الزميلة شيرين سليمان تبحث عن الأماكن بين جوانب الصمت في قصيدتها الجديدة " رحيل " أنسحب من بيننا فى صمت..... غادر المكان..... وتوارى فى حشا قبر..... ومضى ...... لم نبحث عنه بين الأماكن أو المساكن......... تجمع رهط من النسوة ... جئن للمواساة.... والعزاء وربما جئن للمجاملة...... جلسن يندبن ويولولن وينحن ..... فجريت نحوهن لا أرادياً ونهرتهن.... منعهتهن من الصياح والصراخ..... لنتركه يهنأ فى سلام ..... لانريد ن يعكر صفو خلوته صراخ أو نواح... رمقتنى أمى بنظرة دامعة.... تناشدنى الأحزان.... تناشدنى والحزن قد شق طريقاً داكناً داخل عينيها... تناشدنى والأهداب منها تتساقط.... فأمتزج كل هذا الخليط ليطهر الغرفة من دنس المعزين.... أقيم السرادق واأنهدم ....... رحل المعزين وبقى الأهل وأقرب الأصدقاء... الكل يدع له وصفه بأ قدس الصفات...... تحايل الجميع لأ طعامنا وأخراجنا من حالة الحزن .... أنسلخت من بينهم فى صمت .... تسللت إلى غرفته وسريرة... ورائحته التى لازالت تملأ المكان.... وملابسة المدلاه من فوق مسمار على الحائط..... وطيفه الذى يمر من أمامى ومن خلفى ومن بين جنباتى .... أتراه رحل حقاً؟ أم أنه سافر ولابد من عودته يوماً.... وتكاتفت على قوى الأرهاق والحزن فغلبنى النوم ...... نمت لساعات طويلة.... وأستيقظت على صراخ وبكاء امى,,,, وكدت أسال عنه إلم ياتى بعد؟ ولكن أجهض سؤالى سواد الحداد..... فعاودنى البكاء..... وهكذا مرت الأيام واليالى . وقد صارت أحوالنا كمقطوعة من سيفونية حزن هائل........ كل يوم نجلس على مائدة الطعام توسطها أمى وعلى جانبيها أخواى .... وأمامها دائماً أنا...... لم أستطع يوماً النظر إليها وكذلك هى .... وتمضى الأيام ونحن على نفس الحال ... وكل ليلة أخلو إلى نفسى قبل أن أنام...... أتذكره........ ثم أبكى ........ أحاول الصراخ ولكن أخشى أن تسمعنى أمى...... أهرع إلى وسادتى أدفن رأسى فيها ... وأصرخ ودائماً لايخرج للصرخة صوت....... لكنها فى أحد الليالى خرجت الصرخة ...... ولكن خرجت بلا صوت ..........