رسالة سرت هالة شيحةأكد الرئيس محمد حسني مبارك اهمية القمة العربية الاستثنائية التي انطلقت اليوم بمدينة سرت الليبية لافتا الى انها تنعقد والامة العربية تمر بظروف اقليمية ودولية تحتم على الجميع المزيد من التكاتف وتوحيد الصف العربي في مواجهة العديد من التحديات المتشابكة على الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية .وأضاف في مداخلته أمام القمة ان التطورات الراهنة على المستويين الاقليمي والدولي يضاعف من ضرورة تطوير المنظومة التي ادير من خلالها العمل العربي المشترك خلال العقود الستة الماضية .وأوضح الرئيس مبارك ان رؤية مصر لدفع وتطوير العمل العربي المشترك وما يرتبط بذلك من اطروحات تتعلق بسياسة الجوار العربي ترتكز على ثلاث دعائم : اولها ضرورة الا يمثل تطوير العمل المشترك قطيعة مع الارث الثقافي الهام والتجربة المتراكمة عبر العقود الماضية ومن ثم فان مصر تؤكد ضرورة الابقاء على مسمى جامعة الدول العربية عنوان هذا الارث التاريخي مع ايلاء الاهتمام الاكبر لاعتماد رؤية جديدة تنفذ لجوهر ما يستهدف لتطوير ادائها سواء من حيث المضمون أو الاختصاصات أو آليات العمل .والثاني التأكيد على مبدأ التطوير المتدرج وفق ما اتفق عليه منذ قمة تونس عام 2004 والقمم اللاحقة وصولا الى مقررات وتوصيات قمة سرت شهر مارس الماضي وقمة اللجنة الخماسية اللاحقة في طرابلس .وأضاف : ان مصر على اقتناع بان التطوير المتدرج الذي يجمع بين الواقعية والطموح ويراعي معطيات الواقع العربي الراهن وظروفه وامكانياته هو السبيل الحقيقي لان يتجاوز اصلاح منظومة العمل العربي المشترك ، مجرد كونه هدفا ساميا ننشده وغاية نبيلة نسعى اليها ليصبح خطوات عملية قابلة للتنفيذ تلمسها الشعوب .والثالث المتعلق بسياسة الجوار العربي حيث اكد الرئيس مبارك ان مصر على اقتناع بان تطوير منظومة العمل المشترك يجب ان تنطلق من تعزيز التعاون العربي مع المجتمع الدولي بكافة منظوماته وتجمعاته ودوائره الاقليمية وان الخطوة الاولى على هذا الطريق هي بلورة رؤية موحدة تجاه دول الجوار العربي وتصور لآليات عملية وواقعية للتعامل معها في اطار توافق عربي وما يحقق المصلحة العربية وعلى هذه الرؤية ان تجمع بين اعتماد معايير واضحة ومحددة ومتفق عليها للتعامل مع دول الجوار وتحديد اولويات التحركات تجاهها وبين ضرورة مراعاغة اوضاع العلاقات بين دول العالم العربي وكل دولة من دول هذا الجوار .وكانت القمة العربية الاستثنائية قد انطلقت في مدينة سرت الليبية بعد ظهر اليوم برئاسة القائد الليبي العقيد معمر القذافي، ومشاركة الرئيس حسنى مبارك و15 رئيس دولة وأمير لدول السودان وموريتانيا والعراق وجيبوتى والكويت وسوريا والجزائر وفلسطين واليمن والصومال وجزر القمر وتونس وقطر بالاضافة الى ليبيا ومصر ، فيما مثل بقية الدول على مستوى نائب رئيس ووزير بالاضافة الى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى جان بينج.وتبحث القمة العربية الاستثنائية بندين أساسيين هما تطوير منظومة العمل العربي المشترك، وسياسة الجوار العربية أو ما يعرف بإقامة رابطة الجوار الإقليمي .