مفاجأة.. أماكن بالطب والصيدلة بتنسيق المرحلة الثالثة 2025    "الصحة" و"الأكاديمية الوطنية" تبحثان تعزيز البرامج التدريبية للقطاع الصحي    اليوم.. إعلان نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ 2025    معامل ومكتبة مركزية.. جامعة أسيوط الأهلية تستعد لاستقبال الطلاب الجدد - صور    محافظ كفر الشيخ: النزول بسن القبول برياض الأطفال ل3 سنوات ونصف    علي المصيلحي في سطور.. 76 عامًا من العطاء    «العمل» تجري اختبارات للمرشحين لوظائف الأردن بمطاحن الدقيق    إزالة 24 حالة تعد على الأراضي الزراعية في 5 مراكز بأسيوط    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025    رئيس جهاز التمثيل التجاري يستقبل وفد جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة    المنيا.. قطع المياه غدا عن ديرمواس وتوابعها لمدة 6 ساعات لأعمال الصيانة    بالفيديو.. التنمية المحلية: تعليمات بمراجعة معايير السلامة داخل منظومة النظافة    لليوم ال12.. التموين تستكمل صرف مقررات أغسطس    اتفاقيات صحية جديدة على طاولة المباحثات بين مصر والسويد    مصادر: إدارة ترامب تعتبر الإسقاط الجوي للمساعدات على غزة خيارا غير واقعي    القوات الروسية تستهدف المجمع الصناعي العسكري ومراكز تصنيع المُسيرات الأوكرانية    محافظ الشرقية ينعى الدكتور علي المصيلحي وزير التموين السابق: كان رمزا للإخلاص والكفاءة    «الوحيد الذي لا يمكن منعه».. نجمة أمريكية تناشد بابا الفاتيكان أن يزور غزة    نيويورك تايمز تكشف تفاصيل أزمة حادة بين قطر وإسرائيل    الأمم المتحدة: أكثر من 100 طفل يموتون جوعا في غزة    "وصلت للأعراض".. تحرك صارم من والد زيزو ضد جماهير الزمالك    وعد خاص من فيريرا ل عدي الدباغ قبل مواجهة المقاولون    حمادة صدقي: أحمد حسن زعل من انضمام حسام حسن لفراعنة 2006 بسبب شارة الكابتن    رسميًا.. باريس سان جيرمان يتعاقد مع مدافع بورنموث    المصرى يجهز كيليان كارسنتى للمشاركة مع الفريق فى الدورى    جهاز الزمالك يرفض سياسة الدور بين حراس المرمى    ضبط شخص يدير كيانا تعليميا للنصب على المواطنين في منطقة الدقي    الأرصاد: تأثر البلاد بكتل هوائية شديدة الحرارة.. وذروة الموجة الخميس المُقبل    الدقهلية تبدأ مهرجان جمصة الصيفي الأول 2025 للترويج للسياحة وجذب الاستثمار    البترول: ضبط 633 ألف لتر سولار وبنزين بالمنيا قبل تهريبها    انتشار أمني قبل استئناف المتهم بقتل نجل مالك مقهى أسوان على حكم إعدامه    اليوم.. آخر موعد لاستقبال طلبات الطعون لطلاب الشهادة الثانوية الأزهرية    وزير الاتصالات: الفتوى الرشيدة تحتاج إلى بصيرة شرعية ويقظة تكنولوجية    الجمعة.. فرقة واما تحيي حفلا غنائيا في رأس الحكمة بالساحل الشمالي    «النيل عنده كتير».. فعاليات ثقافية وفنية بمحافظات جنوب الصعيد احتفاء بوفاء النيل    أمير كرارة على القمة.. فيلم الشاطر يقفز بإيراداته إلى 75.2 مليون جنيه في 26 ليلة    وزير الإسكان يعقد اجتماعا مع الشركات المنفذة لمشروع حدائق تلال الفسطاط    محمد نور: مقياس النجاح في الشارع أهم من لقب «نمبر وان» | خاص    «محمد رمضان»: أي حد لو زعلته بقصد أو من غير قصد يتفلق    الصحة والأكاديمية الوطنية للتدريب تبحثان تعزيز البرامج التدريبية للكوادر البشرية    زيارة وفد الأمم المتحدة لتفقد الخدمات الطبية للمرضى الفلسطينيين بالعريش    تحرير 131 مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق    محافظ الدقهلية يقرر إحالة المدير الإداري لمستشفى الجلدية للتحقيق بسبب التقصير في العمل    هل يجب قضاء الصلوات الفائتة خلال