ما كنت أدرى أنى يوماً سأبكيها من بعد أن زحنا عنها طواغيها وما حسبتُ وأمالى تداعبنى أنى سأصرخُ من فتنٍ تواتيها لما زرعنا الورد فى الميدان جَملهُ ثم هتفنا سلميةٌ بيضاءُ نبغيها هو اعتصام من الطوفان يجرفنا والموت للنخبة من أسمى أمانيها وحين صدقت بالعزم همتها صعدْ هامان ظناً أن سيثنيها هو الطوفان يافرعون فاعتصمِ لا عاصمَ اليوم لا جبلاً سيعصيها قد خانَ عهدكَ من كنت تأتمنُ وما غَنَت عنكَ من كنتَ تُهاديها ثمانىَ عشرةَ ظلت تُوحدُها حتى غرق فانطبقت شواطيها ما إن هتفنا الأيدى واحدة بها سنمسحُ دمعة من مآقيها وبها سنبنى عزَ حاضُرها وبها نعيدُ المجدَ من مواضيها وحين صدقت بالعزمِ همتها وكان الموتُ من أسمى أمانيها ومن لم يصل صلاةً تحت قصفهم وتحت اندفاعِ الماءَ من مطافيها خسر الكثيرَ من الدنيا وبهجتِِها وتَمَنْعَت جنةُ الخلدِ حتى يُدانيها فلما كان يوم القنصِ والجملِ والمستعانُ على الطغيانِ باريها وما التفتنا إلا والغُشم غاشيةً من الحمقى ومن جهالِ واديها تُسَاقُ تَسوقُ الجِمالَ تدهسُنا تجوس فى الأزهار قتلاً وتشويها وأمساخٌ مهازيلُ أغراها تبطلها والجهل يُعمى وعضُ الفقرِ يطغيها وتحت خفِ الجِمالِ جَمالٌ انسحق وتوضأ الميدانُ من دمهم يصليها يايومَ عرسٍ اشتقنا لنحضرهُ أما العروسُ فتاجَ العزِ نُهديها هى درةُ البلدانِ من أبهى حواضرهُ عشتُ الليالىَ أحلمُ بالنورِ يجليها وما نمت إلا والسهد أرقنى من ظلمُ وإفساد سائد فيها مهما أراد لسانىَ أن يُبينهُ لا أستطيع له وصفاً وتشبيها قد همت منذ الصبا حبِاً لتربتَها والشعرُ من حسنها يُطرب روابيها وجوها الساحر يلهِمُهُ منْهَلَهُ والنيل يجرى بالحب يسقيها وطال عمرى ويوم العرس أنظره والتاج على شعرها عزة لأهليها والطرحةُ الحرةُ حريرُها سُدلٌ وردائها خيرٌ خضارٌ يغطيها وبركةٌُ من الرزاقِِ سرٌ ويعلمهُ أما القلوب تآلفت فى نواحيها والعدلُ عُمرىٌ والصدقُ صديقٌ وعيسى الحبِ يجمعها ويحييها ياصرخةٌ من الأعماقِِ أُرسلها إلى سماءٌ ربُ العرشِ بانيها أهيبُ بالناسِ أن يسعَوْا لنجدتِها بالروحِ بالدمِِ كى تعلو نواصِيها من فتنةٍٍ لمعانى كانت تُوحِدُنا راح العدو يغرسها ويُزجيها وكلما انطفأ أوارُ شُعلتِها مكرَ الأعادى لها والليلُ يُمسيها كأنما هى نفثاتٌ لشيطانٍ تخللت روحها فانصاعت غواشيها يامصر عذراً إن كان توحدنا تحت السيوف وكأس المر ساقيها وحين بالدمِ نلنا تحررنا قالت الغربانُ فيها أو اخفيها