«شباب النواب»: تحرير سيناء يعكس عظمة الجيش.. واهتمام السيسي بها غير مسبوق    «برلمانية الوفد بالشيوخ» مهنئة السيسي بتحرير سيناء: مسيرة طويلة من التضحيات    مدبولي: دعم الصناعة أصبح يؤتي ثماره في العديد من القطاعات الإنتاجية    نقيب الأطباء: تنفيذ العقوبات الصادرة بقضية الاعتداء على طبيبة دمياط    برلماني يطالب الحكومة بزيادة مخصصات «الأبنية التعليمية» في الموازنة الجديدة    نائب رئيس جامعة عين شمس يترأس الاجتماع الدورى لمجلس شئون الدراسات العليا والبحوث    7 أيام إجازة.. اعرف موعد شم النسيم وعيد العمال رسميًا بعد التعديل    أسعار الخضروات اليوم الأربعاء 24-4-2024 في قنا    بعد نجاح تجربة البن.. برلماني يطالب بالتوسع في زراعة المحاصيل المستوردة    القضاء على الروتين    رئيس وحدة المكافحة بالعدل: مصر تحرص على تعزيز التعاون الدولي لمكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب    سداد 8.16 مليار دولار فوائد وأقساط ديون خارجية بنهاية الربع الأول من 2024    «خطة النواب» تعقد 4 اجتماعات اليوم لمناقشة الموازنة العامة للدولة (تفاصيل)    الجيش الإسرائيلي يطلق النار على فتاة فلسطينية بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن    الديوان الملكي الأردني: الملك عبد الله الثاني يأمر بإجراء الانتخابات لمجلس النواب    الأمم المتحدة تدعو لإجراء تحقيق بشأن مقابر جماعية في محيط مستشفيين بغزة داهمهما الاحتلال    انتفاضة في الجامعات الأمريكية ضد حرب غزة.. والخيام تملأ الساحات    أ ف ب: إيران تقلّص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة    الصحف الأوروبية| لو باريزيان: باريس يسعى لضم لامين يامال.. تليجراف: أرسنال ومانشستر سيتي يتنافسان لضم نجم نيوكاسل    موعد مباراة ليفربول وإيفرتون اليوم في الدوري الإنجليز والقناة الناقلة.. والمعلق    لتأكيد الصدارة.. بيراميدز يواجه البنك الأهلي اليوم في الدوري المصري    مفاجأة.. يوسف أوباما يقترب من نادي بيراميدز    الداخلية تواصل جهود مكافحة جرائم الاتجار في المواد المخدرة    كشف ملابسات واقعة مقتل عامل بالمنوفية.. وضبط مرتكب الواقعة    بعد 12 واقعة.. التحقيق مع تشكيل عصابي لسرقة السيارات في العجوزة    المشدد 10 سنوات والسجن 15 سنة لأم ونجلها بتهمة قتل ابنتها في الشرقية    الزفاف يتحول إلى جنازة.. اللحظات الأخيرة في حياة صديقة عروس كفر الشيخ    بدء اليوم الثاني من مؤتمر وزارة العدل عن الذكاء الاصطناعى    اليوم.. رامي جمال يطرح ألبومه الجديد "خليني أشوفك"    نصيحة مهمة لتخطي الأزمات المالية.. توقعات برج الجوزاء في الأسبوع الأخير من أبريل    فيلم شقو يحقق 52 مليون جنيه في أسبوعه الثاني بالسينمات    بالسعودية.. هشام ماجد يتفوق على علي ربيع في الموسم السينمائي    الكشف على 1335 مرضى فى قافلة علاجية في قرية أبو نور الدين مركز جمصة    طريقة عمل عصير الليمون بالنعناع والقرفة.. مشروب لعلاج الأمراض    6 تعليمات من «التعليم» بشأن امتحانات «الترم الثاني».. منها وضوح الأسئلة    «الشيوخ الأمريكي» يوافق على مشروع قانون لفرض قيود على «تيك توك»    DMC تعرض تقريرا عن الفنان الراحل محمود مرسي في ذكرى رحيله    النقل: تقدم العمل بالمحطة متعددة الأغراض بميناء سفاجا    حظر سفر وعقوبات.. كيف تعاملت دول العالم مع إرهاب المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية؟    مصر تفوز بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الإفريقية    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    دعاء الحر الشديد.. 5 كلمات تعتقك من نار جهنم وتدخلك الجنة    "لا يرتقي للحدث".. أحمد حسام ميدو ينتقد حكام نهائي دوري أبطال آسيا    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    رئيس البنك الأهلي يكشف كواليس ضم أسامة فيصل.. ومفاوضات الأهلي مع أبو جبل    رئيس هيئة الرعاية الصحية: خطة للارتقاء بمهارات الكوادر من العناصر البشرية    رئيس «المستشفيات التعليمية»: الهيئة إحدى المؤسسات الرائدة في مجال زراعة الكبد    متحدث "البنتاجون": سنباشر قريبا بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    الذكرى ال117 لتأسيس النادي الأهلي.. يا نسر عالي في الملاعب    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    بالتزامن مع حملة المقاطعة «خليه يعفن».. تعرف على أسعار السمك في الأسواق 24 أبريل 2024    نتائج مباريات الأدوار من بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    بايدن يعتزم إرسال أسلحة جديدة لأوكرانيا اعتبارا من "هذا الأسبوع"    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحزان الأفاعي.. الحزب (3)
نشر في المراقب يوم 08 - 02 - 2012


الفصل التاسع