الحيض؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    إنقاذ رضيعة من قيلة سحائية وعيوب قلبية بمستشفى حورس بالأقصر    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    إعلام فلسطيني: اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي    غرق سيدة وصغير في نهر النيل بسوهاج    أول هبوط في سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الثلاثاء 12-8-2025 صباحًا    "لوفيجارو": الصين في مواجهة ترامب "العين بالعين والسن بالسن"    تنطلق الخميس.. مواعيد مباريات الجولة الثانية من بطولة الدوري المصري    تنسيق المرحلة الثالثة، الأماكن الشاغرة للشعبة الأدبية (نظام حديث)    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    وليد صلاح الدين: أرحب بعودة وسام أبوعلي للأهلي.. ومصلحة النادي فوق الجميع    4 أبراج «في الحب زي المغناطيس».. يجذبون المعجبين بسهولة وأحلامهم تتحول لواقع    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    أنا مريضة ينفع آخد فلوس من وراء أهلي؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المراقب يرصد هموم أبناء جنوب السودان و اتهامات لنظام الخرطوم بالتسبب في قرار "جوبا" بالانفصال
نشر في المراقب يوم 24 - 09 - 2011


صورة أرشيفية
تزايد التواجد الاسرائيلي عبر الاستثمار في اقامة شبكات الطرق ومياه الشرب والتدريب ..والامارات ولبنان تكثف جهودها في اقامة الفنادق السياحية ..ومصر تركز علي توليد الطاقة والمشروعات المائية
جنوب السودان دولة المستقبل في القارة الافريقية والاكثر اهمية خلال السنوات القادمة طبقا لتاكيدات مصادر رسمية في حكومة مابعد الاستقلال عن حكومة الخرطوم ، بينما يتنفس الصعداء مواطنو العاصمة " جوبا" مشيرين الي انه اخيرا انتهي كابوس الوحدة علي حد قولهم وان ابقوا علي شعرة معاوية وهي استعدادهم للتواصل مع الخرطوم ك "ند" للسودان.
ويعول الكثيرون هنا في مدينة جوبا وعدد من مواطني مدن اخري خلال تواجدهم في العاصمة علي وجود امكانيات ضخمة لدي دولتهم الجديدة سواء في انتاج البترول او الموارد الطبيعية والمساحات الهائلة من اراضي الغابات والحشائش او الاراضي الزراعية القابلة للزراعة والتي تمتد لملايين الافدنه ، في مساحة اجمالية للدولة تصل لاكثر من 700 الف كم مربع لا تشغل المناطق الصحراوية اية مساحات بدولة جنوب السودان.
ورغم هذه الموارد الهائلة التي تحتاج الي من يساعدها لتمويل المشروعات التنموية بها خلال السنوات القليلة وذلك لعدم تواجد التمويل الذاتي الا انها تعاني من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي يعد طبقا لتقديرات الخبراء هو اساسي المشروعات التنموية وبدونها لا تتحقق طموحاتها.
اسعار السولار " جنونية" هكذا يؤكد فرانسيس سائق في احدي شركات النقل ، رغم اننا نصدر البترول ، وحكومة الخرطوم استنزفت مواردنا خلال السنوات الماضية ، واجبرتنا علي توقيع اتفاق تقاسم الثروات بصورة جائرة علي حد قوله.
واضاف : " احتكرت الخرطوم معامل التكرير ، لجني المزيد من اموالنا ، وقامت بالحد من توريده الي مدن الجنوي للضغط علينا ، مما ساهم في هذا الارتفاع الجنوني لاسعاره مما انعكس علي توقف محطات توليد الكهرباء التي تعتمد علي وقود السولار او تاخر افتتاح محطات مصرية لتوليد الكهرباء ، وتحويل العديد من المدن الي ظلام معظم اوقات الليل وتوقف الكثير من المرافق عن العمل ، مما ادي الي صعوبة المعيشة.
وتسببت ازمة نقص السولار في لجوء حكومة جنوب السودان لتعويض العجز من خلال استيراده عبر الدول الافريقية المجاورة مثل اوغندا وكينيا ، مما انعكس الي دعم العلاقات بين جنوب السودان والدولتين الجارتين وتوترها مع السودان .
