قال الفريق أحمد شفيق، مرشح الرئاسة السابق، إن الوضع في الأيام الأولى للثورة كان متدهورا داخل أروقة النظام وكان رد فعل الشارع سيئا بعد خطاب الرئيس . وكشف شفيق، حسبما نقلت عنة جريدة "الحياة اللندنية"، عن أنه طالب المشير طنطاوي في اجتماع جمعهم بتولي قيادة البلاد وقال له صراحة: «يا سيادة المشير، امسك البلد. وخلينا نخلص من الموقف ده». فارتبك قائلاً: «لا... لا». فنظرت إلى عينيه، وكانت لحظة هلع. قلت له: «الرئيس سيتنحى... فامسك البلد أنت» فقال لي: «(الرئيس) لن يتنحى». وأضاف: "كررت كلمتي له، وقلت لعمر سليمان: «قم يا عمر بيه، واتصل بالسيد الرئيس وقل له: الموقف منتهٍ، واستأذنه أن يترك قيادة القوات المسلحة»، فقام سليمان واتصل بالرئيس قائلاً له: «إن الموقف صعب، ونحن نبلغ سيادتك أن الموقف صعب. ونحن مضطرون، ونرجو من سيادتك أن تنهي الموقف بترك مقعد الرئاسة»، فوافق مبارك على الأمر فوراً، قائلاً: «انتظروا فقط حتي يأتي الأولاد (علاء وجمال) ليلاً، من القاهرة إلى شرم الشيخ»، وبدا أنه كان ينتظر منا ذلك القرار. فتوجه إلينا عمر سليمان قائلاً: «الرئيس موافق» طلبت من سليمان أن يكلم الرئيس بعد عشر دقائق ليقول له إن الموقف لا يتحمل لغاية الليل، «وبالتالي، سنذيع الخطاب عنك هنا»، ثم قام سليمان ليكتب كلمة التنحي في المكتب، وبعدها اتصل بالرئيس ليبلغه مضمون كلمة التنحي، وأنه سيذيع الخطاب القصير للرأي العام، رفض طنطاوي أن يذيع هو الخطاب، طالبا من سليمان أن يلقي الخطاب بنفسه، وبعد خمس أو ست دقائق اتصل سليمان بالرئيس مرة ثانية، وقال له: «نحن نعتذر منك مرة ثانية، ولكننا مضطرون إلى أن نسرِّع الخطى في الأمر، وأن نذيع خطاب التنحي سريعا، لأن البلد «حتولع» في ثانية». فقرأ النص على الرئيس، فغيّر كلمة «تنحي» ووضع كلمة «تخلي» مكانها، ثم حللوا معنى الكلمات الواردة في النص، ولم ينتظروا حلول الليل، وإنما حتى تقلع طائرة الهليكوبتر ببقية أفراد أسرة الرئيس (زوجته وأولاده) من القاهرة إلى شرم الشيخ.