أكد الدكتور جمال شعبان رئيس وحدة الحالات الحرجة بمعهد القلب أن حالة الرئيس السابق حسني مبارك جيدة بدرجة كبيرة، وحالته تسمح بنقله إلى مستشفى سجن طرة. وأشار الدكتور شعبان إلي أن حالة مبارك لا تستدعى الإقامة في مستشفى مجهز بوحدة عناية فائقة، موضحا أن مرض الارتجاف الأذيني بالنسبة لكبار السن والحالات المزمنة يمكن التعايش معها وعلاجها في العيادات الخارجية بالمستشفيات، من دون الحاجة إلي وحدة عناية مركزة فائقة التجهيز، وهو الحال في مثل حالة الرئيس السابق. ووجه شعبان انتقادات إلي الدكتور السباعي أحمد السباعي، كبير الأطباء الشرعيين، رئيس مصلحة الطب الشرعي، بسبب تصريحاته عن الحالة المرضية لمبارك، قائلا: إن السباعي يقوم بكتابة تقرير عن مرض لا يعرف عنه إلا القليل، وعن مريض لا يعرف عنه شيئًا، وهو ما جعله مثاراً للشفقة والسخرية. علاوة على أن مصلحة الطب الشرعي معنية بالكشف على الأموات فقط، وليست لها علاقة بالكشف الإكلينيكي على الأحياء لأنه ليس طبيبًا معالجًا. وأضاف: إن السباعي أصيب بارتباك حاد عندما سئل في إحدى الحلقات التليفزيونية عن مصدر الارتجاف الأذيني للرئيس السابق، وهل هو الأذين الأيمن أم الأذين الأيسر، وثبت أنه لا يعلم شيئاً عن المرض، والأخطر أنه لم يراجع تقارير الحالة أو يستمع إلي آراء المختصين في هذا الشأن. وأشار رئيس قسم الحالات الحرجة إلي أن مرض الارتجاف الاذيني أو ما يعرف ب"الذبذبة الذينية" يصيب الأذينين معا، ولا يمكن تحديد أي من الأذينين الذي بدأ بالاختلال حتى إن استخدام الخريطة الكهربية من داخل القلب لا تكشف هذا الأمر. واستطرد: إن حالة الارتجاف الأذيني، التي زعم السباعي أنها قد تهدد بالتوقف المفاجئ للقلب، ليست مميتة على الإطلاق، وهذا المرض يصيب 10% من كبار السن فوق 75 عاما، كما يصيب صغار السن نتيجة ارتفاع الضغط أو قصور في الشرايين. وأضاف إن حالة مبارك غير خطيرة، لأنها غير مصحوبة بما يسمي "ضفيرة كهربية شاذة وأسمها الطبي "متلازمة وولف"، فهذه الحالات يتم علاجها بموجات الراديو بالكي عن طريق القسطرة الكهربية. وأشار شعبان إلى أن كثيرا ما تأتي حالات مصابة بهذا المرض إلي أقسام الاستقبال بمعهد القلب، بعضهم يتلقون علاجهم بالأدوية والصدمات الكهربائية ثم يعودون إلي منازلهم، والبعض الآخر عندما نجد عدم الانتظام في ضربات القلب ويتم الإبقاء عليهم في المستشفي لحين استقرار حالتهم ثم يعودون لمنازلهم. أما في حالة الرئيس السابق، فالطبيب المعالج هو الوحيد صاحب القرار في بقائه داخل المستشفي من عدمه.