ان الموت يصل فى مهابة وجلال كثوب دون انسان يطرق الباب بخاتم دون فص دون اصبع يصل صارخا دون فم دون لسان دون حنجرة فلن تستطيع ان تقاومه او تهزمه وفى النهاية ياخذك وانت فى انكسار واستسلام . اما ان جاءك انسان يسعى على ان يضربك فى ظهرك وقبل ان تقسمك الضربات وتحطم كل امالك عرفت خطته والاعيبه القذرة هل تستلم له؟ فى انكسار وخوف ام تقاوم وتستعين بكل ما لديك من اسلحة وجيوش وتهزمه . وان لم تفعل هذا وذاك لن يكون لك طريق غير الهروب وساعتها ستعيش مهزوم وتموت مهزوم فالتاريخ لا يكتب الا عن الابطال . ثم صمت احمد سامى وهو ينظر الى الطاهر جميل محمود ويترقب وينتظر منه الرد على ما يقول . بينما يجلس الطاهر على مكتبه فى شركة المقاولات التى يعمل بها وهو يستمع الى احمد سامى بانصات شديد وسعادة بما يراه فى عيون الاستاذ الذى جاءه منكسر حزين خائف ثم قاطع لحظات الصمت وقال : انه من الشرف العظيم ان يستقبل التلميذ استاذه فى مكان متواضع مثل هذا مع انه لو ارسل الاستاذ الى تلميذه ماكان يستطيع ان يرفض ثم صمت ثم قال : ولكن . لم افهم يااستاذى ماهو المطلوب من شخص ضعيف مثلى . قال سامى بحزن وحزم : لا داعى ان نتحدث بهذا الاسلوب يا طاهر فانا اعلم عنك الكثير وانت تعرف عنى الكثير ولا يخفى على احد انك الان اصبحت تمتلك خيوط كثيرة فى البيت العتيق وتعرف ايضا ان هناك من يسعى الى تدميرى وانت الان بما تجمعه من علاقات بين صفوف التيار سواء فى داخل البيت او خارجه تستطيع ان تقدم لى مااريد . وانا اريد منك المساعدة والتصدى لكل من يريد ان يقترب منى ويجعلنى اذوق طعم الانكسار والاستسلام وانهى حياتى مهزوم واتركها مهزوم فهزيمة فى الحياة وهزيمة فى الموت وانا لا اريد ان اهزم فى الحياة . ابتسم الطاهر وقال : انه من الشرف لى ذلك لكن اليس من الافضل ان تستعين بغيرى وانا الذى احمل لك فى صدرى الكثير ؟ ابتسم سامى ساخرا وقال : مثلك لا يحمل فى صدره شئ لاحد وانما يحمل فى عقله وانت تملك فى عقلك اشياء نحو المستقبل . ومن يقف مع هذا العقل يقف معه ومن يقف ضده ربما يكون فى المستقبل خاسر . لكن انا سوف اكون معك صريحا ربما فى الماضى لم اكتشفك ولمن انت الان بعدما استطعت ان تملك جمالات والاحمدى وخيوط وطرق نحو ابناء التيار فى الداخل والخارج وفى داخل البيت وخارجه استطيع ان اقول لك انك الان تملك ان تنقذنى ولكل شئ ثمن . وانا لا استطيع ان احدد ثمن لك لكن سوف اترك ذلك لك . وان جاء اليوم الذى تطلب فيه ستجدنى اوفى به مهما كان . ابتسم الطاهر وقال باسلوب ماكر انك تضعنى فى مكانة وحجم اكبر منى . لكن هذا جميل وجيد فاتركنا من كل هذا ولنبدا الان فى معرفة الطريق الصحيح للحل . وكل مااريده منك بعض الاشياء البسيطة اولها بيان شامل بكل الاعضاء ويكون شامل الاسم والعنوان ولو امكن التليفون ثم صمت شعر احمد سامى بالقلق والحزن يعاوده مرة اخرى وقال متسائلا : كيف يحدث ذلك وامين التنظيم منقلب مع المنقلبون . ضحك الطاهر وقال : لا عليك فدعك من هذا واعمل على الطلب الثانى قال سامى بحزن : وماهو؟ قال الطاهر : هل تتذكر احمد فاروق الذى كان يقوم بادارة الاتصال السياسى فى عهد الزعيم ؟. قال سامى بشئ من اليأس : رحم الله الاثنين قال الطاهر : اعلم ولكن انت تعلم ان احمد فاروق كان يملك قاعدة بيانات عملاقة وانا اريدها . قال سامى : ومع انى لا اعلم ما دخل هذا بما نحن فيه لكن اقول لك انه يبدو ان كل الطرق التى تسعى اليها مغلقة فاحمد فاروق سلم كل البيانات الى رجال السادات وقاموا بحرقها . ابتسم الطاهر وقال : قبل ان تضرب من الداخل لا بد لك ان تضرب من الخارج فعندما يعلم رجال البيت العتيق ان تمتلك قاعدة كبيرة من ابناء التيار خارج البيت سيعملون لك الف حساب وساعتها يعيدون ترتيب اوراقهم ويحدث ارتباك فى موقفهم وفى موقف الاحمدى نفسه . اما بيانات التنظيم الداخلى التى مع امين التنظيم فاين هى الان ؟ قال سامى : علمت انه يمتلك نسخة منها فى بيته والاخرى فى البيت العتيق وهذا مخالف لقانون البيت لكن من يتصدى له والكل معه والكل ضده . قال الطاهر : لاتقلق و خبرنى الان عن شمس الدين صبحى . قال سامى بتعجب : وماهو دخله هو الاخر فى ما نحن فيه ؟!!! قال الطاهر : شمس الدين صبحى يمتلك من نسخة من قاعدة البيانات القديمة للتنظيم قال سامى : هو صديق عزيز لكن منذ وقت لم اعلم عنه غير انه ترك العمل العام وتفرغ للمحاماه ويعيش ببلدته فى المنصورة قال الطاهر : هو الان يسعى الى دخول البرلمان ويريد مساعدة من ابناء التيار هناك وبعض الصحف . ضحك سامى وقال : انك ثعبان ياطاهر الان فهمت وفلا تقلق من شمس واطمئن سيكون عند كل بيانات التنظيم القديم لكن قل لى كيف نصل الى بيانات التنظيم الخاص باليت العتيق ؟ . قال الطاهر : هذا امر صغير فاتركه فهناك من يريد ان يصلح علاقته معك وسوف يعمل على جلب تلك المعلومات بسهولة . ابتسم سامى وبلهفة قال : من ؟ قال الطاهر : دعك من هذا الان وخذ تلك الورقه وحاول ان تتذكر وانت تكتب كل من تبقى من اعضاء البيت فى جميع المحافظات على العهد معك . نهض الطاهر واقترب من نافذة صغيرة فى بيته ونظر الى الخارج وبدا يستنشق نسمات الهواء وهو مبتسم وهو يحدث نفسه يقول : ربما تكون هذه البداية التى كنت انتظرها من وقت . قطع لحظات صمته نداء احمد سامى عليه وهو يعطيه الورقة التى بها الاسماء التى تصدر قمتها سيد حسان . اخذ الطاهر الورقة وابتسم وقال بشئ من الثقة : اتعلم يااستاذى اننى كنت انتظرك ان تاتى او ترسل لى رسول منذ ان طردتنى من البيت العتيق دون سبب . اتعلم ان لم تاتى وارسلت رسول لجئتك مهرول . ضحك احمد سامى الذى ظهرت على وجهه علامات الاطمئنان وقال : كيف هذا يارجل ونحن تقابلنا بعد ذلك الموقف اكثر من مرة . قال الطاهر : تقابلنا اكثر من مرة ولكن لم اكن انا الطاهر الذى تراه وتقابله بل كنت الطاهر الذى ياتى ويتحرك مع الدكتورة جمالات السعيد . ضحك الطاهر ثم قال : المهم دعك من كل هذا ولنمضى الى ما نحن نسعى اليه وقبل ان انسى اريد ان اذكرك بشئ لو تقابلنا فى اى وقت وفى اى مكان ورايت انور البدرى معى نتسامر نضحك نناقش اى قضية فلا تقلق ولا تظر شئ فان انور البدرى ليس بالشخص السهل وثق ان هزمناه فى تلك المعركة وسنهزمه بالفعل لكن لا تثق فى الايام فهو لابد ان يرتب اوراقه وسيهزمك . ضحك احمد سامى وقال : انت واثق من الانتصار ؟ قال الطاهر : نعم قال سامى : والاستمرار قال الطاهر : يعود لك قال سامى : واين تكون انت الا تكون بجوارى ؟ قال الطاهر : لا قال سامى :لما؟ قال الطاهر : لان من سيجلس على مقعدك هو انور البدرى وانت ستكون فى مكان اخر . ارتسمت علامات التعجب على وجه احمد سامى وقال : اهو مكان افضل ام اسوء ؟ قال الطاهر بشئ من الثقة : بل افضل بكثير ابتسم سامى وقال متسائلا : وانت ؟ ضحك الطاهر وقال : ساكون بعد لحظات بجوار حبيبة قلبى جمالات وطعامها اللذيذ ... فهيا بنا.
الفصل العاشر
انتهى العشاء وخيم الكسل على الصديقان خالد الجرنوسي وصلاح ابو زيد بينما كانت تتوسطهم على مائدة العشاء في مقهى ومطعم ريش الدكتورة جمالات السعيد وكان المطعم عامرا بعدد كبير من رواده .
رفع الجرسون الاطباق وجاء بفنجان من الشاى وزجاجة من الخمر المعتق ووضعها امامهم فبادر صلاح ابو زيد بتناول فنجان الشاي بينما خالد الجرنوسي افرغ القليل من الخمر في كاسان ومد كاس الى جمالات السعيد التى القت بنظرة مبتسمه نحو صلاح ابو زيد الذى استرخي على مقعده وقالت يبدو انك استسلمت للكسل يا صلاح ام انه الجسد اصبح غير قادر.
قاطعها الجرنوسي بضحكة كبيرة لفتت انظار كل من في المكان اليه فاعتدل صلاح ابو زيد في جلسته وقال اعجبتك ؟ ضحكت جمالات وقالت يبدو ان الجرنوسي مازال يصتاد لك الاخطاءويجعل منها قفشات يا صلاح.
قال صلاح حاولت منذ عشرون عام ان اتخلص منه لكن لم استطع فهو يشكل لى حذاء جحا كلما القاه عاد اليه .
رفع الجرنوسي كاسه وقال بشئ من السخريه .. حذاء جحا يا رجعى انك بدوني مثل السمك بدون ماء تصورى يا دكتورة اننا ذات مرة اختلفنا حول بعض الامور ونهيت معه الكلام على الا يتكلم معى او ياتى الي مرة اخرى ومضيت الى البيت ولم تمر ساعه الا ووجدته فوق راسي لماذا ؟ تصورى !
قالت جمالات مبتسمه لماذا ؟ قال الجرنوسي قال لى انه شعر باعياء في معدته وجاء عندى يبحث عن نعناع اخضر ضحكت جمالات وقالت وهل وجدته يا صلاح فضحك صلاح وضحك الكل بصوت مرتفع مما دعا رواد المقهى لمعاودة النظر اليهم واثناء ذلك ظهر عند باب المقهى الطاهر جميل محمود وانور البدرى.
انور البدرى شاب في منتصف العقد الرابع من عمره انيق الملبس دائما تلازمه نظارة القراءة درس الفلسفه وامتهن السياسه والصحافه وهو يميل الى الفكر الشيوعي وهو من ابناء الريف الذين عرفوا طريق العلم والسفر الى الخارج في وقت مبكر . وعند باب المقهى اوقفهم احد رواد المكان ومضى يتحدث معهم لحظات فنظر اليهم صلاح ابو زيد وقال هاهو قد جاء ذلك الملعون تلميذ الجرنوسي وهذا الطاهر الذي اخذ قطتي فضحك الكل فقال الجرنوسي هيا بنا نلعب بهم بدل من ان نلعب بانفسنا لكن بعد اذنك يا دكتورة ضحكت جمالات وقالت لك ما تشاء لكن انا احذرك من الطاهر فهو قادر على وضعك عند حدك فقال الجرنوسي سنكون عليه ثلاث انا وتلميذي وصلاح .
قال صلاح بل اكون انا الحكم فقالت جمالات وانا لن اتدخل وساكون الجمهور . اقترب الطاهر والبدري من الجمع واشارو بالتحيه وجلسوا بينما امسك الطاهر بيد جمالات وقبلها فاشار الجرنوسي للجرسون ان ياتى اليهم بما يطلبوا فطلب انو البدرى زجاجة بيرة بينما الطاهر رفض ومد يده وامسك بالكاس الخاص بجمالات وشرب ما تبقي منها بينما صلاح ابو زيد ينظر اليه باعجاب .
نظر الجرنوسي الى الطاهر وقال متسائل كيف حال البيت العتيق يا طاهر ؟ نظر اليه الطاهر وقال سؤال غريب من استاذ كبير . ابتسم ابو زيد بينما الجرنوسي قال كيف يا طاهر. قال الطاهر هل تنتظر منى جواب على سوال مثل هذا وتلميذك يتلاعب باعضاء البيت كما يتلاعب بقطع شطرنج . ضحك انور البدرى وقال انا لا اتلاعب باحد انا طرحت التغيير واريد ضخ دماء جديدة في شرايين البيت كي يستمر . قال صلاح ابو زيد فلهذا يا طاهر ترى ان سؤال الجرنوسي في غير محله وكان الاولى له ان يسال تلميذه . قال الطاهر هو هذا بالفعل . فقال صلاح ابو زيد فليكن كيف حال التيار الناصري يا عزيزي طاهر.
