حضرة الصحفي القدير الأستاذ سيد علي أرجوك يكفي... أخي الأكبر وبلدياتي ابن الصعيد البار الأستاذ سيد علي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد... كان كاتب هذه الكلمات أخوك أبوالحسن ولد عمك الحج خلف الله من مدمني برامج التوك شو خصوصاً والبرامج الحوارية عموماً وكان أول دش أشتريه من النوع العادي وبه حوالي 25 قناة وكانت القنوات الداخلة في نطاق اهتماماتي قليلة بحيث لا تشفي غليلي فكنت أتابع ما تيسر منها على مدى خمسة أيام وهي من السبت إلى الأربعاء أما يومي الخميس والجمعة فكانت لياليها ثقيلة علي إذ لا يوجد فيها ما كان يعجبني من برامج مع أن من المفروض أن أقضي هذه الليالي الطاهرة في الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كما أمرنا بذلك. ولا أطيل عليك حتى جاء الإعلان عبر قناة المحور عن برنامج رائع يوزن الدماغ صح وهو برنامج 48 ساعة الذي كنت تقدمه في يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع مع الرائعة هناء سمري. كنت يا أستاذ سيد أجلس مبهوراً كلما شاهدت حلقات البرنامج فقد كان كل ما فيه مبهراً بالنسبة لي بدءً من الديكور والإضاءة ووصولاً للأداء الرائع الذي كنت تتميز به أنت والأستاذة القديرة هناء التي لا أرى فيها عيباً غير جمالها الزايد الذي يكسب الناظرين إليه كثيراً من الذنوب فكنت أتمنى دائماً أن تحفظ هذا الجمال الرباني عن أعين المتهوكين أما من الناحية المهنية فهي إعلامية من الطراز الأول ، وكم كنت فخوراً بك يا ابن الصعيد كلما أبدعت في شئ بالبرنامج فكنت دائماً ما أفتخر بك أمام زوجتي اليمنية وأخبرها للمرة الألف أنك صعيدي. وفي أيام ثورة 25 يناير كنت أرى فيك صاحب مبادئ تدافع عنها عندما كنت مع الرئيس مبارك قلباً وقالباً حتى قلت له بالحرف الواحد قبل خطاب التنحي بأيام (إحنا بنحبك يا ريس) ، ولكن بعد نجاح الثورة يا ابن الصعيد وجدت فيك إنسان آخر متناقض تماماً عن ما كنت عليه قبلها كأني لم أعرفك من قبل فها أنت تتغنى بمن تسميهم اليوم بالشهداء الذين كنت تهاجمهم بضراوة بالأمس القريب وها أنت تتهكم وتثلب الرئيس مبارك كل مميزاته فتقول عن مصر في عهده أنها كانت سجن مبارك ، وكم حزنت لأجلك عندما قلت مخاطباً شباب الثورة وكأنك تستجدي عطفهم (أهه يا جماعة أنا بقول أهه). أرجوك يا أخي وبلدياتي يكفي تهافت فإن الذين هاجمتهم بالأمس من صانعي الثورة بلا هوادة لن يصدقوك اليوم ولن ينسوا حلقاتك وأنت تأتي بفتاة قيل أنها صحفية بالأهرام على أنها عميلة أجنبية كمثال على عمالة شباب الثورة. وهنا أسألك سؤلاً كم هو صعب على نفسي أن أوجهه لرجل في قامتك ورتبتك وأتمنى أن تكون صادقا مع نفسك في الإجابة عليه هل كنت منافقاً بالأمس عندما قلت بنحبك يا ريس وتبت اليوم من نفاقك بسبك له أم أنك كنت مؤمناً بالأمس وكفرت اليوم (لا شك أني أقصد الكفر بالمبادئ وليس الكفر بالدين). وبعد هذا السؤال يا أستاذي العزيز أنصحك أن تتبع إحدى طريقتين أرى فيهما حفاظاً على قدرك الرفيع ومكانتك المرموقة في عالم الصحافة. أ: إما أن تحذو حذو بنت الأصول هناء سمري فتعتكف في بيتك ولو مؤقتاً فلا تتناقض أو تتنكر لمن مدحتهم بالأمس ودرت في فلكهم وتترك الساحة لمن شكلها وفرض واقعها الجديد لأنك مهما تقربت لهم لن تكون منهم إلا بتوبة علنية صادقة عن ما بدر منك في حقهم وعليك أن تقدم لهم من فروض الولاء والطاعة ما يرضيهم عنك ولا أظنهم سيرضون بسهولة لأن جرحك لهم ليس بالبسيط. ب: وإما تدافع عن مبادئك السابقة قبل الثورة من محبة وتعظيم الرئيس مبارك وتجعل من نفسك معارضاً شريفاً لو استطعت وساعتها سيحترمك الجميع أعداؤك ومحبوك. وأخيراً: أرجو ألا تزعل مني يا أستاذ سيد أو تجد في نفسك علي فأنا لم أقل ما قلت إلا محبة لك ولأني كنت في يوم من الأيام أحد أكثر متابعي ومحبي برنامجك 48 ساعة الذي فقد الإعلام المصري كثيراً بتوقفه. ملاحظة: قلت في بداية مقالي بأنني (كنت من مدمني برامج التوك شو) وهذا صحيح لكنه كان قبل ثورة 25 يناير أما الأن فلم تعد تستهويني هذه البرامج إلا نادرة وأفضل بدلاً منها هذه الأيام الجلوس مع أولادي لمشاهدة توم وجيري وعالم سمسم والتنين الصغير ، لأن الغالبية العظمى من البرامج الحوارية هذه الأيام تنصب في طلب ود صانعي الثورة مما يصعب على ضيوف هذه البرامج قول الحق إلا في حالة جاء على مزاج الثوار.