غادرنا في هدوء خالد عبدالناصر.. وخالد عبدالناصر هو »التواضع رجلا« والوطني همسا والمناضل دون ادعاء.. رحل خالد عبدالناصر وكان له شرف وراثة الزعامة ولكنه ابتعد فقد علمه ابوه هو واخوته انهم ابناء مصر مثل كل العابرين وفي قصة معروفة حاول احد نظار المدارس ان يعطي خالد اهتماما خاصا فحكي خالد لوالده وارسل الوالد رسالة غاضبة لناظر المدرسة يمنعه تماما من اي معاملة متميزة لابنه.. عاش خالد ومصر في عقله وقلبه مثل اي مواطن محب للوطن.. لم يحمل من الزعيم سوي الاسم العظيم والذي لم يزايد عليه في اي مرحلة من مراحل حياته كانت مصر فقط هي الهدف والحلم.. رأيته لاول مرة في الجزائر عام 7891 في العيد الفضي لثورة الجزائر.. كان الجزائريون يكادون يرفعونه من علي الارض ولكنه كان شديد الخجل رافضا اي تميز عن اعضاء الوفد المصري المدعوين للاحتفال رفض سيارة خاصة وكان يتبادل مصاحبتنا في السيارات كل حسب وصول السيارات. سهرنا مع زعيم المتكلمين واكثرهم حلاوة في الحكي الكاتب الصحفي الراحل العظيم كامل زهيري.. سهرنا كل ليلة في باحة فندق الاوراس وكان شديد الاهتمام بتتبع كل حكايات كامل زهيري ولاول مرة يتنازل كامل عن موقعه الرافض للاستماع ويطلب من خالد عبدالناصر ان يحكي لنا عن علاقة عبدالناصر الاب باولاده ولاني من محبي الكلام فقد قاطعت كامل قائلة: - هوه كان عنده وقت!! ولكن خالد شرح لنا كيف كان الرئيس رغم مشاغله حريصا علي الوقت بالكيف وليس بالكم علي الاستماع لاولاده وكان يتتبع دراستهم وانه كان شديد السعادة حينما اخبره خالد انه تطوع وبدأ يتدرب علي حمل السلاح بعد نكسة 76 وحكي لنا كيف ان والده رغم مشاغله كان يحرص علي مشاركتهم لعبة الشطرنج وكان يقول لهم انها تدريب عظيم علي اليقظة وتنشيط المخ. وفي صباح السفر جاءني احد الاصدقاء الجزائريين حاملا هدية صندوقا من التمر الجزائري فسألني خالد من اين يستطيع ان يأتي بالتمر.. فسألت مدير فندق الاوراس الذي كان في وداعنا عن مكان نشتري منه التمر لان خالد عبدالناصر يريد تمرا لاولاده فما كان من الرجل إلا ان احضر بعض الصناديق وهو شديد السعادة لانه حقق مطلبا لخالد عبدالناصر الذي اعجبوا جميعا في الفندق بتواضعه وادبه الجم واخذ خالد صندوقا واحدا وشكرهم ورفض ان يأخذ اكثر من وراحد ووزع الباقي علي اعضاء الوفد!! وكنت قد صممت رغم تعب ألم بي ان اذهب للعزاء اولا لاحترامي لتاريخه الشخصي واشتراكه في هدوء وبلا ادعاء الوطنية في اكبر عمل وطني تجاه اسرائيل وهي القضية التي استقال فيها الدبلوماسي محمود نور الدين ليعمل في الكفاح من اجل الوطن وكانت هذه القضية سببا في عدم حضور خالد رحيل والدته تلك المرأة العظيمة التي فضلت ظل عبدالناصر وتربية اولادها بدلا من الضوء الذي احرق غيرها من النساء!! ثانيا لرصد الحاضرين لهذا العزاء المهم! ووافق يوم العزاء رحيل سيدة فاضلة من السيدات اللاتي ارسين قواعد العمل السياسي الاذاعي رئيسة للقسم السياسي بالاذاعة المصرية ووكيله وزارة الاعلام الراحلة السيدة امال يوسف.. فحضرت عزاءها وحينما ذهبت إلي مسجد النزهة للعزاء كان العزاء في خروج المعزين ولكن رأيت مصر كلها بكل