دخل جاري في السكن مستشفي التأمين الصحي المسمي "مستشفي 6 أكتوبر" بالدقي مصاباً بجلطة في الساق.. قاموا بإجراء عملية تسليك للشرايين واستراح.. بعد يومين فقط أثناء وجوده بالمستشفي هاجمته عدة أمراض.. نزيف دموي رئوي.. وجلطة دماغية.. سيولة في الدم وفشل كلوي وأمراض أخري لا أعرفها. حاول ابنه تحريك أجهزة المستشفي لنجدته بلا جدوي.. طلب استدعاء استشاريين علي حسابه الخاص.. فماطلوه.. دخل الرجل في غيبوبة لم نعرف أسبابها.. ألح ابنه في عمل أشعة علي المخ فلم يستجيبوا!! مدير المستشفي لا يتابع.. يطلب الابن مقابلته فيخبرونه بأنه ليس موجوداً.. وأخيراً ظهر بعد فوات الأوان.. سأل الأطباء همساً عن الحالة.. وفهم الابن من المناقشة أن هناك لوماً من المدير للأطباء.. ولكن ماذا يفيد اللوم؟! أدخلوا الرجل العناية المركزة مساء الأربعاء فودع الدنيا فجر الخميس بعد فاصل من التصرفات الباردة لأطباء المستشفي. الأعمار محددة.. ولا راد لقضاء الله.. "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون".. لكن عندما يشعر أهل المريض أن المستشفي وأطباءه قاموا بما تمليه عليهم ضمائرهم وحاولوا اتخاذ كل الإجراءات الطبية اللازمة فإن هذا يخفف من ألم وحزن أهل المريض.. وعلي العكس إذا أهملوا تضاعفت آلامهم وأحزانهم.. وأطباء "6 أكتوبر ومديرهم" لم يراعوا الله في مهنتهم.. فطب بلا إنسانية يعني مجازر بلا شفقة أو رحمة. مات الرجل في الخامسة والنصف صباحاً.. لم يخرج أهله بالجثة إلا بعد الثانية ظهراًَ!! إجراءات عقيمة وروتين سخيف.. داخ ابنه ال 7 دوخات ليأخذ إشعاراً من المستشفي ليستخرج به تصريح دفن من مكتب الصحة.. ونفس الروتين في هذا المكتب.. الموظفون جالسون متجهمين.. "روح صور الاشعار صورتين.. روح صور البطاقة صورتين" التردد بين مكتبين متقابلين عدة مرات..!! ثلاجة المستشفي مليئة بالجثث.. دليل علي أن "عزرائيل" أوفد مندوباً دائماً ومقيماً بالمستشفي.. فالداخل مفقود والخارج أيضاً مفقود.. وهكذا يكون الطب في مصر!! ورغم كل ذلك يشهد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة مؤتمراً بشرم الشيخ تحت عنوان "معاً لمستقبل أفضل"!! أي مستقبل أفضل يا معالي الوزير والأمراض من كل نوع تفتك بالمواطنين.. سرطانات وفيروسات وفشل كلوي وفشل كبدي علي كل شكل ولون.. و9 ملايين منتفع جديد بالتأمين الصحي!! هل تري يا سيادة الوزير أنهم سينتفعون فعلاً؟! أترك الإجابة لضميرك.