أنس الفقى مشادة كلامية وقعت أمس بين الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى والسيد أنس الفقي وزير الإعلام خلال مداخلة تليفونية لوزير الإعلام لبرنامج "90 دقيقة " والذي يقدمه الاعلامى معتز الدمرداش وكان يستضيف الدكتور مصطفى الفقى للحديث عن ثورة 25 يناير ، عقب اتهام الأخير بأنه غير واضح وانه في بعض الأحيان يكون معارض وفى أحيان أخرى يكون مواليا للنظام وأنه " متذبذب " في مواقفه ، بدليل أنه كان من أكثر المؤيدين والمباركين لكل خطوات الحزب وقراراته وكان من المندفعين لأقصي حد للدفاع عن الحزب بينما اليوم وقف ليعلن أمام الجميع عكس ما كان يدافع عنه . من جانبه كشف مصطفى الفقى : أنه تعرض لعدد من المضايقات والتهديدات في رسائل تليفونية ورسائل وصلته مؤخرا من اشخاص مجهولين بسبب اعلانه عن انسحابه من الحزب الوطنى ، معلنا أنه لا يعنيه كل هذا طالما انه يدافع عن وجهة نظره ، مشيرا الي أنه لم يكن فى الحزب سوى مجرد عضو عادى ولم يكن عضوا في أمانة السياسات أو عضوا في هيئة المكتب ، وأن حضوره في بعض جلسات أمانة السياسات كان مجرد مجامله له لآ أكثر ، مؤكدا أن تغير رأيه من وقت لآخر دليل علي صدقه وعدم انحيازه . ولفت مصطفى الفقي الي أن وقوفه مع الحق دائما وفي جانب الصواب هو الذي جعل الفقي يدعي أنني " مذبذب " وهو " معذور"، مشيرا الي أنه لم ولن يسئ لأسرة الرئيس مبارك خلال الأيام الماضية أو المقبلة ، كما أنه وجه رسالة للرئيس مبارك من قناة المحور وعلي الهواء مباشرة خلال عيد ميلاده الماضي طالبه خلالها بضرورة رسم خارطة طريق للشعب المصري وقال مصطفى الفقي : " هذه المداخلة لا محل لها من الإعراب وأنس يسعى لإحراجي بمكالمة " مدبرة ومتعمدة "، لكن الجميع يعرفونني كمفكر مستقل ويعرفون أنني شريف بل يعرفون أنني أنا الشرف نفسه وأنني لم أخرج من جلدي في 24 ساعة ، مؤكدا أنه ترك الحزب الوطني لئلا أحمل الحزب أكثر من الازم بسبب مواقفي وارائي ، كما أنني لا أريد تحمل تبعة القيود التي يفرضها علي الحزب لأقول ما أريد دون حرج . وتابع مصطفى الفقي أنا لست مثل الذين يسبحون بحمد السلطة وعندما يخرجون يغيروا مواقفهم وغدا نري الوزير أنس الفقي بعد خروجه من السلطة ماذا سيقول للناس ، وأنا أقدر ظروفه وأعرفها ولذلك قلت إنه معذور . وشدد مصطفى علي ضرورة تخلي الرئيس مبارك عن رئاسة الحزب الوطني مؤكدا أن تخلي الرئيس عن الحزب سيجعل من الحزب الوطني حزب عادي جدا ، كما أنه سيجعل السباق حر . وأكد مصطفى أن عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية هو أقرب المرشحين لخلافة مبارك لأن الشعب يعرفه كما أنه يتمتع بشعبية بين المصريين وله علاقات دولية وعلاقات جيدة بالعالم العربي كما أنه أبدي إرهاصات استعداده للترشح لمنصب الرئيس بخلاف الدكتور أحمد زويل أو البرادعي مؤكدا أن البردعي أقرب من رئيس حكومة عن رئيس دولة لأن قيادة الدولة تحتاج للمسة و كاريزما كما أنها تحتاج لسياسي له تاريخ أو عسكري متقاعد، بينما زويل عالم جليل وله وزن وهم جميعا أسماء تزين مصر لكن مش بالضرورة يكون أحدهم في المنصب الأول . وأكد مصطفى الفقي أن التراخي في ردود الأفعال والاستخفاف بمطالب الشباب هو الذي تسبب في ارتفاع سقف المطالبات مشيرا الي أن تجاهل الشباب خلف مرارة في حلقهم أدت الي ما نشاهده الآن في ميدان التحرير مؤكدا أن الإجراءات الإصلاحية السريعة هي الحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية من خلال تقديم جدول زمني وخطوات تنفيذية محددة للخروج من الأزمة . ، لأن إصرارنا علي خروج المتظاهرين من ميدان التحرير سيؤدي الي عواقب وخيمة لأنه " مش هيحصل " ، فقط بالتغيير والإصلاح سيجعلون بقائهم في الميدان مجرد بقاء رمزي . وقال مصطفى الفقي : للأسف الشديد قيادات الحزب الوطني إختلط عليهم الأمر فتعاملوا مع الشعب المصري كما يتعاملون مع شركاتهم في أسلوب الإدارة مؤكدا أن فكرة التصعيد في الحزب الوطني لم تكن موجودة حيث حل محلها الإعلان عن عدد من الأسماء وبمجرد الإعلان تجد التثفيق الحاد ، وهو ما جعل نقد الحاكم أو السياسات غير متاح . وشددمصطفى الفقي علي ضرورة التواصل مع الشباب مشيرا الي " الفيس بوك " لا يخلق قيادات ولكنه يخلق تجمعا وهو ما يستدعي العمل علي عودة الثقة بين الشباب والقيادات مؤكدا أن التعامل بشكل مباشر مع الشباب أفضل بكثير من الوسطاء ولجان الحكماء . ولفت مصطفى الفقي الي أن التعامل الخاطئ مع الشباب من البداية أدي لزيادة أزمة الثقة لأنه لا يمكن أن كون حسن النية ثم أقطع الإتصالات والقطارات وأعلن حذر التجوال وهي جميعا تصرفات قمعية . وشدد مصطفى الفقي علي ضرورة عدم المكابرة والإعتذار للشباب عن الأخطاء التي وقعنا فيها مؤكدا أن إعتذار رئيس الوزراء عما بدر من بعض المؤيدين للرئيس مبارك كان بمثابة الأسلوب السحري ، مشيرا الي ضرورة إعلان الدولة أن الذين لقوا مصرعهم خلال الأحداث إنما هم شهداء بحيث نقدم جميعا وفي مقدمتنا الرئيس مبارك العزاء لأسرهم ونبدي تعاطفنا معهم .