نظر الطاهر الى جمالات ثم تفحص عيون الجمع وقال هناك فكرة خبيثه تم طرحها منذ وقت قريب واظن انها اصابت جسم التيار بشكل مباشر . صمت الطاهر فنظر اليه الجرنوسي وقال كيف ؟ هل توضح لنا ؟ قال الطاهر يسيطر على التيار الناصري تلك الايام مجموعتان كل منهما يختلف عن الاخر في النشاة التاريخية ولا يوجد تجانس فكرى او حركى بينهم ولذلك كل منهما يرى انهم الوحيد المعبر عن النموذج الامثل للتيار وللعمل التنظيمي والفكر الناصرى بشكل عام وهو وحده القادر على انجاز مهام الثورة وامتلاك القدرة على توحيد كل الفصائل تحت قيادته في المستقبل بعد ان تتسع حركته وبذلك تم التفرقه بينهم وحدث الصراع . فقال الجرنوسي ان المادة المستخدمة في بناء التيار والفكر الناصري تخلو من العنصر النضالى وتحمل في قلبها الكثير من الفقر والجمود ثم صمت .فقال انور البدرى وبعد اذن استاذى ان اضيف ان الرفقاء الناصريين يفتقرون المنهج الصحيح ولا يملكون غير ان يحفظو مقولات وخطب الزعيم الطناء دون تحديد ماهيتها وجوهرها الحقيقي .
ابتسم الجرنوسي بتعليق تلميذه الذي اسكت الطاهر بينما صلاح ابو زيد يراقب وينظر الى الطاهر وهو يتمنى في قراراة نفسه ان يخرج الطاهر برد يلجم صديقه وتلميذه بينما جمالات تستمع دون ان تبدى اى تعليق وهى تنظر الى الطاهر نظر الطاهر نحو ابو زيد فوجده يترقب منه رد قوى بينما جمالات لم يظهر على وجهها اي رد فعل بينما تظهر السعاده على الجرنوسي وتلميذه فاعتدل في جلسته وقال هل تتركو لى الحريه في ان اتكلم بصراحة اكثر هل توافقون على ذلك ؟ فابتسم صلاح ابو زيد وقال بالطبع نوافق ففي الحوار لا يوجد استاذ وتلميذ ولا كبير وصغير المهم الا يخرج الحوار على الاطار الصحيح له فقال الطاهر ان الجنس البشري وخاصه من يرون انفسهم اصحاب وقادة التيار الشيوعي لا يقبلو ولا يمكنهم ان يطيقو الحقيقه فهم كجنس وكمنهج قائم على الاختلاف وضرب الثوابت وقلب الحقيقه وانهم لو علموا من ينتمون الى ذلك الفكر ان الزمن الحاضر والماضي يشكلان المستقبل فالمستقبل ماهو الا شئ صغير من الماضي ينمو في الحاضر وان الناصريه هى من جعلت للماضي وجود نلمسه الان في الحاضر لكن هناك من يسعى لعدم وجوده في المستقبل .
ضحك صلاح ابو زيد وقال والله برعت يا رجل حتى لو اننى مختلف معك بعض الشئ . نظر انور البدري الى الجرنوسي فوجده صامت فقال ان نظرة الصديق الرفيق فيها شئ من الغباء والجهل السياسي فان الناصريه ماهى الا جزء صغير من الفكر الشيوعي وان الزعيم لو بقي لطبق كل الفكر الشيوعي قاطعه الطاهر بحزم وقال لم يكن الزعيم شيوعي لكن طبق بعض افكار الفكر الشيوعي الذي يتماشي مع الفكر القومي والاسلامي وان من يظن غير ذلك فهو يمضي في طريق المجهول ويصبح جاهل لا يهمه غير الوصول الى ما يريد على حساب الوطن ويهدم كل معالم الروح والفن والجمال والتسامح التى هى سمات المصري وان الفكر الشيوعي الكامل اثبت فشله الذريع وسيدمر كل شئ حوله من بناء نضالى واقتصادي ابتسمت جمالات بينما الجرنوسي قاطع الطاهر وقال بغضب ان نظرنا نظرة سريعه على ما تركه الزعيم نجد انه يتجسد فس ممارسه سلطويه المنهج من جانب دوله الزعيم الذى استغل كل شئ لتحقيق افكاره الثوريه والتى استخدمت فيها كل الامكانيات العسكريه والاقتصاديه والدعائيه والبشريه في ظل غياب كامل للشعب واعتماد كامل على السلطة الثوريه لتحقيق كل شئ ولهذا نشهد اليوم تحدى كبير لبقايا ذلك الفكر الخاوى من المنهج فنشهد اليوم الشباب والشعب يفتقدن الرؤيه النضاليه بعد ان انتقلت الثورة من السلطه الى الجماهير تتميز الاداء وفق طبيعه الممارسه والتجربه والنشاة واصبح الشباب لايملك من السلطه والفكر غير الصدام ثم صمت فقال انور البدرى وان كان يا رفيقي طاهر تم العمل بالمنهج الكامل لتغيرت الامور بشكل كبير وما كانت السلطه هربت من بين ايدينا وان لم تعد مستعد لتستفيد وتتعلم وتترك عقلك يفكر لن يكون لك دور في المستقبل قاطعه الطاهر ساخرا وقال دور في المستقبل على حساب الوطن والشعب دور في المستقبل بالتمك بالمنهج الكامل الذى يدعو الى الرجعيه والفوضي الشامله ان المستقبل هو الاستفادة من ما توصل اليه الماضي وما احدثه الحاضر مع وجود نظرة سليمه وقويه تجاه المستقبل والناصريه وضعت ذلك وتركت مساحة للتطوير لا الى العودة الى الخلف فنحن نعتمد في التيار الناصري على النضال من اجل الحريه والاشتراكيه والوحدة ونسمح بنوع من الاختلاف الفكرى بشرط توفير حد ادنى من الوحدة الفكرة ثم صمت لحظه وقال وهو ينظر الى الجرنوسي ولا نسعي في يوم الى تدمير قوتنا من اجل تطبيع او مقايضه .