ومن جانبها قالت جاكلين 40 عاما " معلمة" : "عبر عقود مضت تم تهميشنا من حكومة الخرطوم ، وعاملونا ك"عبيد" ولسنا مواطنين لنا نفس الحقوق ، وكانت النظرة الغالية اننا مجرد " عبيد" ومواطنون من الدرجة الثانية نعمل لديهم ويغدقوا علينا من فتات خيرات بلادنا ، رغم اننا مسالمون ، ونحمد الله علي اننا حصلنا علي استقلالنا.
واستطردت قائلة : قبل 5 سنوات لم تكن هنا في اي مدن جنوبية طرق او بنية او مرافق ، ومما اثلج صدورنا اننا حققنا خلال هذه السنوات بفضل جهود الرئيس سيلفا كير ما لم نحققه طوال العقود الماضية من حكم دولة السودان.
بينما اكدت ابوك نقونق وهي عضو في البرلمان في جنوب السودان – التقيناها خلال رحلة الطائرة من القاهرة الي جوبا الاربعاء الماضي - ان التحديات التي تواجها الدولة الجديدة هي الفساد الذي صنعه حكام الشمال علي مدار العقود الماضية ، لان الشمال هو من افسد الجنوب علي حد ما اكدته موضحة ان سيلفا كير يقوم حاليا بجهود كبيرة لمحاربة الفساد لمنع تفشيه في بلادنا والقضاء عليه.
وقالت نائبة البرلمان انها تكن الاحترام لمصر التي قامت بتعليم ابناءها الستة والكثير من مواطني جنوب السودان مضيفة انها عاشت سنوات في مصر بمدينتي الاسكندرية حيث كان يعمل زوجها استاذا بجامعة الاسكندرية ثم عاد الي جنوب السودان حيث شغل منصب وزير التربية والتعليم في حكومة جنوب السودان حتي عام 2003 ، وهو ما يستلزم ان تكون اولوية التسهيلات في مشروعات الجنوب للمصريين.
واضافت :" انني اؤمن بمبدأ ان يستفيد الجميع من التعاون المشترك بين البلدين لان مصر دولة "سمحة" علي حد ما ذكرته نائبة البرلمان مشيرة الي اهمية تفعيل التواجد المصري في الجنوب لصالح الشعبين.
حركة انشاءات كبيرة تشهدها الدولة الجديدة خاصة في مجال الاسكان عبر البدء في اقامة البنايات السكنية الجديدة التي يغلب عليها الطابع الاوربي من ناحية التصميم، ذات الثلاثة طوابق للحد من زيادة الكثافة السكانية الكبيرة بالمدن لتقليل الضغط علي المرافق بالمدن بالاضافة الي تحويل الطرق الترابية داخل العاصمة "جوبا" الي طرق اسفلتية حديثة ، وكان لافتا وجود اعمدة اناره تعتمد علي الطاقة الشمسية في الشوارع الرئيسية بالمدينة وخاصة الطريق المؤدي الي مطار جوبا الدولي او سيارات نقل وخاصة حديثة ، وخلو شوارع العاصمة من الموديلات القديمة.
وفي السياق نفسه اكد مراقبون بالعاصمة ان اسرائيل دخلت بقوة من خلال تقديم دراسات لاقامة مشروعات عملاقة في جنوب السودان تغطي مجالات الطاقة والاسكان ومشروعات مياه الشرب والطرق ، رغم ان مصر قدمت منح لاقامة مشروعات لحفر الابار الجوفية لاقامة شبكات لمياه الشرب في عدد من المدن مثل جوبا وواو ، او من خلال المساهمة في اقامة مشروعات توليد الطاقة الكهربائية ، وتغطي المحطات المصرية ما يقرب من 20% من اجمالي الطاقة الكهربائية المستخدمة في 10 مدن جنوبية.
الا ان تواجدا عربيا عربيا ظهر بقوة من خلال الرغبة في الاسنثمار السياحي متمثلا في الطفرة الفندقية التي تشهدها مناطق عديدة بالعاصمة جوبا تقودها الامارات ولبنان بالاستعانة بخبرات فندقية مصرية وعمالة من اوغندا وكينيا واثيوبيا، بينما كان مستغربا ان رجال اعمال سودانيين الذين اكدوا ان الاستثمار في جنوب السودان حيوي ويكشف عن اهمال الخرطوم لمنطقة ستشهد مستقبلا واعدا مضيفين انها ستتحول الي دولة اقنصادية كبيرة بسبب الدعم الدي ستلقاه من الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل واوروبا.
