تعتبر ظاهرة هجرة الكفاءات العلمية العربية وخبراتها الفنية إلي الخارج واحدة من أخطر ما تعاني منه الدول العربية في الوقت الراهن .. فهي تقف حاجزاً كبيراً في طريق التنمية العربية .. إذ تتسبب هذه الهجرة بخسائر مادية للدول العربية بالإضافة إلي استنزاف الثروة البشرية التي لا تقدر بثمن. بل الثروة الأغلي من بين العوامل الضرورية للنهوض بتنمية حقيقية متينة الأسس. قابلة للتطور والاستمرار. ويقصد بهجرة العقول : نزوح حملة الشهادات الجامعية والعلمية والتقنية كالعلماء والأطباء والمهندسين والتكنولوجيين والباحثين وأصحاب المهارات والمخترعين .. الخ الذين كان يعول عليهم في فهم التكنولوجيا الحديثة ونقلها من مصادرها . لا تقتصر الآثار السلبية لهجرة الكفاءات العلمية العربية علي واقع ومستقبل التنمية في الوطن العربي فحسب. ولكنها تمتد أيضاً إلي التعليم في الوطن العربي وإمكانات توظيف خريجيه في بناء وتطوير قاعدة تقنية عربية. ومن أهم الآثار السلبية لهجرة الكفاءات العلمية العربية. * ضياع الجهود والطاقات الانتاجية والعلمية لهذه العقول العربية التي تصب في شرايين البلدان الغربية. بينما تحتاج التنمية العربية لمثل هذه العقول في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة والتخطيط والبحث العلمي والتكنولوجي. * ضعف وتدهور الانتاج العلمي والبحثي في البلدان العربية بالمقارنة بالانتاج العلمي للعرب المهاجرين في البلدان الغربية وتبديد الموارد الإنسانية والمالية العربية التي أنفقت في تعليم وتدريب الكفاءات التي تحصل عليها البلدان الغربية دون مقابل. * زيادة حصة ميزانيات البحث العلمي والتطوير من الناتج المحلي الاجمالي لتصبح مقاربة لمثيلاتها سواء في الدول المتقدمة أو الدول النامية وهذا يساعد علي تأمين البنية التحتية اللازمة للبحث العلمي وزيادة الاهتمام بالباحث العربي. * من الآن وحتي تتمكن الدول العربية من جذب الكفاءات الموجودة في الخارج لابد لها من اتخاذ بعض الاجراءات والخطوات التي تمكنها من الاستفادة من هذه الكفاءات. وذلك بدعوتهم إلي ز يارة الوطن. وتقديم النصح والخبرات أثناء ذلك. في النهاية نري أنه لا حل جوهري لنزيف الكفاءات إلا في إطار مشروع قومي للنهضة مثل هذا المشروع يقوم علي أكتاف طليعة للمثقفين ويسعي لتعظيم العائد من الكفاءات المهاجرة التي تعود انتماء ولا يفسح مجالاً لمن يعودون لخدمة مصالح أجنبية.