سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبارك في خطاب تاريخي للأمة
مبارك يفوض سليمان في اختصاصات رئيس الجمهورية
الرئيس يوافق علي تعديل المواد76 و77 و88 و93 و189 من الدستور وإلغاء المادة179
في خطاب تاريخي إلي الأمة الليلة الماضية أعلن الرئيس حسني مبارك تفويض نائبه عمر سليمان في سلطاته وفقا للدستور. كما وافق الرئيس مبارك علي احالة تعديلات دستورية شملت5 مواد في الدستور هي76 و77 و88 و93 و189 مع إلغاء المادة.179 وأكد الرئيس مبارك أن دماء شهداء التحرير لن تضيع هدرا ولن أتهاون في معاقبة المتسببين فيها وقال: لن أقبل املاءات أجنبية تأتي من الخارج أيا كان مصدرها وأيا كانت ذرائعها. وقال ان الأولوية الآن هي استعادة الثقة بين المصريين والثقة في الاقتصاد المصري وسمعه الدولة, مشيرا إلي أن مصر تجتاز أوقاتا صعبة, ولا يصح أن يسمح باستمرارها فيزداد ما ألحقته بنا وباقتصادنا من أضرار وخسائر. وأكد الرئيس أن ابناء مصر سوف يثبتون قدرتهم علي تحقيق مطالب الشعب بالحوار المتحضر الواعي. وأن مصر سوف تتجاوز أزمتها, ولن تنكسر ارادة شعبها وستقف علي أقدامها من جديد بصدق وإخلاص ابنائها. وفيما يلي نص الكلمة. الإخوة المواطنون. الأبناء شباب مصر وشاباتها. اتوجه بحديث اليوم لشباب مصر بميدان التحرير وعلي اتساع ارضها, اتوجه اليكم جميعا بحديث من القلب حديث الأب لأبنائه وبناته أقول لكم انني اعتز بكم رمزا لجيل مصري جديد.. يدعو إلي التغيير للأفضل ويتمسك به ويحلم بالمستقبل ويصنعه. أقول لكم قبل كل شيء.. إن دماء شهداء وجرحاكم.. لن تضيع هدرا.. وأؤكد أنني لن أتهاون في معاقبة المتسببين عنها.. بكل الشدة والحسم.. وسأحاسب الذين أجرموا في حق شبابنا.. بأقصي ما تقرره أحكام القانون من عقوبات رادعة.. وأقول لعائلات هؤلاء الضحايا الأبرياء إنني تألمت كل الألم من أجلهم مثلما تألمتم وأوجع قلبي ماحدث لهم كما أوجع قلوبكم. أقول لكم.. إن استجابتي لصوتكم ورسالتكم ومطالبكم.. هو التزام لا رجعة فيه.. وانني عازم كل العزم علي الوفاء بما تعهدت به.. بكل الجدية والصدق.. وحريص كل الحرص علي تنفيذه.. دون ارتداد أو عودة للوراء. إن هذا الالتزام ينطلق من اقتناع أكيد.. بصدق ونقاء نواياكم وتحرككم.. بأن مطالبكم هي مطالب عادلة ومشروعة.. فالأخطاء واردة في أي نظام سياسي وفي أي دولة ولكن المهم هو الاعتراف بها وتصحيحها في أسرع وقت ومحاسبة مرتكبيها.. وأقول لكم إنني كرئيس للجمهورية.. لا أجد حرجا أو غضاضة أبدا.. في الاستماع لشباب بلادي والتجاوب معه.. لكن الحرج كل الحرج.. والعيب كل العيب.. وما لم ولن أقبله أبدا.. أن استمع لإملاءات أجنبية تأتي من الخارج.. أيا كانت مصدرها.. وايا كان ذرائعها أو مبرراتها. الأبناء شباب مصر.. الإخوة المواطنون.. لقد أعلنت بعبارات لا تحتمل الجدل أو التأويل.. عدم ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة.. مكتفيا بما قدمته من عطاء للوطن.. لأكثر من ستين عاما في سنوات الحرب والسلام. أعلنت تمسكي بذلك وأعلنت تمسكا مماثلا وبذات القدر بالمضي في النهوض بمسئوليتي في حماية الدستور ومصالح الشعب حتي يتم تسليم السلطة والمسئولية لمن يختاره الناخبون في شهر سبتمبر المقبل في انتخابات حرة ونزيهة توفر لها ضمانات الحرية والنزاهة, ذلك هو القسم الذي أقسمته أمام الله والوطن وسوف أحافظ عليه حتي نبلغ بمصر وشعبها بر الأمان. لقد طرحت رؤية محددة للخروج من الأزمة الراهنة ولتحقيق ما دعا إليه الشباب والمواطنون بما يحترم الشرعية الدستورية ولا يقوضها وعلي نحو يحقق استقرار مجتمعنا ومطالب أبنائه ويطرح في ذات الوقت إطارا متفقا عليه للانتقال السلمي للسلطة من خلال حوار مسئول بين كافة قوي المجتمع وبأقصي قدر من الصدق والشفافية. طرحت هذه الرؤية ملتزما بمسئوليتي في الخروج بالوطن من هذه الأوقات العصيبة وأتابع المضي في تحقيقها أولا بأول بل ساعة بساعة متطلعا لدعم ومساندة كل حريص علي مصر وشعبها كي ننجح في تحويلها لواقع ملموس وفق توافق وطني عريض ومتسع القاعدة تسهر علي ضمان تنفيذه قواتنا المسلحة الباسلة. لقد بدأنا بالفعل حوارا وطنيا بناء يضم شباب مصر الذين قادوا الدعوة إلي التغيير, وكافة القوي السياسية ولقد أسفر هذا الحوار عن توافق مبدئي في الآراء والمواقف يضع أقدامنا علي بداية الطريق الصحيح للخروج من الأزمة ويتعين مواصلته للانتقال به من الخطوط العريضة لما تم الاتفاق عليه إلي خريطة طريق واضحة وبجدول زمني محدد تمضي يوما بعد يوم علي طريق الانتقال السلمي للسلطة من الآن وحتي سبتمبر المقبل. إن هذا الحوار الوطني قد تلاقي حول تشكيل لجنة دستورية تتولي دراسة التعديلات المطلوبة في الدستور وما تقتضيه من تعديلات تشريعية, كما تلاقي حول تشكيل لجنة للمتابعة تتولي متابعة التنفيذ الأمين لما تعهدت به أمام الشعب. ولقد حرصت علي أن يأتي تشكيل كلتا اللجنتين من الشخصيات المصرية المشهود لها بالاستقلال والتجرد ومن فقهاء القانون الدستوري ورجال القضاء. وفضلا عن ذلك فإنني إزاء ما فقدناه من شهداء من أبناء مصر في أحداث مأساوية حزينة أوجعت قلوبنا وهزت ضمير الوطن, أصدرت تعليماتي بسرعة الانتهاء من التحقيقات حول أحداث الأسبوع الماضي وإحالة نتائجها علي الفور إلي النائب العام ليتخذ بشأنها ما يلزم من إجراءات قانونية رادعة. ولقد تلقيت بالأمس التقرير الأول بالتعديلات الدستورية ذات الأولوية المقترحة من اللجنة التي شكلتها من رجال القضاء وفقهاء القانون لدراسة التعديلات الدستورية والتشريعية المطلوبة, وإنني تجاوبا مع ما تضمنه تقرير اللجنة من مقترحات وبمقتضي الصلاحيات المخولة لرئيس الجمهورية وفقا للمادة و189 من الدستور, فقد تقدمت اليوم بطلب تعديل6 مواد دستورية هي المواد189,93,88,77,76 فضلا عن إلغاء المادة179 من الدستور مع تأكيد الاستعداد للتقدم في وقت لاحق بطلب تعديل المواد التي تنتهي هذه اللجنة الدستورية وفق ما تراه من الدواعي والمبررات. تستهدف هذه التعديلات ذات الأولوية تيسير شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية واعتماد عدد محدد لمدد الرئاسة تحقيقا لتداول السلطة وتعزيز ضوابط الإشراف علي الانتخابات ضمانا لحريتها ونزاهتها. كما تؤكد اختصاص القضاء وحده بالفصل في صحة وعضوية أعضاء البرلمان وتعدل شروط وإجراءات طلب تعديل الدستور. أما الاقتراح بإلغاء المادة179 من الدستور فإنه يستهدف تحقيق التوازن المطلوب بين حماية الوطن من مخاطر الإرهاب وضمان احترام الحقوق والحريات المدنية للمواطنين بما يفتح الباب أمام إيقاف العمل بقانون الطوارئ فور استعادة الهدوء والاستقرار وتوافر الظروف المواتية لرفع حالة الطوارئ. الإخوة المواطنون, إن الأولوية الآن هي استعادة الثقة بين