ظهرت مؤخراً حلقة جديدة في سلسلة الدفاع عن حرية الإبداع تمثلت في الأزمةِ التي أثارتها مسرحية "ديوان البقر" للمؤلف أبو العلا السلاموني والتي سبق أن أخرجها الفنانُ الراحل كرم مطاوع في منتصفِ التسعينيات، ولكن هذه المرةَ عندما أنتجتهَا فرقة قصرِ ثقافة الغردقة التابعة لوزارة الثقافة، فوجئوا بقرارٍ لوقف عرضها وتلقى اعضاءُ الفرقةِ تهديداتٍ على خلفيةِ أنها تهاجم سياسة الإخوانِ المسلمين، على الرغم من أنها كُتبت منذ سنواتٍ طويلة قبل توليهم الحكم. وقال الكاتب المسرحي شاذلي فرح عضو الهيئة العامة لقصور الثقافة المنتجة لعرض أزمة منع عرض المسرحية طبقا لموقع العربية نت "نص المسرحيةِ مأخوذ عن قصةٍ في كتابِ الأغاني للأصفهاني حول شخصٍ يُدعى حمود يَعِد تلميذَه مولود بأن يجعلَه أميرا لبلد ينساق أهلُه وراءَ أي شيء من دون تفكير، وتدور الفكرة حول استخدام الدين في الإرهابِ الفكري". وتبقى مسؤولية قرارِ الوقف تائهة بين محافظةِ البحر الأحمر والهيئةِ العامة لقصور الثقافة، حيث لم يكن هناك قرار مكتوب. من جانبه، علق الدكتور سيد خطاب أستاذ الدراما بأكاديمية الفنون وعضو لجنة مشاهدة العرض قائلاً: إن "القرار كان بشكل مستتر وإن وزارة الثقافة بهذا الشكل تركت مساحة الحرية التي تملكها". ردودُ الأفعال الرافضةُ لمنع العرض جاءت من أكثر من مائةِ فنانٍ وناقدٍ مسرحي، إلى جانب إصرارِ الفرقةِ على عرض المسرحية حتى بدونِ مسرح. وعلقت الفنانة انتصار عبد الفتاح، وهي محررة فنية بجريدة البديل، على خطورة الظاهرة قائلة "هذه الواقعة ليست الأولى، فقد سبقتها دعاوى قضائية هنا وهناك بين فنانينَ وتياراتٍ إسلامية كانت آخرها قضية الفنانةِ إلهام شاهين ضد الشيخ عبدالله بدر. وعلى الرغم من وعود بعرض المسرحيةِ في القاهرة ومحافظات أخرى، إلا أن الفرقة ترى أن ردّ الاعتبار الحقيقي هو عرضُها، ولو ليوم واحد في الغردقة، المدينة التي مُنعت فيها.