واعتبر مراقبون للاوضاع في السودان ان تضاعف الاستثمارات الاجنبية في الدولة الجديدة يشكل ضغطا كبيرا علي السياسة المصرية ، وهو ما يعني ضرورة قيام القاهرة بتنفيذ حزمة من التوصيات والقرارات السريعة لضخ استثمارات مصرية لاعادة التوازن بالمنطقة وضمان استمرار التواجد المصري في جوبا للحفاظ علي المصالح المصرية في مياه النيل.
وتخطط حكومة سيلفا كير للبدء في اجراءات نقل ادارة الدولة والاجهزة الحكومية المركزية الي مدينة "رامشيل" الجديدة بولاية البحيرات التي تبعد 75 كم الي الشمال من العاصمة الحالية ، وهو ما فسره المراقبون للشان في جنوب السودان بمحاولة سيلفا الابتعاد عن شبح القبلية الذي تعاني منه العاصمة التي يسكنها اغلبية من قبيلة "البارية" ، بينما ستضم العاصمة الجديدة جميع القبائل الجنوبية بصورة تضمن التوازن السكاني بين جميع القبائل فيها في حين تشكل قبيلة "الدينكا" التي ينتمي اليها سيلفا اغلبية السكان للدولة التي يقطنها 10 ملايين نسمة.
وفي احدي المدارس الابتدائية في العاصمة "جوبا" ، والتقينا ب"روجينا جريون" التي تعمل وكيلة لمدرسة "بوان" الابتدائية حيث قالت انها المدارس في الجنوب تواجه مشكلة المناهج الدراسية حيث بدات الحكومة بعد الاستقلال في توحيد الدراسة لتكون باللغة الانجلبزية ، وان تكون هناك فصولا لاستكمال الدراسة بالمناهج العربية للجنوبيين العائدين من الشمال تمهيدا لتعميم الدراسة باللغة الانجليزية وان تكون اللغة العربية مادة واحدة فقط ضمن المناهج الدراسية، وهو ما فسره مراقبون بانه مقدمه لاندثار اللغة العربية نهائيا من الجنوب السوداني خلال عقدين من الزمان.
ورغم ذلك تؤكد روجينا ان ذلك لايعني نوعا من الكراهية للاسلام ولكنه تاكيد علي اهمية المواطنة داخل الدولة الجديدة وان يكون الدين لله والوطن للجميع وانه لا للعصبية القبلية ، وليس غريبا ان تجد بعض الاسماء الاسلامية مثل زينب وعواطف ونورا وزهرة ونفيسة ورستم ونزار لشخصيات مسيحية او اسماء لورو وجاكلين وبولا لمسلمين.
وحاولنا التلميح بالتساؤلات الت تدور حول موقف الجنوبيين من حصة مصر من مياه النيل ، وعندها تدخلت قائلة : لا داعي لاهذه المخاوف التي يرددها اصحاب المصالح التي تسعي لتفرقة شعب نهر النيل ، فالله هو الذي خلق النهر ، وعلينا ان نشارك الجميع في موارده دون ان نسبب الضرر للاخرين لان مصيرنا واحد ، ونحن نبحث عن "الجار الثاني" وهو مصر، وانها تتوقع توطيد العلاقات مع مصر بعد قيام ثورة 25 يناير.
الا ان هذا الراي يتناقض مع راي عدد من المواطنين او شخصيات رسمية احتجت علي محاكمة الرئيس السابق مبارك ، بينما اكد مصدر رفيع المستوي حزنه علي مصير مبارك بعد الثورة مشيرا الي ان مبارك كان له دور في حصول دولة جنوب السودان علي استقلالها عن حكومة الخرطوم ، بينما اعرب مسئول رسمي عن امنيته في استضافة مبارك في حالة صدور قرار بالعفو عنه من الرئيس القادم لمصر.
وفي سياق متصل قالت مصادر حكومية انه من المقرر ان تعتمد الحكومة خطة جديدة لزيادة التعاون مع جنوب السودان تتضمن تقديم حزمة من التسهيلات لرجال الاعمال والقطاع الخاص لزيادة التواجد المصري في دول حوض النيل ومنها جنوب السودان تستهدف زيادة معدلات التنمية في هذه الدول وتضمن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي ، بينما رحبت مصادر في جنوب السودان بالمقترحات التي تطالب باقامة كونفدرالية بين دول حوض النيل تضم مصر والسودان ستقضي علي خلافات دول الحوض بسبب موضوعات تقاسم المياه ، وتنهي اية نزاعات مستقبلية قد تنشأ بسبب هذه الخلافات.
