تحاول مصر التغلب علي برود العلاقات بينها وبين بعض الدول العربية لتسود روح الأخوة والتعاون ويحل التفاهم محل التنابذ والخصام. ومصر عندما تأخذ هذه المبادرة إنما تنطلق من الحرص علي المصلحة العامة للأمة.. ولذلك قام الرئيس حسني مبارك بزيارة لدولة قطر الشقيقة ضمن جولة في عدد من الدول الخليجية والتقي بأميرها الشيخ حمد بن خليفة.. وقد أثمرت هذه الزيارة عودة روح الأخوة بين القيادتين والشعبين. وساهمت مصر بإيجابية في فوز قطر بتنظيم مونديال .2022 وقبل ذلك قام الرئيس بزيارة للجزائر لتقديم العزاء للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في وفاة شقيقه.. وكانت الزيارة بلسماً لإعادة العلاقات إلي مجراها الطبيعي بعد الأحداث المؤسفة التي جرت بسبب مباريات كرة القدم بين منتخبي البلدين للتأهل لمونديال جنوب أفريقيا .2010 ولما كانت هناك ذيول لهذه الأحداث تمثلت في عدم عودة العلاقات بين سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم المصري ومحمد روراوه رئيس الاتحاد الجزائري رغم إبداء الأول استعداده للتصالح مع الأخير فقد تدخلت قطر من خلال الشيخ حمد بن خليفة آل ثان رئيس الاتحاد القطري ومحمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي وعقدا جلسة مصالحة بين زاهر وروراوه صرح زاهر علي أثرها بأنه يرحب بإقامة مباراة ودية بين متنخبي البلدين في الفترة المقبلة لتأكيد هذا الصلح. لكن الأخ روراوه كانت تصريحاته كالعادة علي العكس لا تشجع علي عودة الروح الرياضية والعلاقات الطبيعية بين البلدين وكان يتحدث بروح عدائية لا مبرر لها!! فقد قال في تصريحات للصحف الجزائرية "الشروق" لقد تم إجبارنا علي الصلح لكننا لن نتسامح!! وفسر ذلك بقوله: المصالحة رياضية لأننا نلتقي مع الفرق المصرية في المنافسات القارية وبالتالي كان من الضروري أن نتصالح كاتحادين للكرة في البلدين لأننا مجبرون علي ذلك.. لكنني لن أتسامح مع بعض الإعلاميين الذين أهانوا الشعب الجزائري وسفيره في القاهرة. وفي نفس السياق طالبت صحيفة الشروق الجزائرية بضرورة أن تقدم مصر اعتذاراً عما أسمته هجوماً تعرضت له السفارة الجزائرية في القاهرة. ونود أن نعرف الأخ روراوه.. وصحيفة "الشروق" أن مصر عندما تأخذ المبادرة للمصالحة مع دولة شقيقة بينهما علاقات تاريخية وكفاح مشترك وقفت كلاهما مع الأخري مواقف مشرفة للحفاظ علي سيادتهما واستقلالهما فإنما تأخذ هذه المبادرة ليس من موقف ضعف.. فمصر لم ولن تكون ضعيفة أبداً.. وإنما تأخذها من منطق أنها الشقيقة الكبري لكل الدول العربية الحريصة علي جمع الشمل ومنع التشتت والفرقة. ولذلك فإننا نرفض تصريح الأخ روراوه بأنه لن يتسامح مع الإعلاميين الذين أهانوا الشعب الجزائري وسفيره. نحن- يا أخ روراوه- نكن كل حب وتقدير للشعب الجزائري ونقدر كفاحه ونضاله وتضحياته في سبيل الحصول علي استقلاله ولا يمكن لنا أن نهين شعباً عربياً شقيقاً له دور مميز في المسيرة العربية والدفاع عن القضية الفلسطينية. يا أخ- روراوه- لقد تناسيت ما حدث من جماهيركم في حق شعبنا وجاليتنا في الجزائر.. وكنا نود أن نطوي هذه الصفحة المؤلمة في العلاقات بين البلدين ونبدأ صفحة صفاء ومودة ولكنك مُصر علي أن تنكأ الجراح. ولست أدري ما هو هدفك من استمرار هذه الروح العدائية؟! وماذا تظن نفسك فاعلاً بنا عندما تقول إنك لن تتسامح؟! نحن مازلنا نمد يد الحب والوئام والتفاهم للأشقاء الجزائريين بمن فيهم الأخ روراوه ونرجو أن يبادلونا هذه الروح الطيبة.