** أخيراً كشفت تسريبات وثائق ويكي ليكس فضائح ومؤامرات الاستخباراتية الأجنبية بامتياز. والتي لا تقل في خطورتها عن زلزال تسونامي الذي ضرب جنوب شرق آسيا في السنوات الماضية. وقد اعتبرها المحللون والمثقفون أنها علامات استفهام كبري. واتهام صريح لدور دبلوماسية الغطرسة والهيمنة التي تتبناها الامبراطورية الأمريكية. والتي تشبه رأس جبل الجليد المتحرك. لتحطيم كل ما يقف في طريقها. رغم أن ما سرب هو جزء قليل من وجبة كبري سوف تكشف عنها الأيام القادمة. ** الجدير بالذكر أن تلك الوثائق المكتوبة والمؤرخة بدقة قد فضحت مواقف الرئيس الأمريكي السابق "بوش الابن" وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق التآمرية ضد المنطقة العربية التي اعتبراها الحلقة الأضعف في المنظومة العالمية. وانها المدخل لزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ومنح إسرائيل الضوء الأخضر للعب بمفردها. واستفزاز دول الجوار والتهديد بالعدوان. من أجل تخفيف الضغوط عن القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.. كما أكدت التسريبات أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يمكن لها أن تعيش وتنتشر بدون الحروب الاستباقية رغم اثارها المدمرة علي اقتصادها الذي تأثر كثيراً من نتائج تلك الحروب. وإصابة الآلاف من جنودها بالأزمات النفسية والصدمات الدماغية. ** ومما يزيد من خطورة تسريبات ويكي ليكس الا أزاحت ورق التوت الذي غطي دور كل من ديك تشيني نائب الرئيس بوش. ورامسيفيلد وزير الدفاع. وكولن باولي وزير الخارجية. ورؤساء شركات صناعة السلاح. واللوبي الصهيوني في رسم تلك الخريطة الباهتة للسياسة الأمريكية التي بدأت بالاعتراف مخيبة الأمل في أعقاب فشل مؤامراتهم التي لم يحسبوا حسابها عند كتابة أجندة العدوان التي اقتصرت علي تحقيق الفوضي الخلاقة. واستنزاف قدرات وثروات الدول. ** ولقد شارك الإعلام الغربي والأمريكي في تلك السيناريوهات الهزلية بالتأثير علي الرأي العام الأمريكي والعالمي وتجنيده لتأييد تلك السياسة العدوانية مع الترويج لسياسة العصا والجزرة ونشر الديمقراطية ومحاربة القاعدة والإرهاب.. وما لبث أن انكشف المستور وفشل مشروع الزواج المستعار الذي اصطدم بالحائط المسدود. والطحن في الهواء. كلمة أخيرة: أمام كل تلك العواصف.. لم يعد أمام العرب ودول العالم الثالث سوي كسر حاجز الخوف. وفضح سياسة التسييس والتجسس الصناعي. خاصة بعد انتهاء عصر سري للغاية. وانفتاح شعار الديمقراطية والحرية في العراق وأفغانستان التي راح ضحيتها الملايين. ودمرت الديار والبشر والحجر والشجر وفضحت أهداف الغرب تجاه الشرق الأوسط وشعوبه. ودعمه الدائم للكيان الصهيوني وخريطته الممتدة من النيل إلي الفرات..