"عزبة الشحاتين" التابعة لحي غرب المنصورة بها حوالي 30 ألف نسمة وتقع داخل مدينة المنصورة كما لو كانت تحضنها بمنطقة الجلاء الموجودة بها مديرية التربية والتعليم وهيئة الأبنية التعليمية والمسافة بينها وبين حي الجامعة وجامعة المنصورة حوالي 600 متر فقط. وقد أطلق عليها "عزبة الشحاتين" منذ أن أطلق علي المنصورة لقب المنصورة لأن 90% من سكانها يعيشون علي التسول والسرقات. والعزبة منذ أن تطأ قدماك شوارعها التي يتراوح عرضها بين مترين و2.5 متر تشعر بأنك في عزبة الجوع والحرمان.. عزبة التوهان وفقدان العقل والمباديء والقيم.. وعلي أخصب أرض لتخريج دفعات من المنحرفين والبلطجية والمرضي بأمراض متنوعة ذكرتها كتب الطب علي مستوي العالم الثالث. وسكان هذه العزبة حاقدون علي المجتمع بشكل مخيف وكارهون للحياة ولآبائهم لأنهم يعتبرون أنهم ورثوا الفقر عنهم ويطالبون الدولة بتوفير الشقق السكنية والمواد الغذائية رغم أنهم لا يعملون. * في البداية تقول نعيمة محمد بشادي "70 عاما": أعيش في عزبة الشحاتين في منزل مكون من غزفة وحمام وصالة علي مساحة 20 مترا مربعا وذلك منذ طفولتي وحتي أنجبت أحمد محمد صادق "38 سنة" مريض نفسي وبسبب عقب سيجارة احترق المنزل تماما ولأن المبني قديم. فالنار التهمت الجدران القديمة ومنذ ذلك الحين وتحديدا منذ 7 سنوات ونحن نعيش في العراء صيفا وشتاء. وفي الشتاء نجعل من المفارش البلاستيكية غطاء لحمايتنا من البرد القارص. أضافت أننا نعيش علي أموال الزكاة وصدقات رجال الأعمال لأنني مريضة ونجلي مريض وتسكن معنا نجلتي المطلقة ولديها طفل مصاب بالشلل.. وتطالب بتوفير شقة ولو من حجرة واحدة.. وكذا تدبير تكاليف العلاج المناسب لهم. * سيف الدين محمد راضي "51 عاما" عربجي أنا مصاب بمرض في القلب ولدي 7 أبناء ولا أجد سبيلا لإطعامهم .. موضحا أنهم ينامون مع والدتهم في غرفة بإيجار شهري 150 جنيها وينام هو مع "حماده" في مدخل المنزل المظلم ليل نهار وذلك علي روث الحمار. * صباح علي سالم "55 عاما": حكم علي زوجي بالسجن لمدة 25 عاما وأصبحت مسئولة عن الأسرة خاصة نجلتي "سماح" 32 عاما المصابة بفشل كلوي وتحتاج الي 80 جنيها يوميا للعلاج.. وتطالب بمساهمة من أهل الخير لإقامة مشروع تستطيع من خلاله توفير الخبز لها ولأبنائها الأربعة ونجلتها المريضة. * أيمن علاء أمين "23 عاما" عامل حرفي متزوج ولديه طفلة: أسكن في غرفة بإيجار 200 جنيه كما أدفع 150 جنيها شهريا في فواتير المياه والكهرباء.. أحلم بغرفة واحدة بدون إيجار لأن الحياة صعبة ونحن لا نمتلك من الدنيا سوي الفقر والمرض. أضاف أننا لا نعرف شيئا عن التأمين الصحي وبطاقات التموين والتعليم لأننا أميون.. مشيرا إلي أن كل هدفهم الحصول علي رغيف خبز ومساحة صغيرة تأويهم بعيدا عن الحر والبرد. * تشير سميرة السعيد البقري "70 عاما" إلي أنها تنام واقفة في صندوق خشبي طولي لأنها بدون أبناء ولا أهل وتطالب بغرفة واحدة تحميها من تقلبات الجو وكذا معاش يمكنها من توفير قوت يومها. * يؤكد إيهاب أحمد عادل "40 عاما" أن معظم سكان العزبة يتزوجون بالإشهار لضيق ذات اليد ولتوفير أجرة المأذون كما أن الغالبية منهم مرضي ويعيشون علي الصدقات وفي حاجة لتوعيتهم وإرشادهم .. مشيرا إلي أن العزبة تمثل بؤرة لتصدير الفئات غير المرغوب فيها بالمجتمع. عزبة الصفيح * أما عزبة الصفيح التابعة لحي شرق المنصورة في الناحية المقابلة لحي جديلة. فهي أحسن حالا بكثير عن عزبة الشحاتين ورغم أن معظم سكانها يعملون في جمع القمامة وزجاجات البلاستيك إلا أن أسرا محترمة علي قدر كبير من الثقافة تسكن بينهم مما اضطرهم للإقامة معهم لأن ثمن الأرض كان بسيطا. قام حوالي 98% من سكان العزبة بهدم المنازل البسيطة وبناء منازل حديثة بالطوب الأحمر.. والطريق الرئيسي للعزبة مرصوف وتم مد مواسير مياه الشرب إليها وكذا خدمة الصرف الصحي فتم إدخالها في معظم المنازل أما الباقي فيعتمد علي بيارات. * يقول محمد حسين السيد "35 عاما" موظف : إن العزبة تحتاج لتغيير اسمها لأنه سييء وغير مرغوب فيه. كما أن معظم سكانها يفتقدون الأخلاقيات والقيم ولا يدركون في الحياة سوي جمع القمامة وفرزها والفصل بين الكارتون والزجاج والبلاستيك.. مشيرا إلي أنهم يرتدون الملابس الممزقة ومنهم من يسلك طريق السرقة كما أن من بينهم المسجلين "سرقات وبلطجة" رغم أن حالتهم المادية ميسورة جدا. أضاف أنهم يخشون التعامل معهم أو حتي إلقاء السلام لأن التفاهم معهم يكون بالسنج والمطاوي.. والشرطة تعلم مدي خطورتهم خاصة ليلا. * توضح بهانة راشد جلال "60 عاما" أنهم يعيشون علي بيارات الصرف الصحي مما يجعلهم يعانون الأمرين من الرائحة الكريهة التي تنبعث من "الطرنشات" .. مشيرة الي أن الحي دائما يردد عبارة : "أنتم مخالفين للبناء علي الأرض الزراعية" وتتساءل: أين كان الحي أثناء عملية البناء حتي أصبحت عزبة جميع بيوتها من الطوب الأحمر!