ا تزال أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر تلقي بظلالها على المنشورات الأدبية وقد ادت الصدمة الناجمة عن هذه الأحداث خلال عشر سنوات الى كتابات تتطرق الى الفراغ المادي والمعنوي الذي خلفه انهيار برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك. يستعرض الكاتب الأميركي جوناثان فرنزن في كتابه الذي يحمل عنوان "فريدوم" (الحرية) حصيلة هذا العقد القاتم في بلد تنهار فيه أسسه الزوجية والعائلية والأخلاقية. ويروي هذا الكتاب الذي يستند إلى أحداث واقعية والذي اعتبر من الكتب الأكثر رواجا في الولاياتالمتحدة قصة عائلة برغلوند. وتشكل أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر خلفية الرواية لكن الاخطاء السياسية والعسكرية والدبلوماسية التي تلت ذلك وحرب العراق، الى جانب وضع الكوكب الذي يواجه خطرا، تحتل حيزا كبيرا في الرواية. قليلون هم الكتاب الذين تجرأوا على وصف الروع والهلع اللذين سادا حينذاك فكان الفرنسي، فريديريك بيجبيدير أول من أقدم على "وصف ما لا تصفه الكلمات" في كتاب "ويندووز أون ذي وورلد" في العام 2003. وقد شرح أن "السبيل الوحيد لمعرفة حقيقة ما حدث في الطابق رقم 107 من البرج الشمالي في مركز التجارة العالمي في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 ما بين الساعة الثامنة والنصف والعاشرة والنصف هو ...تأليفه". وتجري أحداث رواية "آن برييان أفونير" (2008) للكاتبة الفرنسية كاترين كوسيه التي تعيش في نيويورك في أوساط المهاجرين الذين عايشوا الكارثة. أما البريطانية مارتين آيميس التي نشرت في العام 2007 كتاب "ذي سيكوند بليين" الذي يضم سلسلة من المقالات والروايات والأبحاث فقالت "لا نزال في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر فهذا التاريخ لا يزال يلقي بظلاله المريعة والغامضة على حياتنا اليومية". وتلقى هذه الفكرة صداها في كتاب "إن ذي روينز اوف ذي فيوتشر" (تشرين الثاني/نوفمبر 2001) للكاتب الأميركي دون ديليلو الذي يؤكد "الفراغ يسود السماء والكاتب يحاول أن يعيد إلى هذا الحيز الذاكرة ويعطيه معنى". وكان هذا الكاتب في العام 2008 قد وصف في كتابه المعنون "فولينغ مان" حالة ناج مصدوم يتسكع في ضلاله. وفي العام عينه حصد كتاب "تيروريست" لجون أوبدايك نجاحا باهرا في الولاياتالمتحدة لكن الانتقادات لم توفره بعد وصفه لمسيرة طالب شاب اسمه أحمد يتحول الى الجهاد. وفي العام 2009، أصدر الكاتب فيليب روث كتاب "إكزيت غوست" الذي يروي قصة شخصيته المعروفة زوكيرمان الذي عاد إلى نيويورك عند زوجين ذهبا مثله للعيش في مكان "لا تسقط فيه الطائرات المحملة باسلاميين على الرؤوس". ويتخيل بول أوستر الذي رأى البرجين ينهاران من منزله في كتاب "مان إن ذي دارك" أميركا التي لم تعرف يوما أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الذي هو على حد قوله "النهار الأطول والأشنع في حياتي". ويختم هذا اليوم أيضا أحداث رواية "ذي إمبيرورز تشيلدرن" للكاتبة الأميركية من أب فرنسي كلير ميسود التي تصف حياة ثلاثة أفراد في الثلاثين من العمر يعيشون في أوساط نيويورك المثقفة والمواكبة لأحدث صيحات العصر. أما رواية "ذي غود لايف" لجين ماك آينرني (2007) فهي تبدأ بمأدبة عشاء في 10 أيلول/سبتمبر 2001. وفي اليوم التالي، تنفتح أبواب الجحيم على الأبطال الذين يحاولون منذ ذلك الحين نسيان هذه الأحداث. وترتكز رواية الكاتب الإيرلندي كولم ماك كان المعنونة "ليت ذي غريت وورلد سبين" (2009) على إنجاز بهلواني فرنسي رقص على البرجين التوأمين في العام 1977 في رؤية استشرافية لأحداث العام 2001 التي لا ذكر لها في الرواية لكنها مخيمة بظلالها. ويشار إلى ان هذه الاحداث قد أثرت مباشرة على الكاتب الذي كان حموه في أحد البرجين. وفي صورة استثنائية، يشكل الحادي عشر من أيلول/سبتمبر في رواية "إيه ديزوردير بيكوليير تو ذي كونتري" للكاتب الاميركي كين كالفوس فرصة لزوجين يكرها بعضهما البعض ويأمل كل منهما وفاة الآخر في الأحداث