لو كنت ضمن الحملة التي تدعو لانتخاب الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان وحزب الحرية والعدالة للرئاسة لاستبعدت الدكتور صفوت حجازي من هذه الحملة.. لأني استشعر أن أسلوبه في الدعوة أسلوب طارد لا أسلوب جاذباً. أول مرة سمعت فيها عن الدكتور صفوت حجازي كانت منذ أربع أو خمس سنوات مضت لا أدري علي وجه التحديد عندما قرأت ان وزارة الداخلية في تلك الفترة استنكرت قيامه بسب اليهود في احدي خطبه ووصل الأمر إلي أن الوزارة قررت إحالته إلي المحاكمة بتهمة سب اصحاب دين سماوي. يومها استفزني هذا التصرف من وزارة الداخلية وكتبت مقالا في هذا المكان استنكر فيه إحالة الدكتور صفوت حجازي إلي المحاكمة بهذه التهمة بينما حاخامات اليهود في إسرائيل يسبون المسلمين ويصفونهم بأقبح الكلمات ويشبهونهم بالأفاعي والقرود وغير ذلك من الأوصاف التي تخرج عن كل القيم والمبادئ واحترام الآخر أو قبوله علي الأقل.. وبالأمثلة دللت علي ما أقول بتصريحات منسوبة لهؤلاء الحاخامات منشورة في صحف معينة وبتواريخ محددة.. وتراجعت الداخلية عن تصرفها واسقطت القضية. لم أكن أعرف الدكتور صفوت حجازي عندما كتبت هذا المقال. ولم أكن ادافع عنه شخصيا وإنما كنت أدافع عن مبدأ التعامل بالمثل.. هم أي الحاخامات بدأوا باستفزاز المسلمين ووصفهم بأوصاف دنيئة فلا أقل من أن نرد عليهم.. والبادي أظلم. لم أسمع بعد ذلك عن الدكتور صفوت حجازي حتي فوجئت به ثائرا في التحرير وخطيبا ثوريا.. لا بأس.. فالثورة بعد أن تأكد نجاحها انضم اليها الكثيرون بعد أن شعروا بالأمان وعدم التعرض لبطش رجال النظام السابق.. ومدي ما فهمته ان الدكتور صفوت لم يكن منتميا لجماعة الإخوان المسلمين.. ربما كان سلفيا أو غير ذلك. لا أدري بالضبط.. لكني لاحظت أنه متحمس للإخوان أكثر من بعض الإخوان أنفسهم.. ولا بأس أيضا!! تابعت قدر ما أتاحت لي الظروف خطابات الدكتور صفوت حجازي ودعايته للدكتور محمد مرسي فهالني ما رأيت.. فقد كنت أظن أن الرجل أعمق من ذلك بكثير وأن دعايته ستكون قائمة علي أسس موضوعية مقنعة تجذب إليها القطاع الحيادي من المواطنين... لكني رأيته يمجد في شخص الدكتور مرسي وانه هو الذي سيفعل كذا وكذا.. هذا الرجل بيده مقاليد كل شيء.. هذا الرجل هو الذي سيأتي بما لم يأت به الأوائل والأواخر.. وكأنني أمام "مبارك جديد" تنسب إليه كل البطولات وصاحب الضربة الأولي التي اختزلت حرب 73 فيها ونسي الناس تضحيات شباب وقادة عظام خاضوا هذه الحرب دفاعا عن مصر واسترداد كرامتها.. ظني إن لم يكن يقيني أن الدكتور مرسي وعقلاء الإخوان ليسوا راضين عن هذا الأسلوب.. فقد أكد الدكتور حجازي أن الدكتور مرسي هو الذي سيحقق دولة الولايات العربية المتحدة التي ستكون عاصمتها القاهرة.. يادكتور صفوت هذا الكلام في هذه الظروف ينفر الدول العربية من مصر لأنك بذلك تعطيها الهيمنة في وقت ننادي فيه بتعاون بين الدول العربية علي قدم المساواة. لقد رأيت الدكتور صفوت حجازي في هذا الخطاب الذي كان يحضره الدكتور مرسي يشيح بيديه بطريقة أقل ما يقال فيها انها لا تليق به ليستحث الناس علي الهتاف لصالح مرسي.. ويكرر التشويح بيديه اكثر من مرة ويهتف ليردد الحاضرون وراءه فلم تكن الاستجابة علي القدر الذي أراد به أن يبين ولاءه للدكتور مرسي. ما وقر في ذهني من طريقة الدكتور صفوت حجازي أنه يقدم نفسه للإخوان بطريقة لا نرضاها له ولا نرضاها لهم.. وتجعلنا نظن أن الرجل يطمع في موقع أو أي شيء إذا نجح الدكتور مرسي.. السيارة المكشوفة دخل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ومعه السيد حمدين صباحي إلي ميدان التحرير معا بسيارة مكشوفة يلوحان فيها للجماهير ويطالبان بمجلس رئاسي وإلغاء الانتخابات.. تذكرنا ان آخر رئيس لمصر كان يأمن علي نفسه ويستقل سيارة مكشوفة هو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. فإذا كان صباحي الناصري يستلهم روح عبدالناصر فماذا عن الدكتور أبوالفتوح؟! أعتقد أن هذه الحركة لم تضف إلي شخصية الرجلين ميزة بعد أن خرجا من سباق الرئاسة.. بل ربما تكون قد خصمت من رصيدهما عند الجماهير.. بالاضافة إلي تصرفات أخري يائسة وبينها المطالبة بمجلس رئاسي.