بينما قرر الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة إيفاد وفد رسمي من الشركات التابعة للوزارة للمشاركة في ورشة العمل التي نظمتها وزارة الري في عاصمة جنوب السودان وتكليف الوفد بسرعة الانتهاء من تركيبات محطة توليد الكهرباء الرابعة الواقعة في مدينة "برومبيك" في ولاية البحيرات.
وشدد يونس في تعليماته للوفد بضرورة التنسيق مع وزير الكهرباء في جنوب السودان للترتيب لافتتاح المحطة الثالثة في مدينة "يامبيو" بولاية غرب الاستوائية الشهر المقبل وذلك في اطار خطة مصر لزيادة نسبة التغطية الكهربائية في جنوب السودان لاكثر من 5 % ، بينما أكد المهندس حسني الخولي رئيس شركة هندسة النظم الكهربائية والمشرف علي مشروع انشاء 4 محطات لتوليد الكهرباء بطاقة تصل الي 11 ميجا وات انه بدخول المحطات للخدمة فمن المتوقع ان تكفي لتلبية احتياجات مدن واو وبور ويامبيو وبرومبيك، وتغطي احتياجات الانارة في 60 الف منزل " 500 الف نسمة" وتم تمويلها ضمن المنحة المصرية لجنوب السودان والبالغة 158 مليون جنيه.
ومن جانبه اكد المهندس حسام الطوخي المنسق المصري للتعاون مع دول حوض النيل بوزارة الري ان مصر تعكف حاليا علي اعداد التصميمات والرسوم النهائية لسد "واو" المقرر اقامته في جنوب السودان موضحا انه من المقرر الانتهاء منها خلال 8 شهور من الان.
واوضح الطوخي ان السد الجديد هو متعدد الأغراض في الدولة الجديدة ، يعد أول سد متعدد الأغراض سيتم إنشاؤه فى جنوب السودان لتوفير الاحتياجات المائية للسكان بالمنطقة من خلال تخزين كمية من المياه تبلغ 1-2 مليار متر مكعب وتوليد طاقة كهرومائية من 6 إلى 8 ميجاوات .
واوضح انه سيتم إنشاء محطة لمياه الشرب لخدمة 500 ألف نسمة وتوفير المياه لزراعة مساحة تتراوح ما بين 30 الي 40 ألف فدان بالري التكميلي لافتا الي ان المشروعات المصري في جنوب السودان تستهدف حل مشاكل تزايد فواقد مياه حوض بحؤ الغزال.
واشار الي ان جنوب السودان يعاني من مشكلة تزايد الفواقد المائية لاحواض الانهاؤ التي تشغل مساحات كبيرة من الدولة الجديدة التي تصل مساحاتها لاكثر من 700 الف كم متر وخالية من المناطق الصحراوية لافتا الي انه لا يصل الي النيل الابيض من حوض بحر الغزال سوي نصف مليار متر مكعب من المياه رغم ان اجمالي المياه الواردة اليه تصل لاكثر من 15 مليار متر مكعب بينما تقدر دراسات علمية سابقة اجمالي الفواقد المائية في جنوب السودان اكثر من 36 مليار متر مكعب منها 15 مليار متر مكعب في حوض بحر الغزال ومثلها في حوض بحر الجبل ، 6 مليارات في حوض بحر السوباط.
واضاف الطوخي : كل هذه المشكلات تجعل من المهم ان يكون هناك دور مستقبلي لمدرسة الري المصرية في رفع كفاءة الموارد المائية لاحواض الانهار في جنوب السودان بما يرفع من معدلات التنمية المستدامة لتحقيق الاستفادة المشتركة لمشروعات استقطاب فواقد مياه انهاره لصالح جنوب السودان ومصر والسودان.
وطالب باهمية اليات "التحرك الناعم" من خلال العلاقات الشعبية والرسمية وتفعيل التعاون المشترك في جميع المجالات سواء المياه او توليد الكهرباء او مشروعات مياه الشرب او النقل او السياحة ، كما طالب باحياء دور الزمن الجميل للاجيال الجنوبية التي تعلمت في الجماعات والمدارس المصرية موضحا ان لهم دور كبير في تدعيم الدور المصري في جنوب السودان لارتباطهم بذكريات اجتماعية خلال فترة اقامتهم في مصر في سبعينيات القرن الماضي.
