أصاب مواطني الثغر الرعب بعد انتشار مصانع "بير السلم" والتي تقوم بتصنيع ألعاب الأطفال من المخلفات الخطرة والمواد مجهولة المصدر وخاصة بغرب الإسكندرية.. وهي تباع علنا علي الأرصفة أمام موقف الميكروباص بمحطة مصر وأمام الجميع.. بل يوجد اقبال كبير عليها لأنها رخيصة وتباع بجنيه و5.2 جنيه. والمشكلة انه لا يوجد منزل يخلو من لعب الأطفال ويعتبرها الأطفال أفضل هدية لهم وخاصة إذا كانت الألعاب متعددة.. تم ضبط بعض مصانع بير السلم الذين يقومون بتجميع وتخزين مخلفات القمامة والمستشفيات الملوثة بالميكروبات والدم والأمراض وإعادة استخدامها في تصنيع ألعاب الأطفال وبيعها بالأسواق الشعبية.. وهو ما يشكل كارثة صحية قد تودي بحياة الآلاف من الأطفال الأبرياء الذين لا متعة لهم في هذه المرحلة سوي لعب الأطفال. كما انتشرت ظاهرة تغليف الأطعمة بأكياس بلاستيكية وخاصة السوداء والمصنوعة من مصانع بير السلم.. رصدت "المساء" هذه الحالة. يقول شريف محمد "40 عاما": عندي ثلاثة أولاد ودائما يطلبون مني شراء لعب الأطفال. فقمت بشراء مجموعة من اللعب من بائعي الأرصفة بمنطقة محطة مصر وبأسعار بسيطة بجنيه وب 5.2 جنيه والأفضل تباع ب 5 جنيهات.. وأنا لا أعرف مصدرها ولكني وجدت اقبالا كبيرا عليها من المواطنين فقمت بتقليدهم. ويقول علي بركات: لاحظت أن أولادي اعتادوا علي شراء كمية كبيرة من لعب الأطفال بأسعار بسيطة وعند سؤالي لهم من أين أحضروها قالوا من أحد بائعي الأرصفة. وتبين لي عدم وجود بيانات عليها. فقمت بإلقائها في الزبالة ونبهت علي أولادي بعدم شراء مثل هذه الألعاب نظرا لأنها مجهولة المصدر وتصنع من مخلفات المستشفيات والقمامة.. وأشار الي ان خطورة تلك الألعاب ان الأطفال يضعونها بالفم مثل العضاضة والزمارة رغم خطورتها علي الصحة وتسبب أمراضا عديدة. وأوضح أحمد محمد حامد "صاحب مصنع" ان هناك مصانع تقوم بتجميع مخلفات القمامة ومخلفات المستشفيات التي يحضرونها مثل السرنجات والقطن والشاش والمحاليل والأكياس. وإعادة تدويرها لتستخدم في تصنيع لعب الأطفال لتباع بالأسواق الشعبية.. أضاف أننا في المصنع نستورد أجزاء من لعب الأطفال من الصين ثم نقوم بتجميعها في الإسكندرية. وأشار الدكتور محمد عبداللطيف بمستشفي الحميات الي أن لعب الأطفال لها آثار خطيرة ومدمرة علي البيئة والانسان وأن تصنيع هذه الألعاب من مواد مجهولة المصدر أو المواد البلاستيكية الملوثة بمخلفات المستشفيات مثل زجاجات المحاليل والخراطيم في الأساتر تؤدي الي الإصابة بفيروسات الكبد الوبائي وفيروس B, C.. وأشار الي ان السبب الرئيسي في زيادة انتشار مصانع بير السلم هو ارتفاع هامش الربح نتيجة استخدام خامات ومعدات غير مكلفة من القمامة علي أن يعاد تدويرها بعد استخدام المواد الخطرة. وأكد الدكتور محمد البنا القائم بأعمال نقيب الأطباء ان ضعف الرقابة علي المستشفيات وعدم التخلص من المخلفات عن طريق المحرقة أدي الي انتشار مصانع بير السلم لأنهم يستخدمون مواد مجهولة المصدر ومن المخلفات الطبية. ومن الزبالة يجمعون البلاستيك والحديد وهذا يعتبر غشا تجاريا يعاقب عليه القانون.. أضاف ان لعب الأطفال المنتشرة مليئة بالميكروبات والفيروسات الخطيرة ويوجد بها مواد عناصر ثقيلة من زئبق وقصدير وحديد تضر الجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجهاز التنفسي. وأشار الدكتور عبدالناصر حجاج عضو لجنة حماية المهنة والمدير العلاجي بمستشفيات غرب الإسكندرية الي أن الخطورة تبدأ من "الفريزة" الذين يقومون بجمع القمامة فلابد من معرفة أين يبيعونها وملاحقة المتعاملين معهم.. أضاف ان مصانع بير السلم تصنع لعب الأطفال من المخلفات والقمامة والتي من ضمنها البيسلين والذي يعمل حالة هياج للخلايا وكذلك امتصاص الطفل بلعابه لهذه اللعب يؤدي الي امتصاص تلك المواد الفاسدة وسريانها في الدم والي أعضاء الجسم مما يؤدي الي تسمم جميع اجزاء الجسم.. وأكد علي خطورة الأكياس المصنوعة من الزبالة وعلي استخدام المخلفات في أي صورة من الصور المتعلقة بالإنسان وأنه يجب تدويرها وقصرها علي تصنيع السماد. ويضيف الدكتور عماد درويش وكيل كلية الطب الي أن المستشفيات الجامعية تستخرج كميات كبيرة من المخلفات وحفاظا علي البيئة وعدم إساءة استخدام المخلفات أقامت الكلية عدة ندوات وأصدرنا توصيات بأن تلتزم شركة النظافة بكيفية التعامل مع المخلفات الخطرة عن طريق تجميعها من داخل المستشفيات وخروجها بطريقة سليمة وآمنة حتي لا يحدث تسريب منها لأنها تحتوي علي ميكروبات ومواد خطيرة وبقايا أدوية ومواد حادة مثل سنون الإبر والفيروسات الخطيرة مثل C. وأشار جمال زقزوق مدير جمعية حماية المستهلك انه يجب علي المصانع ان تلتزم بتطبيق الشروط والمواصفات القياسية لمنتجاتها.. كما شدد علي ضرورة تكثيف الرقابة والحملات من قبل المديريات المختصة للتأكد من سلامة السلع.. أضاف انه تم العثور علي بعض مصانع بير السلم بمنطقة كرموز غرب الإسكندرية وأنه تمت مصادرة كميات كبيرة من لعب الأطفال.. وناشد المواطنين عدم التعامل مع بائعي الأرصفة أو السلع مجهولة المصدر.. ورفض مسئول مديرية التموين والتجارة الداخلية التحدث مع "المساء" أو الإفصاح عن الكميات المضبوطة من مصانع بير السلم!!