كأن الدويقة مكتوب عليها أن تعيش فى حزن والم على الدوام فبعد إنهيار الصخرة على السكان فى 2008م، وسقوط المئات من الضحايا ما بين قتيل وجريح ومشرد لايجد مكان يأويه بعد أن تخلت الدولة عنهم ،فقد قامت الحكومة بأخذ بعض منهم وتسكينهم فى مدينة السادس من أكتوبر فى شقق لا تصلح للسكن الأدمى حيث لايوجد بها مياة أو صرف صحى حتى الكهرباء كانت عن طريق كروت للشحن المدفوعة مقدما ،وذلك على الرغم من وجود بلوكات كاملة التجهيز على بعد أمتار منهم فى مساكن سوزان مبارك -المخصصة أساسا لهم - وعاش الباقى فى الظلم مابين وعود حكومية لاتتحقق بالحصول على شقق تسترهم وواقع اليم لايرحم ،حتى قامت الثورة فإستبشروا خيرا بأنهم سيحصلون أخيرا على حقوقهم المسلوبة خلال سنوات الظلم الماضية ،لكن لم يحدث شئ وبقيت الامور كما هى فقرروا ان يأخذوا حقهم بأيديهم فأستولى كل واحد منهم على شقة فى المساكن الخالية التى كانوا ينظرون اليها بتمنى على مدار الاعوام ،ومضت شهور حتى فوجئ القاطنين داخل الوحدات بوجود عدد كبير من المدرعات يصل الى 13 وسيارتين للأمن المركزى قادمين إليهم لإخلائهم بالقوة الجبرية، ما قابله الأهالى برشق الأمن بالحجارة ردا على إطلاق الأعيرة النارية فى السماء لترهيبهم لاخلاء البلوكات من قاطنيه وتشريدهم فى شوارع الحى بدون اى مراعاه لظروفهم الانسانيه ادى ذلك الى تشريد اكثر من 500 اسره فى شوارع الحى يأكلهم الجوع والفقر حدثت بعض الانقسامات بين سكان الدويقة بعد إخلاء الوحدات وطردهم، فبعضهم رجح الدخول فى اعتصامات مفتوحة أمام منزل الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، وبعضهم فضل نصب الخيام بجوار مساكن "سوزان مبارك". المراقب قامت بجوله فى مساكن سوزان مبارك بحى الدويقه – نعم مازال اسم مبارك موجود فى كل ازمه مصريه- لمعرفه اخر التطورات فى المكان اول ماتجده امامك هو دموع الاطفال وخوف النساء من المستقبل المجهول الذى ينتظرهم بعد ان كانوا امنين مطمئنين بعد وجدوا اخيرا مكان يأويهم من الذئاب البشريه والبرد والجوع فى شقه 40 متر . ام مصطفى 60 سنه الى بتعمله الحكومه فينا ده حرام اروح فين انا واولادى اتشردنا ومفيش مكان نروحه دلوقتى بناتى هتنام فى الشارع ازاى احنا ملناش مكان نروح فيه وذهبت كثيرا الى الحى حتى ينظروا فى احوالى لكن مسئولى الحى لاينظرون الى الغلابه امثالى من اهالى الدويقه حيث كان ممنوع علينا ان نفكر مجرد التفكير فى السكن فى مشروع سوزان مبارك الذى كان يباع بخمسة الاف جنيه لبعض الغير مستحقين ولكن معهم اموال وعلاقات وكل شخص فيهم يملك اكثر من 10 شقق فى الحى بدون وجه حق الا حق انه مسنود . ذكى محسن على المعاش انا اتدينت وجبت عفش جديد لكى اسكن فى الشقه بعد ان وعدنا الحى والقوات المسلحه خلال الحمله السابقه انهم سيراعون من لديه حق فى السكن ومن يبلطج ويأخذ الموضوع بوضع اليد ولكن عندما جائوا هذه المره اخذوا العاطل بالباطل شردونا كلنا فى الشارع على الرغم من ان البلوكات التى اخلوها موجود فيها اهالى الدويقه المستحقين للمساكن فى الاصل ولم تذهب الحمله الى المناطق التى يحتلها البلطجية الحقيقيين فما ذنبنا نحن اهالى الدويقه حيث اننا منعنا فى السابق ايام النظام البائد فى تملك هذه الشقق عندما وقعت الصخره علينا واعطوا بعنا شقق فى مدينه اكتوبر لاتصلح للسكن الادمى على الاطلاق حيث انها حتى الان لايوجد بها مياه او كهرباء او حتى الصرف الصحى فيكيف يحدث ذلك وعلى بعد امتار منا اكثر من الف بلوك فاضى بدون قاطنين ولكنها اوامر الساده الكبار ، وعندما قامت الثوره تصورنا ان الوضع تغير ولكن ذلك غير صحيح ،حتى السيدات اثناء قوات الشرطه والجيش بعدم تنفيذ الاخلاء من خلال قيامهم بالافتراش أمام المدرعات، لمنع دخولها إلى المساكن، إلا أنها استمرت فى طريقها الأمر الذى دفعنا الى سحبهم من تحت عجلاتها ومن جهته أكد اللواء ياسين عبد الباري رئيس حي منشأة ناصر بأن المحافظة قامت بتوفير عدد من السيارات وعمال الإنقاذ لمساعدة الأهالي في نقل متاعهم من وإلى مساكنهمالجديدة ، وأن قوات الأمن المتواجدة واجهت المغتصبين والمعترضين الذين تبين أن ليس لهم أي دلالة بكشوف الحصر المسجلة لدى الحي .. وأشار ياسين إلى أنه سيتم الاستعانة بالقوات المتواجدة فور الانتهاء من عملية إخلاء الوحدات وتسكينها واستتباب الأمن بالمنطقة في إزالة كافة التعديات التي تمت خلال الفترة الماضية على الأراضي التي سبق للمحافظة إخلائها لوقوعها بمناطق خطورة واستغلالها كحرم آمن للجبل أو كملاعب جافة وذلك لعد صلاحيتها بالإقامة عليها. واضاف ياسين بأنه طبقاً لتعليمات المحافظ فقد تم تواجد فرق عمل من المياه والصرف الصحي لفصل المرافق عن كافة المنازل التي يتم إزالتها قبل البدء في عملية الإزالة لضمان عدم تسرب المياه إلى داخل الهضبة.