المصريين بعضهم البعض والثقة في اقتصادنا وسمعتنا الدولية والثقة في أن التغيير والتحول الذي بدأناه لا ارتداد عنه أو رجعة فيه. ان مصر تجتاز أوقاتا صعبة لا يصح أن نسمح باستمرارها, فيزداد ما ألحقته بنا وباقتصادنا من اضرار وخسائر يوما بعد يوم وينتهي بمصر الأمر لأوضاع يصبح معها الشباب الذين دعوا إلي التغيير والإصلاح أول المتضررين منها. ان اللحظة الراهنة ليست متعلقة بشخصي, ليست متعلقة بحسني مبارك, وانما بات الأمر متعلقا بمصر في حاضرها ومستقبل أبنائها. ان المصريين جميعا في خندق واحد الآن وعلينا أن نواصل الحوار الوطني الذي بدأناه بروح الفريق وليس الفرقاء, وبعيدا عن الخلاف والتناحر كي نتجاوز بمصر أزمتها الراهنة ولنعيد لاقتصادنا الثقة فيه, ولمواطنينا الاطمئنان والأمان وللشارع المصري حياته اليومية الطبيعية. لقد كنت شابا مثل شباب مصر الآن عندما تعلمت شرف العسكرية المصرية والولاء للوطن والتضحية من أجله, أفنيت عمرا دفاعا عن أرضه وسيادته, شهدت حروبه بهزائمها وانتصاراتها عشت ايام الانكسار والاحتلال وايام العبور والنصر والتحرير اسعد أيام حياتي يوم رفعت علم مصر فوق سيناء, واجهت الموت مرات عديدة طيارا وفي اديس أبابا وغير ذلك كثير, لم اخضع يوما لضغوط اجنبية او املاءات, حافظت علي السلام عملت من اجل أمن مصر واستقرارها اجتهدت من اجل نهضتها ومن أجل أبنائها, لم اسع يوما لسلطة أو شعبية زائفة, اثق أن الأغلبية الكاسحة من ابناء الشعب يعرفون من هو حسني مبارك ويحز في نفسي ما ألاقيه اليوم من بعض بني وطني. وعلي اية حال فإنني إذ اعي تماما خطورة المفترق الصعب الحالي واقتناعا من جانبي بأن مصر تجتاز لحظة فارقة في تاريخها تفرض علينا جميعا تغليب المصلحة العليا للوطن وأن نضع مصر أولا فوق أي اعتبار وكل اعتبار آخر. فقد رأيت تفويض نائب رئيس الجمهورية في اختصاصات رئيس الجمهورية علي النحو الذي يحدده الدستور. إنني أعلم علم اليقين أن مصر سوف تتجاوز أزمتها, لن تنكسر ارادة شعبها ستقف علي أقدامها من جديد بصدق واخلاص ابنائها, كل ابنائها وسترد كيد الكائدين وشماتة الشامتين. سنثبت نحن المصريين قدرتنا علي تحقيق مطالب الشعب بالحوار المتحضر والوعي, سنثبت أننا لسنا أتباعا لأحد ولا نأخذ تعليمات من أحد, وأن أحدا لا يصنع لنا قراراتنا سوي نبض الشارع ومطالب ابناء الوطن. سنثبت ذلك بروح وعزم المصريين وبوحدة وتماسك هذا الشعب وبتمسكنا بعزة مصر وكرامتها وهويتها الفريدة والخالدة فهي اساس وجودنا وجوهره لأكثر من7 آلاف عام. ستعيش هذه الروح فينا ما دامت مصر ودام شعبها, ستعيش في كل واحد من فلاحينا وعمالنا ومثقفينا, ستبقي في قلوب شيوخنا وشبابنا واطفالنا مسلميهم واقباطهم وفي عقول وضمائر من لم يولد بعد من ابنائنا. أقول من جديد انني عشت من أجل هذا الوطن حافظا لمسئوليته وأمانته وستظل مصر هي الباقية فوق الأشخاص وفوق الجميع.. ستبقي مصر حتي أسلم أمانتها ورايتها.. هي الهدف والغاية.. والمسئولية والواجب.. بدايةالعمر ومشواره ومنتهاه.. وأرض المحيا والممات.. ستظل بلدا عزيزا.. لايفارقني وأفارقه.. حتي يواريني ترابه وثراه, وستظل شعبا كريما.. يبقي ابد الدهر مرفوع الرأس والراية.. موفور العزة والكرامة. حفظ الله مصر بلد آمنا.. ورعي شعبه وسدد علي الطريق خطاه والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.