خرج د. حاتم الجبلي وزير الصحة بأقل خسائر ممكنة في أول مواجهة ساخنة له مع نواب مجلس الشعب الجديد علي مدي جلستين برئاسة د. أحمد فتحي سرور حول العلاج المجاني والعلاج بقرارات علي نفقة الدولة ورغم حصار نحو 20 نائبا لوزير الصحة يتقدمهم د. زكريا عزمي نائب الزيتون الذي انفرد بتوجيه أول تحذير عاجل للوزير من المساس بالمرضي الفقراء وتحميلهم أي تكلفة لعلاجهم. رفض الجبلي خلال رده علي طلبات الاحاطة والاسئلة حسم الملفات الخلافية مع النواب ورغم الشكوي الجماعية من النواب بتأخر إصدار قرارات العلاج علي نفقة الدولة إلي نحو 20 يوما في المتوسط ورفض المستشفيات تنفيذ تعليمات الوزير ببدء العلاج قبل وصول قرار العلاج وهو ما يعرض صحة المريض للخطر ورفض الوزير أيضا ادراج الاشعات ضمن تكلفة قرارات العلاج. وفي الوقت الذي اعترف فيه د. الجبلي باستحداث نظام العلاج الحر في المستشفيات في الفترة المسائية إلا أنه سارع إلي التغطية علي احتجاجات النواب بالتأكيد علي نفيه بصورة قاطعة خصخصة المستشفيات أو المساس بالعلاج المجاني. وأكد أن تحديد 40% كحد أدني من عدد الاسرة في المستشفيات للعلاج المجاني لا يعني علي الاطلاق تقليص حجم العلاج علي نفقة الدولة ولكن يعني امكانية وصول النسبة إلي 100% مؤكدا أن ما صدر في اللائحة الجديدة الموحدة للمستشفيات جاء لتحقيق الاستغلال الانسب والافضل لموارد الدولة. اكد الجبلي ان العلاج المجاني باق وسيظل العمود الفقري للعلاج الذي تتحمله الدولة. ووعد وزير الصحة بمراجعة المدة الزمنية لاصدار قرارات العلاج مع المجالس الطبية ولاختصار هذه المدة مشيراً إلي أنه تم اضافة عشرة أمراض جديدة لقائمة الامراض التي تم تحديدها للعلاج علي نفقة الدولة وانه سيتم ادخال امراض العظام المطلوبة إلي قرارات العلاج علي نفقة الدولة في ظل كثرة الطلب عليها خاصة المفاصل والظهر. وانتقد د. زكريا عزمي تحديد الفترة المسائية بأجر وتساءل في سخرية "مواعيد إيه.. هو المريض رايح حفلة سينما ولا إيه" وانتقد عدم عرض الوزير اللائحة الجديدة للمستشفيات علي الحزب الوطني أو لجنة الصحة في البرلمان أو علي نقابة الاطباء. وقال موجها حديثه إلي الوزير من حقك ان تنظم المستشفيات ولكن ليس علي حساب الفقراء والمواطن الغلبان. وقال عزمي: لقد أعلن الرئيس حسني مبارك أمام البرلمان لا تصدقوا الشائعات التي تقول إن المستشفيات العامة سيتم تحويلها إلي استثمارية.. ووجه كلامه للوزير: أنت داخل علي الاقتصادي ثم علي الاستثماري انت صديق عزيز لكن نقول اللي لينا واللي علينا ومفيش داعي للاقتراب من الفقراء ولابد من علاج المواطنين بأسرع وقت. وشكا النائب حشمت فهمي من صعوبة استخراج قرارات العلاج وقال: منذ عشرة أيام مش عارفين نطلع قرار واطالب بعودة المجالس الطبية الي وسط القاهرة بدلا من مدينة نصر وتقسيمها إلي 4 مواقع تيسيرا علي المواطنين المرضي. وطالب عيد سالم بسد العجز في أسرة الرعاية المركزة والاطفال المبتسرين. تساءل د. حسين الصيرفي: هل يمكن لمريض التجمع الدموي أو انسداد الشرايين الانتظار حتي استخراج قرار الاشعة ثم آخر للتحليل ثم ثالث للدعامة في القلب؟ رافضاً ترك اصدار قرارات العلاج للاجتهادات الشخصية. وأكد د. الجبلي ان التأمين الصحي يقوم بصرف الدواء ولكن هناك ادوية يتم صرفها خارج قائمة التأمين وهو ما يشكل بعض المشاكل.