لنا أن نتذكر قيمة رحلة الإسراء والمعراج للرسول صلي الله عليه وسلم والتي كانت خير تكريم للرسول الكريم.. كما أن الخطاب القرآني في سورة الإسراء بيان لتربية الأمة.. وأخذ العظة من أمة موسي عليه السلام لعدم الوقوع فيما وقع فيه بنو إسرائيل من الإفساد. كان الرسول صلي الله عليه وسلم حريص علي إبلاغ الدعوة بلغة الحوار والإقناع لتوصيل كلمة الله العليا للمجتمع الإنساني لكن كفار ومشركي قريش رفضوا الرسالة وتعاملوا بها بأسلوب السخرية والاستهزاء والله عز وجل ينصر من ينصره بتنفيذ تعاليمه والعمل بشرعه والسيد علي مقتضي سنته الكونية.. وحقائق الحياة الإنسانية قائمة بين الحق والباطل.. والإسلام عقيدة وعمل.. واقتضت سنة الله في خلقه أن يأتي الفرج بعد شدة وأن يأتي النجاح بعد كفاح والنصر بعد جهاد وكلها معان اجتمعت في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم وجاءت العناية الإلهية لتكريمه بأعظم رحله عرفها التاريخ الإنساني وهي رحلة الإسراء والمعراج لتكون علي مر الأيام والدهور إحدي الدلائل الساطعة علي نبوة خير الخلق. والله عز وجل دعا عبده ورسوله للحضور والمثول بين يديه فكانت الرحلة من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي ثم المعراج النبوي الذي يمثل تكريما للرسالة المحمدية وهي رسالة نور وكتاب الله الكريم هدفه إخراج الناس من الظلمات للنور. مشاهد المعراج بيان عملي علي ملكوت الله عز وجل وكانت رؤية حقائق الأركان الإيمانية رؤية بصر وعين للملائكة والجنة والنار بل رؤية الذات الجليلة أدخلت السرور علي قلب الرسول صلي الله عليه وسلم ومع المعراج جاءت فريضة الصلاة كركن من أركان الإسلام. معاني رحلة الإسراء والمعراج عملية بناء للإنسان والأسرة والمجتمع والدولة كما أنها تشمل مجالات الاقتصاد والثقافة والسياسة والفكر والمشاعر والسلوك ولتلك الرحلة رؤي تأملية من أجل توحد صفوف الأمة العربية والإسلامية.. فأين تحرك الأمة الإسلامية الآن لاستعادة المسجد الأقصي؟ كما أن الصراع بين المسلمين واليهود لم ينته برغم شعارات السلام لأنه صراع جوهري بين الحق والباطل.. ولغة اليهود في الماضي والحاضر لغة غدر وخيانة وعدوان.. والفكر اليهودي يسعي لنشر بؤر التوتر والصراع داخل المنطقة العربية.. فهل نعي الدرس؟! يحيي السيد النجار - دمياط