكل خاص، والجميع شهد مقاومة تيارات الإسلام السياسي لتمرير مثل هذه المادة، بحجة أنه ليس لدينا اتجار بالنساء و أن مصر ليس بها تجارة الرقيق الأبيض.
مشيرة إن خطورة هذه الأفكار تعود لسببين؛ هو أن يصبح الشكل المهين للزواج قبول مجتمعي من بعض شرائح المجتمع، والذي في الحقيقة يعد تجارة ودعارة، نظرا لأن هؤلاء المتطرفين يدعون دائما عبر ميكروفوناتهم بأن هذا زواج وحلال شرعا، وهذا في حد ذاته خطير جدا، فبدلا من أن تكون هناك حالة من الخوف أو الإدراك بأن هذه الزيجات تعد انتهاكا لحقوق المرأة ويجب التصدي لها يصبح الأمر مقبولا، مما ترتب عليه زيادة وتكرار مثل هذه الحالات مستقبلا.
وتوقعت الطيبي أن يحدث تعديلاً في التشريعات الخاصة بحقوق المرأة في الفترة المقبلة، سواء فيما تتعلق بربط سن الزواج بسن بلوغ الفتيات أو إلغاء قانون الخلع أو العبث بقوانين الأحوال الشخصية بما يخدم الأفكار الأبوية الذكورية ، ومن ثم وبكل ثقة أستطيع أن أقول وداعا لحقوق المرأة في عهد الإخوان المسلمين".
بينما يري الدكتور زكي عثمان الأستاذ بجامعة الأزهر إن ما يحدث لهؤلاء الفتيات بزواجهن من بعض الجنسيات العربية هو أسوأ من تجارة الرقيق مقابل عدة آلاف أقل من ثمن "بقرة" يحصل عليها الأب المعدم للضمير الذي يرضي أن يبيع فتياته بهذه الطريقة المهينة، مندداً باستغلال الفقر الذي أدي لهذه التجارة التعيسة.
قائلا : عار علينا.. أن تسمح الدولة بأن تعامل نساءنا بهذه التجارة بطريقة أسوأ وأكثر إذلالاً من معاملة السبايا، لآن السبايا تؤخذ عند سيدها وربما تأخذ حقها وتتزوج منه وتنال حريتها، أما هذه الحالات التي تم الإعلان عنها مؤخرا فلا تمت بصلة لشكل الزواج، بل تصبح الفتاة مجرد خادمة تعيسة لإنسان مريض أو فاقد الأهلية أو مضطرب عقليا أو نفسيا، حيث لم يجد هؤلاء العرب من بناتهم من يقبلهم، لذا لجاءوا لهؤلاء التعيسات المصريات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.