وقد شكلت قمة سرت فى مارس الماضى لجنة خماسية عليا تضم مصر وليبيا واليمن والعراقى وقطر لاعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربى المشترك وعرضها على القمة العربية الاستثنائية ، وشهدت العاصمة طرابلس فى يونيو الماضى قمة عربية خماسية ضمت زعماء الدول الخمس بالاضافة الى الامين العام للجامعة العربية ، لمناقشة سبل تطوير جامعة الدول العربية .اما الملف الثانى ، يتعلق باقتراح الامين العام للجامعة العربية باطلاق منطقة جوار عربى تضم الدول المتاخمة للنظام الاقليمى العربى ولها علاقات تفاعلية معها تنضم هذه الدول جميعا فى رابطة اقليمية مع جامعة الدول العربية ، وايضا دعوة تشاد التى ينص دستورها على ان اللغة العربية لغة رسمية لها ، ويتم النظر فى دعوة الدول الاخرى مثل ايران واثيوبيا واريتريا والسنغال ، على اساس قاعدة توافق الاراء ، أى أراء الاعضاء فى الجامعة العربية .وصرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكى ان القادة العرب ناقشوا فى القمة الاستثنائية فى سرت 16 توصية خاصة بتطوير العمل العربى المشترك .وأضاف : ان هذه التوصيات هى عبارة عن 16 توصية تتماشى مع رؤية مصر تماما ونحن نؤيدها ، مشيرا الى ان مصر ساهمت فى صياغتها وبالتالى فان كل ما يتجاوز هذه الافكار فى المرحلة الحالية نستطيع ان نتماشى معه ويمكن دراسته فى وقت لاحق اما من خلال اللجنة الخماسية او من خلال اى الية اخرى يتفق عليها.وقال السفير حسام زكى فى تصريحات للصحفيين انه فيما يتعلق بسياسة الجوار او منتدى الجوار ، كانت هناك ملاحظات عديدة عليه والخلاصة ان هذه المسألة تحتاج الى المزيد من التشاور والى مزيد من المناقشة لان القضية التى يتم الحديث عنها الان تحتاج الى مراجعات عديدة وهذا الامر نحتاج الى فهمه وهضمه بشكل افضلوردا على سؤال عما اذا كانت سياسة الجوار هذه مقصود بها ايران ، قال ان الوفود التى تدخلت لم تتناول دولة بشكل معين ولكن الكل تحدث عن الفكرة بشكل عام والمبدأ ، وأردف ربما البعض كانت لديه افكار محددة عن هذه الدولة او تلك لكن الاحاديث كانت كلها من حيث المبدأ ومن حيث الاستعداد العربى للتعامل من خلال سياسة جوار مع عدد من الدول والبعض اقترح تساؤلا حول جدوى الفكرة ذاتها وما اذا كانت مفيدة للعرب فى ضوء شعورهم بأن بعض الخلافات والانقسامات العربية التى لاتوفر ارضية مناسبة لاطلاق مثل هذه السياسة فى الوقت الحالىوحول تخوف البعض من ان تكون مسألة رابطة الجوار بابا خلفيا لدخول اسرائيل ، قال ان هذا غير مطروح ، مؤكدا ان الامين للجامعة العربية عمرو موسى ومنذ اللحظة الاولى التى طرح فيها هذه الفكرة قال بشكل واضح وحاسم ان اسرائيل ليست معنية بهذا الامر ، موضحا ان اسرائيل لها وضعية مختلفة تماما فى مفاوضات السلام اى ان هناك مسارا اخر من بعض الدول العربية ومن مبادرة السلام العربية العربى لوضعاسرائيل او الموقف مع اسرائيل وان سياسة الجوار لم يكن لها علاقة باسرائيل منذ البداية الا فى حالة ان نفذت مبادرة السلام العربية وتصبح اسرائيل دولة عادية فى المنطقة لها علاقات عادية .وحول ما اذا كان هناك تعديل سوف يتناول مسار الجامعة العربية ، قال حسام زكى ان التطوير فى العمل من الممكن ان يحتاج الى تعديل فى الهياكل اوفى المؤسسات .واضاف ان مصر ليس لديها مانع فى حدوث مثل هذا التطوير شرط ان يتم بدون مبالغات وبشكل مالى واضح وما الى ذلك.