كتبت هبة شعيبأقيم بمركز الإبداع الفنى أمس ضمن برنامج نادى السينما الذى يقيمه صندوق التنمية الثقافية عرض الفيلم الروائى القصير الحارس حيث تدور فكرته حول حماية آثار مصر من السرقة والمحافظة على تراثنا العظيم وذلك عن طريق شخص مكلف بحماية متحف محمد على بالقلعة يتعرض لضغوط من قبل أشخاص يريدون سرقة خنجر محمد على ولكنه يعود لصوابه ويبلغ الشرطة الفيلم من تأليف أحمد الطيب وإخراج حسن عيسى وبطولة إيهاب فهمى ومنال عبد اللطيف .من ناحية أخرى عرض أيضا بعد الفيلم مباشرة فيلم روائى قصير آخر بعنوان مولانا الذى يدور حول فكرة المقام الموجود فى كل بلدة ومن خلاله يقوم الناس بتقديم الهدايا والقرابين من أجل أن يشفع لهم صاحب المقام عند الله ولكن بطل الفيلم يظل طوال الفيلم غير مقتنع بهذا المقام وماهو إلا نصب على أهل قريته وبعد أن يكتشف تلك الحقيقة يرفض أهل القرية تصديقه ويتهمونه بسرقة مقام مولانا الفيلم قصة وسيناريو وإخراج عز الدين سعيد وبطولة الطفل كريم عبد القادر ورضا حسنين وعلى السيدوقد أعقب عرض الفيلمين ندوة لتحليل الفيلمين ومناقشة الجمهور وأدار هذه الندوة هاشم النحاس فى حين نظمها الناقد السينمائى رامى عبد الرازق الذى دار محورها الأساسى حول الأفلام الروائية القصيرة ومميزاتها ومدى الإستفادة منها وما يوجد بها من فن حقيقىحيث أكدت الفنانة نادية رشاد أن هذه النوعية من الأفلام أفتقدها الجمهور كثيرا مثل البرامج التى كانت تقدم القصص القصيرة التى كانت تعد نافذة بسيطة يطلع المشاهد من خلالها على الفكر لكن إنتهى كل هذا حاليا وذلك بكثرة الأفلام السينمائية الروائية الطويلة التى تفتقد القصة والفكر والنصيحة لأنها تجارية كل ما يشغلها المادة لأن الإنتاج حاليا وصل إلى 25 مليون جنية للفيلم الواحد لذلك يتجه المنتجون لهذه النوعية من الأفلام التى تجلب لهم أموال كثيرة والضحية هنا المشاهد لأنه لن يستفيد أى شئ من خلالها بينما الفيلم الروائى القصير مدته قليلة وإنتاجه أقل مما يتخيله إنسان والإستفادة منه سريعة وكبيرة فى نفس الوقت كما أنه يفتح المجال أمام الفنانين الحقيقين لتقديم أنفسهم على الساحة السينمائية لذلك يجب إلقاء الضوء على هذه النوعية من الأفلاموأضاف الأستاذ هاشم النحاس أن الفيلم الروائى القصير أكثر جهدا وأقل عملا ولا يوجد به البهرجة التى تجذب الجمهور فهو غير تجارى ولكن من يريد بناء فن وإبداع حقيقى يساعد على تثقيف الجمهور فيقبل على الأفلام الروائية القصيرةومن ناحيته قال عز الدين سعيد مخرج فيلم مولانا أنه سعيد بإدارة الإنتاج المتميز لقنوات النيل المتخصصة لأنها مهتمة بإنتاج الأفلام الروائية القصيرة وهو يعتبرها نافذه يخرج من خلالها فن حقيقى وفنانين حقيقين كما أن الفيلم الروائى القصير هو فن قائم بذاته وفى الدول الأوروبية والأمريكية له مكانة عالية وله إهتمام خاص به حيث تقام له أكبر المهرجانات العالمية بالإضافة أن له فنانين متخصصين له ولهم شأن عالمى فى الفن وعن الفيلم قال عز الدين أنه يهدى هذا الفيلم إلى روح يوسف إدريس لأنه أستوحا قصة الفيلم من حكاية كتبها الراحل يوسف إدريس حيث تتلخص فى إستشهاد مناضل مصرى زمن الحملة الفرنسية وقاموا أهل قريته ببناء مقام له ولكن لكى يموهوا الفرنسيين لأنهم كانوا يبحثون عن قبره قاموا الناس ببناء مقام له فى أكثر من مكان ومن هنا جاءت الفكرة للمخرج ولكن بأسلوب أوسع وهو أنه حاليا لا تخلو أى قرية أو حى من وجود مقام بالرغم من عدم معرفة أصله وكراماته ولكن يقبل عليه الناس من كل مكانفى حين أوضح حسن عيسى مخرج فيلم الحارس أن الفكرة أعجبته خاصة أن أحمد الطيب أبدع فى كتابتها وتلخيصها فى وقت قصير جدا وهى تتحدث عن سرقة آثار مصر وطمع الغرب فيها حتى الآن وقد صور البطل بالرغم من ظروفه المادية الصعبة ومرض والده إلا أنه لم يبيع بلده وقام بإبلاغ الشرطةكما أضاف الفنان إيهاب فهمى أنه سعيد بهذا الدور خاصة أنه جديد عليه كما أن الفكرة نفسها رائعة وهو يرى أن نوعية هذه الأفلام أفضل بكثير وتتيح الفرصة لإخراج فن ومواهب حقيقيةوقد حضر الندوة كلا من رضا حسنين، على السيد، الطفل كريم عبد القادر، الأستاذ محى الغامرى رئيس قطاع الإنتاج السابق .