التزم الجرنوسي والبدرى بالصمت بينما نهض صلاح ابو زيد وهو يمد يده مصافح الطاهر وهو يقول له انك حقا داهية ثلاثون عام لم اهزم الجرنوسي وانت هزمته هو وتلميذه . ضحك الكل وقال انو البدرى بمكر هكذا هم الناصريون يصفق لهم بمجرد ان يقولاحدهم بعض الكلمات الطناء لكن يا استاذ انا اعدك من الان انه لن يكون هناك مكان للناصريون في المستقبل ان كانو جميعا بهذا الشكل فان العالم كله امتلات بطونه من تلك الشعارات قاطعه صلاح ابو زيد وقال ان الغد ليس ببعيد وان كنت انا اظن انه لا مكان لكم انتم الاثنين في المستقبل فان الاسلاميون قادمون ضحك الكل ماعدا انور البدرى بينما نهضت جمالات وقالت يبدو ان ليلتكم هذه ممتلئة بالحوارات المشوقه الجيدة لكن الوقت متاخر فاسمحو لى ان ااخذ الطاهر وامضي قبل ان يتم القبض علينا او لا نجد سيارة توصلنا ابتسم الكل ومضت جمالات والطاهر الذي نال بعض الاثناء من صلاح ابو زيد قبل ان يمضي بينما قال صلاح للجرنوسي يبدو ان الطاهر ذو عقل كبير فقال الجرنوسي بل خطير ثم مال الجرنوسي على انور البدرى وقال له ان الطاهر رفيق لكن لا تعلمه شئ تنوى فعله فهو شخص خطير جدا انتبه من هذا الطاهر
الفصل الحادى عشر
ارتفعت انفاسهاوبرقت عيناها وقالت لا استطيع ان امنع نفسى من الوقوع فى غرامك وانا اعلم ان العلماء قالوا لا يقع فى الحب غير الساذج لكن القدر قد قدر لنا ان نلتقى كما يلتقى النيل بالبحر ويصب فيه . ابعث لى بنورك فانا كرهت الظلمات نعم انا كرهت الظلمات فان الحياة ليس علم وعمل وفكر الحياة حب والحب هو مايدفع الانسان الى العمل والفكر والعلم فهيا اقترب منى اكثر واملاء حياتى بنورك فانا لا استطيع ان اعيش مرة اخرى فى الظلمات . تعلو انفاسها وتلتقى مع انفاسه وهو يمطرها بالقبلات وهى مستسلمة وتنظر الى عينيه وتحاور نفسها وتتذكر مااحدثه فى حياتها من تغيير وكيف سيطر علي عقلها وتمضى مع نسمات العشق وسكراته وهى تحاول ان تجد فى عقلها شئ تقدمه له . استرخى بجوارها فامسكت بيده ووضعتها على صدرها ومضت تحاور عقلها مرة اخرى ومازالت تحاول ان تجد ماتستطيع ان تقدمه له وهى تطرح فى راسها الاسئلة لقد اصبح الطاهر يمتلك القدرة على التحاور وبناء العلاقات لقد كسر الخوف من الاقدام على طرح الفكر وابداء الراى لقد اصبح يملك المعرفة وهذا كل ما املكه مايمكن ان تقدميه يا جمالات الى الطاهر لم تجد فى عقلها شئ تقدمه له غير انها قررت ان تبنى له جسر مع اصدقائها فى المغرب العربى وبلاد الشام . نعم لقد اصبح الطاهر يملك المعرفة ولكن لكى يجد للمعرفة طريق يتواصل به مع المستقبل فلابد من المال نعم المال والمال مع الاصدقاء وهم يريدون بناء جسر معنا . نهضت ومضت الى صالة الشقة وجلست مع نفسها ومازالت تملكها الحيرة ومازالت تدور فى راسها الاسئلة بينما هو مسترخى على السرير وخيم عليه الارهاق فخلد الى النوم . عادت جمالات الى السرير ونظرت الى الطاهر وقبلته واسترخت بجواره ومضت تفكر حتى غلبها النوم اشرقت الشمس ونهضت جمالات من نومها واعدت الطعام ونادت على الطاهر الذى جلس بجوارها يرسم على وجهه الابتسامة ومضى يناولها الطعام فى فمها وهو ينظر الى عيناها الشارده وهو ميقن انه اصبح يمتلكها ويسيطر على عقلها فينتظر منها المزيد لكنه يخاف ان يفصح لها عن رغباته بينما هى فى حالة صراع مع النفس تبحث كيف يمكنها ان تحافظ عليه ؟ كيف تجعله يستمر معها ؟ قاطعت صمتها وصمته وقالت سائلة كيف تمضى بك الايام؟ نظر اليها وهو يرسم علامات الاستغراب الشديد على وجهه وقال : بل قولى اللحظات فانا اعيش الحياة لحظات من السعادة والايام اصبحت سنوات من اجمل سنوات عمرى ثم امسك بيدها وقبلها . قالت بشئ من الارتباك : هل انت سعيد معى؟ قال : لا .... بل قولى هل انتى سعيدة معى ؟ هل انا جدير بك ؟ كيف طاوعك عقلك واطلقتى من لسانك سؤال مثل هذا ؟ قالت : كلما نظرت فى عينيك اشعر اننى مقصرة معك اشعر اننى لم اقدم لك شئ وانت تملا حياتى بحبك . قاطعها قال : ان كنت قد قدمت لكى حب فهو من حبك الذى ملاء قلبى فلا يستطيع ان يقدم انسان حبه وقلبه لانسان دون ان يكون مااخذ اكثر مما قدم له فلن استطيع ان اعوضك عن عطائك لو عشت الف عام لا استطيع ان اوفى بما اخذت فلا تدعى العقل يعبث بكى فانا اعيش فى لحظات من السعادة والشمس والقمر والارض والطيور كل شئ يشعر بالسعادة التى اشعر بها ثم نهض وقبلها وقال :والان اليس علينا ان نمضى الى دمياط كى ننتهى من الاعداد لمناصرة احمد سامى فان المؤتمر العام اقترب ونحن ام ننتهى من كل المهام . ابتسمت وقالت : نعم لكن هناك شئ مهم اود ان اتحدث معك فيه عن بعض الاصدقاء فى المغرب العربى . ابتسم وقال : هل حدث شئ لهم هناك ؟ قالت : لا انهم جميعا بخير ولكن هناك امر مهم قمنا بالبحث فيه ولم نجد سواك تقوم به فابتسم وقال : لابد ان هناك امر كبير ؟ ابتسمت وقالت : ليس بالحجم الذى تتصوره لكن كل ما فى الامر انهم يريدونه تنشيط الدور القومى الناصرى فى مصر وانت تعلم مابينهم وبين مصر من خلاف منذ اتفاق السادات مع اسرائيل وان العلاقات اصبحت شبه منقطعة بيننا وبينهم وهم الان قلقون مما يحدث فى الوطن العربى ومصر بالذات حيث يشعرون ونشعر معهم ان هناك غزو ثقافى واقتصادى وخاصة بعد تزايد دعاه التطبيع ومن ناحية اخرى تزايد المد السلفى وتنشيط الجماعات الاسلامية ذات الميول الوهابى اللذين يسعون الى تدمير الكيان الجمهورى والعمل على قيام خلافة اسلامية ف مصر مثل ما حدث فى ايران . ابتسم الطاهر وقال : كل هذا متفقون عليه ونعلمه ونحذر منه ى كل مكان لكن هؤلاء الاسلاميون الجدد يملكون اليات للعمل نحن لا نملكها فهم معهم المال والدين ودعاة التطبيع معهم الاعلام والمال ايضا ونحن لم يتبقى لنا غير الموروث الناصرى والقليل من اصحاب الفكر الثورى والمناضلون اللذين يجاهدونللتصدى لهؤلاء وان كان اغلب قد استسلم ورفع الراية منذ ايام السادات وتركوت الفكر والعمل النضالى واهتمو بحياتهم الخاصة دون الاخرون وذلك بعد ان ضيق الخناق وكل ابواب العمل واصبحت المعرفة والفكر الثورى الناصرى القوى لا يمثل شئ بدون قوة بشرية واقتصادية ترعاها وتحميه . قالت جمالات مقاطعة : وهذا مربط الفرس . نعم فان المعرفة نصف القوة والمال النصف الاخر ومن هنا جاءت فكرة وبحث الاخوة فى المغرب العربى مساندة ابناء التيار الناصرى فى مصر لكى تساعدهم على عودة المشروع الثورى القومى وبناءه من جديد ولذلك هم رشحوك انت لتكون وسيط بينهم وبين ابناء التيار .نظر الطاهر نحو جمالات وهو يرسم الاستغراب على وجهه وقال : انا !!! كيف يحدث ذلك ؟ من اكون من ابناء التيار حتى اكون وسيط بينهم وبين الرفقاء فى الوطن العربى اين انا من بين كل هؤلاء ؟ لقد وقع الاصدقاء فى الاختيار الخطا قالت : انها فرصة لك تحقق من خلالها احلامك وفكرك تجاه بناء المشروع القومى وستكون حافز لك فى التحرك فى المحافظات لتكوين مجموعات من ابناء التيار وتساعد من يملك الفكر فى طرح فكره فى مؤتمرات وندوات ونستطيع ايضا ان نقوم بدورات تثقيفيه وكل هذا يحتاج اموال كثيرة وبجانب ذلك سوف تحتاج الى تلك الاموال فى تاسيس الحزب . قال الطاهر : كيف يحدث ذلك والكل يعلم انى لا امتلك شئ وان فعلت هذا سوف اجد نفسى فى قبضة الامن متهم بتلقى اموال من الخارج ومن دول هى الان فى عداء مع مصر . قالت : كيف يصل لهم ذلك من يعلمهم بانك تاخذ اموال من احد ؟ ان كل شئ سيتم فى الخفاء وهذا امر بسيط علينا وعليهم ولقد ساعدناهم نحن فى الماضى فى بناء ديوانهم وفى تثقيف وتعليم كل ابناء التيار فى الوطن العربى باكمله حاول دائما ان تتذكر اننا قدمنا الرجال والسلاح كى نحافظ على كرامة هؤلاء وذلك بجانب المال وما يقدون هم على فعله الان نحن سبقناهم فيه . قاطعها الطاهر وقال انك تتواصلين مع كل هؤلاء منذ من بعيد ولم تفكرى فى تعاون مثل هذا وان كنت تفعلين ذلك الان فانا اعلم انه من اجلى وانا لا احتاج الى مال . قاطعته وقالت ان كان هذا من جلك فانا لا انكر ولكن هو فى الاصل من اجل كل ابناء التيار والتصدى للعدو فنحن نحتاج الى المال لكى نبنى جدار قوى من المناضلين . قاطعها الطاهر وقال سوف نعيد بناء المشروع بالمخلصين وما خططنا له ينفذ امام عيوننا الان فعندما نعيد احمد سامى الى مكانه سيكون رسول لنا عند النظام وسوف يعمل على اقناعهم باعطائنا الحزب وعندما يكون لدينا الحزب سنتحرك منه ونتصدى بشكل اقوى الى كل تلك الجماعات ودعه التطبيع وسنكون درع نحمى الوطن بجوار النظام حتى تاتى فرصتنا ونجمع قوتنا اكثر ونقدم للناس البرنامج الجيد الذى من خلاله نصل الى ما نريد دعكى من كل هذا فلدينا سفر طويل وسفر شاق فى دمياط ولو امتلكنا بعض الوقت فلنذهب الى شمس الدين صبحى ونقف بجواره فى حملته فى انتخابات البرلمان فان شمس الدين رجل ناصرى سوف نحتاج اليه فى بناء الحزب . ابتسمت جمالات وقالت اتعلم ياطاهر ان شمس الدين يمول حملته الانتخابية من خلال اصدقائنا فى المغرب العربى . نظر الطاهر اليها وقال وما يريدون مه فى المقابل ؟ صمتت جمالات لحظات ثم ابتسمت وقالت لا شئ غير ان يكون داخل البرلمان ويتصدى لمن يريدون تهميش وتدمير دور مصر والوطن العربى وتدمير دور الزعيم فى الوحدة العربية . قال الطاهر : وان كان هذا صحيح فانا لا استطيع ان اغمر بعمل هذا والكل يعلم والدولة معهم انا لا امتلك غير راتبى من شركة المقاولات الصغيرة التى اعمل بها قالت جمالات : هذه ستكون البداية . ارتسم الاستغراب على وجهه وقال : كيف ؟ قالت : هناك رجل اعمال كبير سيدخل فى شراكة مع صاحب الشركة الحالى وسيعمل على تطوير الشركة كى تواكب العصر وتغطى احتياجات السوق وذلك يحتاج الى اموال كثيرة سيتحملها هو وستكون انت المسئول الاول امام الشريكان صديقك صاحب الشر كة والشريك الجديد ومن خلال هذه الشركة سيتاح لك الراتب الجيد وسيترك لك الشريك الجديد الفرصه للتصرف فى المال الخاص بالشركة الذى سيكون فيه جزء كبير موجه لخدمة بناء المشروع وعودة الروح الى ابناء التيار . ايقن الطاهر ان تلك فرصة جيدة وامسك على لسانه ان يعترض عليها مرة اخرى والتزم الصمت . نظرت اليه جمالات وابتسمت وقالت وهى تقبله لا تقلق من شئ وانا معك
