ظهر الرئيس مبارك في كلمته التي توقع المراقب أجزاء منها منذ قليل ليقول "الإخوة المواطنون شباب مصر وشاباتها .. أتوجه لشباب مصر بميدان التحرير وعلى اتساع أرضها بحديث من القلب .. وأقول لهم إنني اعتز بكم رمزا لجيل مصري جديد يدعو إلى التغيير إلى الأفضل ويحلم بالمستقبل ويصنعه .. أقول لكم بكل ثقة أن دماء شهدائكم لن تضيع وسأحاسب الذين اجرموا في حق شبابنا بعقوبات رادعة وأقول عائلاتهم أنني تألمت من أجلهم ووجه قلبي كما أوجعت قلوبكم .. أقول لكم أن استجابتي لرسالتكم ومطالبكم هو التزام لا رجعة فيه .. وإنني عازم كل العزم على الوفاء بما تعهدت به بكل الجدية والصدق على تنفيذ دون ارتداد .. ان هذا الالتزام ينطلق من اقتناع بصدق نواياكم وبأن مطالبكم مشروعة فالأخطاء واردة ولكن المهم هو تصحيحها ومحاسبة مرتكبيها .. وأقول لكم إنني كرئيس للجمهورية لا أجد حرجا في الاستماع لشباب بلادي والتجاوب معهم .. لكن الحرج والعيب هو أن استمع لاملاءات أجنبية تأتي من الخارج أيا كان مصدرها أو مبرراتها " . وأضاف مبارك " الأبناء شباب مصر .. الإخوة المواطنون .. لقد أعلنت بعبارات لا تحتمل التأويل عدم ترشحي للانتخابات الرئاسية القادمة واكتفيت بما قدمته في سنوات الحرب والسلام .. أعلنت تمسكي بذلك وأعلنت بنفس القدر على حماية الدستور ومصالح الشعب حتى يتم تسليم السلطة إلى من يختاره الناخبون في انتخابات حرة ونزيهة توفر لها ضمانات .. ذلك هو القسم الذي أقسمته أمام الله والوطن .. لقد طرحت رؤية محددة للخروج من الأزمة الراهنة بما يحترم الشرعية الدستورية ولا يقوضها وعلى نحو يحقق استقرار مجتمعنا ومطالب أبنائه ويطرح أطرا للانتقال السلمي للسلطة من خلال حوار مسئول بين قوى المجتمع طرحت هذه الرؤية ملتزم بمسئوليتي الخروج من الوطن في تلك الأوقات العصيبة كي ننجح في تحويل الانتقال السلمي وفق توافق وطني عريض تسهر على ضمان تنفيذه قواتنا المسلحة الباسلة ". واستطرد مبارك " لقد بدأنا حوار وطنيا يضم شباب مصر وكافة القوى ولقد أسفر هذا الحوار عن توافق في الآراء والمواقف يضع أقدامنا على الطريق الصحيح للخروج من الأزمة وسنعمل على وضعه في خريطة طريق واضحة وبجدول زمني محدد تمضي يوما بعد يوم على طريق الانتقال السلمي للسلطة في سبتمبر المقبل .. ولقد أسفر الحوار عن تشكيل لجنة لتعديل الدستور كما اتفق على تشكيل لجنة للمتابعة لتنفيذ ما تعهدت به أمام الشعب واللجنتين من الشخصيات المصرية المستقلة والمتجردة من فقهاء القانون ورجال القضاء .. وإنني إزاء ما فقدناه من شباب مصر أوجعت قلوبنا ولقد أصدرت أوامري بسرعة الانتهاء من التحقيقات وإحالة نتائجها إلى النائب العام لاتخاذ الإجراءات وقد تلقيت التقرير الأول للتعديلات الدستورية المقترحة من اللجنة التي شكلتها وإنني تجاوبا مع ما تضمنه تقرير اللجنة من صلاحيات ومقتضى صلاحيات رئيس الجمهورية طبقا للمادة 189 فإنني أمرت بتعديل الخمس مواد فضلاً عن إلغاء المادة 179 من الدستور مع التقدم بطلب لاحق بتعديل مواد إضافية وفق ما تراه من الدواعي وتستهدف تلك التعديلات تسهيل ترشيح للرئاسة وتحديد مدة الرئاسة وتحديد ضوابط الإشراف على الانتخابات كما تحدد القضاء للفصل في صحة نواب العضوية وإلغاء الطوارئ يستهدف إيقاف العمل بقانون الطوارئ فور استعادة الهدوء لرفع الطوارئ " . واستكمل مبارك " الآن يجب استعادة الثقة بين المصريين والثقة في اقتصادنا وسمعتنا الدولية فمصر تمر بأوقات صعبة فيزداد ما لحق باقتصادنا من خسائر يوما بعد يوم وسيكون شبابنا أول المتضررين منها واللحظة الراهنة ليست متعلقة بحسني مبارك بل متعلق بمصر حاضرها ومستقبل أبناءها إن المصريين جميعا في خندق واحد وعلينا أن نواصل طريقنا بروح الفريق لا الفرقاء وبعيدا عن التناحر كي نعيد لاقتصادنا الثقة فيه ولمواطنين الاطمئنان والأمان وللشارع حياته اليومية والطبيعية ". وأضاف مبارك " لقد كنت شابا عندما تعلمت العسكرية والولاء للوطن وأفنيت عمرا دفاعا عن سيادته شهدت حروبه بهزائمه وانتصار أيام الانكسار والهزائم والنصر واجهت الموت مرات عديدة طيارا وفي أديس ابابا لم اخضع يوما لضغوط أجنبية او املاءات عملت من أجل مصر ونهضتها وأبنائها .. لم اسعي لسلطة أو شعبية زائفة .. الأغلبية يعرفون من هو حسني مبارك .. ويحز في نفسي ما الاقيه من بعض بني وطني وإنني إذ أعي خطورة الوضع الحالي .. إن مصر تجتاز مرحلة فارقة يتوجب علينا أن نضع مصر أولا وقبل ا اعتبار فقد رأيت تفويض نائب رئيس الجمهورية على النحو الذي يحدده الدستور .. إنني اعلم علم اليقين أن مصر لم تنكسر وستقف من جديد بصدق وإخلاص أبنائها وسترد كيد الكائدين وشماتة الشامتين .. سنثبت نحن المصريين قدرتنا على تحقيق مصالحنا بالوعي ". واختتم مبارك حديثه بالقول "سنثبت أننا لسنا أتباعا لأحد واحدا لا يصنع قراراتنا سوى نبض الشارع ومصلحة الوطن بتماسك المصرية ووحدتها وبهويتها الفريدة الخالدة فهي أساس وجودنا وجوهره لأكثر من 7 آلاف عام ..ستعيش هذه الروح فينا مادامت مصر ودام شعبها .. ستبقى في قلوب شيوخنا وشبابنا وأطفالنا مسلميهم وأقباطهم ومن لم يولد بعد من أبنائنا .. أقول من جديد عشت من أجل هذا الوطن وستظل مصر هي الباقية فوق الأشخاص والجميع .. وسأسلم رايتها وهي المسئولية والواجب بداية العمر ونهايته .. سوف يظل بلدا عزيزاً لا يفارقني ولا أفارقه حتى يواريني التراب .. وسيظل شعب مرفوع الرأس موفور العزة والكرامة" .