واوضح الطوخي ان مصر تقوم حاليا بتنفيذ خطة لتطهير المجري الملاحي في حوض بحر الغزال عبر دراسة يقوم بها احدي المعاهد المتخصصة التايعة لوزارة الري مشيرا الي ان مشروع تطهير المجري يتضمن ايضا اقامة مراسي نهرية في هذه المناطق لخدمة النقل النهري فيها.
ومن جانبه كشف المهندس محمد عبد اللطيف مدير عام ابحاث النيل الجنوبي في جنوب السودان عنه انه يجري حاليا اعادة تأهيل وتجديد المحطات الرئيسية للأحواض المائية بجنوب السودان والتي توقفت منذ خمسينات القرن الماضى وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة بهدف توفير البيانات اللازمة لمشروعات إعمار جنوب السودان مشيرا الي انه تم الانتهاء من تأهيل أول ثلاث محطات رئيسية (جوبا-ملكال-واو) كمرحلة أولى موضحا انه تم إعداد ومراجعة كراسة الشروط والمواصفات لعقد عملية تأهيل وتجديد محطات المرحلة الثانية والتى تشمل ثلاثة محطات ( منجلا – بور - بنتيو) بتكلفة تقديرية مليون ، 200 الف دولار تمهيدا للبدء في تنفيذها.
ومن جانبه قال المهندس احمد بهاء الدين رئيس بعثة الري المصرية بالسودان ان مصر ستقوم بتنفيذ العديد من مشروعات مياه الشرب لتفعيل التعاون المشترك مع دول حوض النيل موضحا انه سيتم تنفيذ مشروعا لحفر الآبار الجوفية وإنشاء مجمعات لمياه الشرب النقية بتكلفة تصل الي 6 ملايين دولار موضحا انها تستهدف إنشاء مجمعات لمياه الشرب من خلال حفر 30 بئرا جوفيا ، بالاضافة الي اقامة العديد من الخزانات العلوية وخطوط توزيع تنتهي بمجمعات عمومية لاستخدامات الأهالي في الحصول علي مياه الشرب .
وأضاف بهاء الدين انه تم الانتهاء من تنفيذ إنشاء معمل مركزى لتحليل نوعية المياه بجوبا والذى يعد أول معمل من نوعه يتم إنشاؤه فى جنوب السودان بهدف إجراء كافة أنواع التحليلات لنوعية المياه للحد من مصادر التلوث والآثار البيئية السلبية موضحا انه الانتهاء من التجهيزات الداخلية وتركيب الأجهزة الخاصة بالمعمل ، واعداد طاقم تشغيل للمعمل.
وقال المهندس عصام السمنودي مدير ابحاث النيل الشمالي بمدينة الخرطوم أن الاولوية ستكون لمشروع تطهير المجارى المائية بحوض بحر الغزال من الحشائش المائية بتكلفة تصل الي 13 مليون دولار موضحا انه يهدف إلى تطهير المجارى المائية بحوض بحر الغزال وتطهير كل من نهر الجور وبحر الغزال الرئيسى من مدينة واو وحتى مدينة بنتيو وصولاً إلى بحيرة نو بالإضافة إلى خور يرجل وإنشاء عدد مرسيين نهريين رئيسيين الأول بمدينة "واو" والثانى بمدينة "بنتيو" لخدمة الملاحة النهرية وربط حوض بحر الغزال ملاحياً بالنيل الأبيض.
واضاف السمنودي انه تم الانتهاء من أعمال تطهيرات خور "لوكولوكو" بطول 6 كم داخل مدينة واو ، والذي ساهم فى التحكم فى الفيضانات والحد من انتشار الأمراض والأوبئة في العديد من مناطق جنوب السودان ، بالاضافة الي انه يجري حاليا تطهير شبكات صرف الأمطار والسيول بمدينة ملكال بإجمالي أطوال 14 كم وتم الانتهاء من حوالي 8.175 كم.
واشار الي انه سيتم طرح عقد أعمال تطهير المجارى المائية بحوض بحر الغزال وتشمل نهر الجور وبحر الغزال الرئيسى من مدينة واو وحتى مدينة "بنتيو" وصولاً إلى بحيرة "نو" بالإضافة إلى تطهير خور "يرجل" بتكلفة اجمالية تصل الي 5 ملايين دولار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.