الفصل الثانى عشر
دقت العاشرة مساءاً وبدأ الأصدقاء في التوافد على بيت بسمة نور الدين التى مضت ترحب بالاصدقاء وعلامات التعجب تسيطر على وجهها الجميل . ولم تجد تعليق او جواب ترد به على اسءله الاصدقاء الفضولية غير ان تقول لهم سائلة وهل يوجد بينكم سوى بسمة واحدة ؟
لكن تعليقات واسئلة الاصدقاء تتزايد حتى اصبح لا حديث يربط الجمع الكبير غير حضور محب الاحمدى قبل الكل وكلما حضر بعض الاصدقاء يتزايد التوتر على وجه بسمة التى لم تستطيع بكل مهاراتها وخفة ظلها ان تغير سير الحديث الدائر بين الاصدقاء فمضت واختفت لحظات في غرفتها وجلست امام المراة تنظر الى وجهها وتعيد اصلاح زينتها وهى تبتسم كلما تذكرت نظرات وكلمات الاحمدى لها ولوعه الاعجاب والشوق التى ظهرت على ملامح وجهه.
صمتت لحظات ثم عاودت النظر الى وجهها في المراة وهى تقول يا لك من عجوز شيطان لقد عبثت بعقلي وعقول الكل .
بينما امها نانا " نفيسة الجرجيري " كانت اكثر مرح وسعادة وترحيب بالجمع وان كانت مضت اغلب الوقت تتحاور مع محب الاحمدى الذى ابهرها بحضوره واسلوبه في الحوار وبين هذا وذاك لم تستطع تلك المفاجاة بحضور الاحمدى مبكرا قبل الجمع ان تمحو من عقلها الالام الماضي التي عاشتها بعد ان قامت الثورة بتاميم ممتلكات زوجها الالمانى فهى ترى في الاحمدى الذكريات الاليمه لكن جاهدت نفسها واخفت ما تشعر به وبدات تتحاور معه وهى من الحين والاخر تبحث بعينيها بين الجمع وتنظر نحو الباب وهى تبحث عن الطاهر وجمالات .
عادت بسمه واختلطت بالحضور ومضت تمزح معهم بعد ان تغلبت على لحظات التوتر والتعجب التى صاحبتها منذ حضور الاحمدى قبل الجمع وعلى مقربه من الاحمدى ونانا كان يجلس احمد سامي وبجواره سيد حسان وعدد من الحضور يتحاور معهم سامي وهو يراقب الاحمدى لحظات وانور البدرى لحظات اخرى بينما انور لا يهتم بشئ سوى المرح والتحاور مع الفتيات والنساء وهو يتنقل من مجموعه الى اخرى وكلما التف عدد من الحضور حول انور البدرى يزداد احمد سامي توتر وغضب .
شعر انور البدرى بالضيق الذي سيطر على احمد سامي فمضي يبتكر القفشات والمداعبات وهو يتبادل اطراف الحوار مع الجمع الملتف حوله.
التمست نانا الصراع النفسي والحرب الباردة التى تدور بين احمد سامي وانور البدرى وباسلوبها الماكر مضت تتحاور مع الاحمدى حتى استطاعت ان تعرف منه ما يدور بينهما من صراع على مقعد داخل البيت العتيق وسعادة الاحمدى بتلك المعركة .
واثناء ذلك اقتربت بسمة من احمد سامي وهى تداعبه فشعر الاحمدى بالاستياء مما جعل نانا تلاحظ ذلك فابتسمت بينما سيد حسان اقترب من الاحمدى وهو يتودد اليه فصب له كاس ثم وقف بجواره صامت .
اقتربت فتاة من بسمة وهمست لها في اذنها فمضت بسمة الى نهاية صالة البيت واطفئت الانوار فصمت الجمع بعد غوغاء طالت لكن نانا شعرت بالخوف والغضب فهى تخشي الظلام وزاد من ارتباكها صوت ضعيف يهمس في اذنها بكلمات من الغزل ثم مضي مسرعا .
صاحت بسمة وبعض من الجمع فصاح الكل معها وهى تعيد اضاءة الانوار ليلتفت الكل نحو ضيف شرف الحفل الطاهر جميل محمود الذي اتى بمفرده. اسرعت بسمة نحو الطاهر ترحب به ومعها بعض من الشباب والفتيات بينما مضى الاحمدى واحمد سامي وانور الهوارى وسيد حسان يراقب ترحيب الكل بالطاهر بينما الطاهر امتلكته الرهبة من الاستقبال الكبير له .
وما زالت نانا تبحث بعينيها عن صاحب الصوت الهامس المغازل وهى في حيرة من امرها حتى انتبهت لوجود ضيف شرف الحفل فمضت ترحب به بحرارة لكن الطاهر مازالت الرهبة مسيطرة عليه وهو يتجمل بالصمت ويتبادل التحيه بالابتسامة ولم تمضي لحظات حتى امطره الكل بالاسئلة حول غياب جمالات السعيد وهو لا يجد اجابة سوى ان يبلغهم بسفرها المفاجئ الى العاصمة البريطانيه لندن ليمسك الكل ذلك الخيط ويمطرن الطاهر بالاسئلة التى لم يجد لها جواب وبين كل ذلك مضت نانا بدهشتها بعدم حضور جمالات وسفرها المفاجئ وهى تحاول ان تحصل على اجابة لسبب سفر جمالات الى لندن لكن لم تجد عند الطاهر سوى انه لا يعلم شئ ومن انحيه اخرى مازالت تعبث بعقلها كلمات المجهول الهامس في اذنها.