طوائفها وكأنهم جاءوا كأنهم يعزون الزعيم في ابنه ونزل إلي بتواضعه الجم واخلاق الناصريين الفرسان الابن العزيز عبدالحكيم عبدالناصر ثم نزل إلينا الشاب جمال ابن خالد وكأن مصر كلها كانت موجودة توكأت علي يد ابننا الاعلامي الكبير وائل الابراشي ونزل الاعلامي الكبير حمدي قنديل الذي لا تمحو الذاكرة صورته وهو يبكي وينعي عبدالناصر ووقف الاعلامي النابه احمد المسلماني يناقش مع كتلة اسرار الناصرية السيد سامي شرف كانت مصر كلها هناك.. كانت مصر كلها تقدم العزاء للاسرة في الرجل الذي لم يستعمل اباه رغم اغراء الشخصية التي افترشت قلوب الناس بان يرث اولاده موقعه.. ولكن عبدالناصر كان قد ارسي القواعد.. مصر جمهورية ولا وراثة في الجمهورية.. ويكفي الاولاد فخرا ان يعيش كل منهم مهنته وحياته مخلصا عظيما.. عاش خالد عبدالناصر.. أو الاستاذ الدكتور خالد عبدالناصر استاذا للهندسة كما اراد وكما اراد له أبوه وكل منهم يعطي للوطن من خلال عمله ويرث من أبيه اسلوب العطاء للوطن وليس استغلال الموقع.. مع ان عبدالناصر كان له رصيد من حب الناس رأيته بعيني في الجزائر حول خالد ورأيته في اماكن كثير حول الدكتورة هدي والسيدة مني.. ولكن كان الحب ملفوفا في الاحترام.. احترام السلوك واحترام الوطن.. واحترام اسم الزعيم الذي جعل وفاة الدكتور خالد عبدالناصر تعيد لنا ذكري رحيل عبدالناصر وجنازة القرن التي امتدت من مسجده في كوبري القبة وحتي بداية الجنازة في مجلس قيادة الثورة حيث كان اسم خالد علي لسان الحزاني في الجنازة. قم يا خالد قول لأبوك ميت مليون بيودعوك.. الوداع يا ابوخالد هو ابنك وانت خالد. والآلاف يزحفون في جوف الليل من القري والمدن هاتفين بأصوات حزينة كأنه كورس جنائزي يليق بالمصريين! الوداع يا جمال يا حبيب الملايين الوداع علي باب المسجد تذكرنا جميعا جنازة جمال عبدالناصر حضرناها برحيل خالد ذلك الابن العظيم الذي أيقظ فينا ذكري الزعامة المفتقدة في هذا الوقت.. تلك الزعامة الضرورة. ولعل الله يعوضنا خيرا.. ومصر قادمة ان شاء الله. فكما كان جمال عبدالناصر سبق سعد زغلول وصحبه وسبقهم مصطفي كامل ومحمد فريد وسبقهم عرابي الذي اطلق صيحته »لقد ولدنا الله احرارا ولن نورث بعد اليوم«. عزائي من القلب للغاليتين هدي ومني عبدالناصر عوضهما الله خيرا بفقدانه. قبل الطبع انهم لا اخوان ولا مسلمين امشي يا غبي يا حمار انت مش عارف انا مين؟! احنا هنعلمك الادب و»نطلع ميتين .....« في مكتب مدير الأمن بتاعك.. ثم تناوب احمد وعمر نجلا محمد مرسي الاخواني ورئيس حزب الحرية والعدالة ضرب الملازم اول محمد عبدالله فؤاد الذي اعترض علي وقوفهما في مكان مخالف، تدخل الجمهور لحماية الضابط ولكنه قال لهم اتركوهم لينفذ عليهم القانون اما القانون فكان استمرارا للفساد فقد تدخل ثمانية من قيادات الاخوان في الزقازيق لاجبار الضابط للتنازل عن المحضر بينما المتهمان يشربان الشاي في غرفة رئيس المباحث وفقد محمد مرسي مصداقية عنوان حزبه فلا حرية ولا عدالة وفقد الاخوان المسلمون رايتهم الخفاقة فلا هم اخوان ولا هم مسلمون ما رأي الدكتور صفوت حجازي. الهجوم علي الضابط مسجل من احد الشهود