تعتبر أهم سمات المجتمعات المتحضرة هى وضع الفرد المناسب فى المكان المناسب أى ان الشخص يعمل فى المكان الملائم له و إمكانياته اما فى مصر فقد عانينا من عصور من الوساطة و المحسوبية جعلت كل من له واسطة يعمل حتى و إن كان غير مناسب لهذه الوظيفة . لذلك انا أضع هنا شكوى أرسلت لى من جيولوجى خريجى الجامعات المصريه , حيث ان خريجين الجيولوجيا من مختلف الجامعات يعانون من عدم الاهتمام بهم من قبل وزارة البترول والتعدين والثروة المعدنيه بحيث لا يتم تعيين اى جيولوجى فى المجال المخصص له الا عن طريق واسطة ولذلك قاموا بعمل اعتصام امام وزارة البترول قبل الثورة الشعبيه بتاريخ 23/1/2011 و قامت وزارة البترول بكتابه اسماء الجيولوجيين المعتصمين وتم عمل كشف يحتوى اسماؤهم وقالوا انه سيتم عرضه على وزير البترول السابق / سامح فهمى ولكن لم يتم حتى الرد عليهم وبعد عملية تغيير الوزراء وتعيين الوزير الجديد/ محمود لطيف وزيرا للبترول قاموا بالسؤال عن كشف الاسماء وهل يتم متابعته ام لا و لكن أيضا بلا جدوى وبعدها قام احد ممثليهم والمسئول عن الاتصال بالوزاره بمقابلة وزير البترول / محمود لطيف ولكن كان رد الوزير السابق محمود لطيف ( اشتغلوا اى حاجه تانيه مفيش اماكن هنا فى الوزاره عشان نشغلكم فيها – انتوا ممكن تشتغلوا فى حاجات تانيه بعيده عن البترول ) لكن الجيولوجيين يقولون ان قرار تعيين مهندسى البترول الذين كان عددهم 800 مهندس بترول كان يشمل من تم تعيينهم بالمسمى الوظيفى (جيولوجى) بمعنى انهم تم تعيينهم فى الاماكن المخصصه لهم و لذلك قاموا بعمل اعتصام ثانى امام وزاره البترول بتاريخ 2 مارس . و كما حدث فى المرة الأولى حدث فى الثانية فقد تم عمل اسطوانه بها عدد 400 جيولوجى وتم اخذها عن طريق مقدم فى القوات المسلحه ووعدهم انه سيتم رفع هذا الاسماء للمجلس الاعلى للقوات المسلحه و ايضا انه سيتم مناقشته القضيه مع وزاره البترول لصدور القرار بتعيين الجيولوجيين المضطهدين و لأنه لم يحدث جديد فقد قاموا بوقفة إحتجاجية يوم 22 مارس و التى قاموا بعدها بإرسال مطالبهم على الإيميل الشخصى للدكتور عصام شرف و فى إنتظار الرد . و يقول الجيولوجيون ان تخصصاتهم المختلفه مجالها الاول والاخير هو البترول والتعدين مطالبين بحقهم المشروع الا وهو التعيين ولو بعقد فى مجال تخصصهم ودراستهم . و كما سبق و أن قلت أن من سمات المجتمعات المتحضرة وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب أعود و أقول أن ثورة 25 يناير قد هدمت عقودا من الفساد و المحسوبية و الآن لا نريد سوى ان يحصل كل ذى حق على حقه على أساس كفاءته الشخصية و قدراته فنحن الآن نريد لمصرنا أن تعود لسابق مجدها الذى لن يصنعه سوى أبنائها الذين يسعون فعلا الى هذا المجد .