محمد بديع المرشد العام للأخوان شيئا فشيئا تتضح النوايا السياسية لجماعة الإخوان المسلمين فمن خلال المؤتمر الذي نظمته أمانة حزب الحرية والعدالة في محافظة الجيزة تحت عنوان "آفاق المستقبل"، تحدث محمد مرسي رئيس الحزب، إلى الآلاف ممن ينتمون للجماعة و تركوا الميدان بعد أن توجهوا رأسا إلى المؤتمر. تحدث موسى عن "عجلة الإنتاج"، وهي نفس العجلة التي تحدث عنها إسماعيل فهمي القائم بأعمال رئيس اتحاد العمال الرسمي، وتحجج بها لتبرير عدم مشاركة عمال الاتحاد في مليونية "الثورة أولا". "مرسي" الذي غادر الميدان إلى المؤتمر دعا المصريين إلى زيادة الإنتاج حتى يمكن إدارة شؤون البلاد وطالب بالعمل في الشركات والمصانع، نصف يوم الجمعة، حتى تتحقق مطالب الثورة! الخطاب الاخواني الجديد عن الانتاج والاقتصاد الذي تدهور بسبب المظاهرات، يكاد يتطابق مع خطاب فلول الوطني للهجوم على الثورة. مرسي قال إن "مصر تمر بعنق الزجاجة وتواجه تحديات داخلية وخارجية، هي بقايا النظام البائد، وأمن الدولة، والبلطجية، ورأس المال الفاسد، والقوى الأجنبية التى تريد إجهاض الثورة. ولم يفوت الفرصة لشن هجوم حاد على "المبادئ فوق الدستورية"وهو يؤكد على أن الشعب هو من أعطى المجلس العسكري شرعيته ليتولى السلطة", ودعا القوى السياسية للتكاتف من أجل الاستعداد للانتخابات البرلمانية. أما نائب رئيس الحزب عصام العريان فركز حديثه عما وصفه ب "المؤامرات الخارجية دون ذكر مؤامرة واحدة ، وقال إن "الشعب المصرى سيلتف حول المجلس العسكري إذا تعرض لضغوط من قوى خارجية" وحذر من المتاجرين بأحلام المصريين لتحقيق أجندات خارجية. خطاب الاخوان في المؤتمر، وحالة الاستقطاب التي يتبناها قادتها لم تختلف كثيرا عن أدائهم داخل المديان، فقد قرروا منذ اللحظة الأولى التي دخلوا فيها االتحرير أن يكونوا على انفراد ، من خلال منصة خاصة بهم ، يرددون خلالها شعارات خاصة بهم ، أغلبها يؤيد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتطالب بسرعة إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وقد وقعت أثناء المليونية عدة مشاجرات أمام منصة الجماعة قرب مجمع التحرير، حيث تواجد طوق بشرى كبير من شباب الإخوان منعوا أى شخص غير مرغوب فيه من اعتلاء المنصة. وكان أبرز المتواجدين علي منصة الاخوان القيادي والنائب السابق ومحمد البلتاجي، والداعية الشيخ صفوت حجازي. أحد المتظاهرين كان حريصا على توجيه رسائله إلى الإخوان من خلال لافتات حملت عبارات "لا أحزاب ولا إخوان .. الشعب المصري في الميدان". بينما رفضت القوى السياسية صعود منصة الإخوان، مثل الدكتور جمال زهران والدكتور عبد الجليل مصطفي، المستشار زكريا عبد العزيز. انسحاب الاخوان من الميدان من الخامسة حتى السابعة،لم يشكل تأثيا كبيرا بعد أن اعتمدت جمعة الثورة أولا في رهانها على صمود الكتلة الصامتة التي قررت الاعتصام حتى تتحقق كافة مطالب الثورة.