جلست نانا بجوار الاحمدى الذى بادر وطلب من الطاهر الجلوس بجواره جلست وهى صامتة على غير عادتها تنظر الى عيون الكل وتستنط لاصواتهم باحثة عن صاحب الصوت الهامس المغازل بينما مضي الاحمدى يتحاور مع الطاهر الصامت الذى يعلق على كلام الاحمدى بالابتسامه ونعم وبالطبع شعر الاحمدى انه يتحدث مع شخص ابله ثم سرعان ماتغير شعوره لحظات شعر فيها انه يتحدث مع ثعل ماكر لكن في النهاية ايقن انه مخطئ وانه بالفعل يتحدث مع شخص ابله فصمت بعد ان اصابه الملل من الحديث مع الطاهر ومضي يتحاور مع نانا التى مازالت شاردة حتي انتبهت للاحمدى ومضت تتحاور معه وباسلوبها الماكر خرجت من اطار الحفل وجعلت الحوار حول السياسة ليلتقط الطاهر اطراف الحديث ويعلق ببعض الكلمات التى لفتت نظر الاحمدى ونانا اليه لكنه سرعان ما يعاود الصمت وهو يستمع الى نانا التى اشركت انور البدرى في الحوار ومضت تتحدث بحرارة حول الليبرالية والدول المتحررة واسرائيل التى تنظر اليها من منظور انها دولة تلتزم بعهدها مع مصر بالسلام حتى تطرق الحوار الى الدعوة التى يتبناها انور البدرى بالمساواة وبالعودة الى المشاعيه الاولى ونظرة ماركس للمراة فنهض الطاهر وهو ينظر الى الاحمدى ونانا وهو يرسم الابتسامه على وجهه ويقول فلتاذن لى سيدة البيت واستاذى ان اتحرك بين الجمع فلقد شعرت بالملل من كلام الرفيق انور البدرى فتعجب الاحمدى من صراحة الطاهر بينما ضحك البدرى وقال هكذا انت دائما يا طاهر تهرب من الحوار الذى يخاطب العقل ويبحث ويبحر في الامور المهمة ابتسم الطاهر وقال لكي تؤمن يا صديقي بان طريقك هو الصحيح فلا حاجة لك ان تثبت ان الطريق الذي اختاره غيرك ليس صحيحا اما فكرة المساواة فهى غير ممكنة انطلاقا من فكرة ان الناس طبائعهم مختلفة فهناك شخص يدرس ويعمل ويدير شئون حياته واخر يلهو فان اعلنتهم متساويان فهذا يعني تحويلهم الى عدوان وهذا من منطلق العقل وليس من منطلق الفكر المسمى بالليبرالي حتى لا يتهمنى احد اننى استند لليبرالية التى لا اتفق معها نهائيا قاطعه البدرى وقال هل اسالك سوال فقال الطاهر قل قال البدرى هل تنكر ان العامل اهم من الاله وان لم تؤمن بهذه الفكرة فضع اله جيدة في يد عامل جاهل وان هذا العالم المرتبط بالدولة والكيان الكبير هل تنكر انه عالم سئ يعبث بالانسان فان المشاعيه الاولى تدعو الى العودة الى الاسرة والفرد وليس الدولة والكيان فالفرد هو وحده الذي يحدد مصيره وليس للدولة سلطان عليه ضحك الطاهر وقال ربما اتفق معك في بعض ما قلت وانا اشعر في هذا الزمان انه لا يوجد بالفعل كيان كبير يوفر للفرد الحريه الكاملة في اعلان ما يريد قوله دون قيود ثم صمت وابتسم وقال لكن بعقلك هذا ثق تماما اننا سنظل مختلفان وان كنا متقاربان في بعض الاشياء وانا لن ادعو كالى التوقف عن هذه الاحلام حتى لا تنتهى حياتك وتشغل باقى عمرك في اصداع راسي ورؤوس الاصدقاء او تنشغل بالبحث عن ما ياتى بعد الموت فافعل ما تشاء لكن بعيدا عني ثم ضحك وصمت بينما الاحمدى يراقب الحوار الدائر بينهما وهو منبهر بالطاهر بينما نهضت نانا واقتربت من الطاهر وقالت تعلم ان هذا جيد وانا متفقة معك ومعه في ان واحد فعليك وعليه ان تاخذن الخطوة الاولى فهى وحدها المكلفة ومن هو على صواب فهو الذى يستمر قاطعها الاحمدى وقال وان كنت انت يا طاهر وانت يا انور تريدان ان تتركن اثر لكم في الحياة السياسية فعليكم بالعمل الجاد وان تتركن الصراع بينكم وان كان في النهاية نحن المستفيدون من هذا الصراع والمجتمع في النهاية هو الذى يختار ابتسم الطاهر وهو يصافح الاحمدى ثم مضى واختلط بين الجمع واقترب من احمد سامي وجلس بجواره فشعر احمد سامي بالارتياح لوجود الطاهر بجواره بينما كان سيد حسان ثالثهم ومضى سامي يتحدث مع الطاهر حول انور البدرى وما يقوم به تجاه التجهيز للمؤتمر العام بينما سيد حسان لا يهتم بالحوار الدائر امامه وهو يراقب نانا من بعيد دون ان يحاول ان يلفت نظرها اليه .
نظر الطاهر الى احمد سامي وباسلوب صادم رفض الحديث حول المؤتمر العام وما يقوم وقام به وقال بشئ من الحزم دائما ما اعجب بالرجل الذى لديه القدرة على القضم اكثر من اعجابى باخر يمضغ ثم يمضغ ثم صمت بينما ظهر خلفه صالح البيتيتي وهو يعلق على كلمات الطاهر لاحمد سامي وقال بعد ان استدار ووقف امام الطاهر لقد صدقك تلميذك يا سامي فان اردت ان تستمر في عالم الافاعى الرهيب فيجب عليك ان تنجح في شيئين اثنين وهم ان تكون صامت وصادم .
شعر الطاهر بالارتباك يسيطر عليه بعدما سمع تعليق صالح البيتيتي ونظرات عينيه نحوه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.