محافظ أسوان يتابع جاهزية مقار اللجان الانتخابية لمجلس النواب 2025    وزيرة التنمية المحلية: محافظات المرحلة الأولى أنهت استعداداتها لانتخابات مجلس النواب    رئيس الوزراء يزور معرض الصناعة MEA Industry    الآن.. استعلم عن فاتورة الكهرباء لشهر نوفمبر 2025 قبل مجيء المحصل    توقيع مذكرة تفاهم بين التعليم العالي والتضامن ومستشفى شفاء الأورمان لتعزيز التعاون في صعيد مصر    جيش الاحتلال: تسلمنا من الصليب الأحمر جثة أحد المحتجزين القتلى من قطاع غزة    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    عواد بديلاً للشناوي في منتخب مصر المشارك في كأس العرب    الداخلية تكشف تفاصيل قتل زوج لزوجته بالمنوفية    بسبب انتخابات مجلس النواب 2025.. رسميًا تعديل موعد اختبارات شهر نوفمبر 2025 (تفاصيل)    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    بعد أنباء انفصالها عن كريم محمود عبد العزيز.. مي عمر تدعم آن الرفاعي: "أنتي الحب الأول"    مهرجان القاهرة يعلن عن القائمة النهائية للبانوراما المصرية خارج المسابقة    استلام 790 شجرة تمهيداً لزراعتها بمختلف مراكز ومدن الشرقية    عاجل- مئات المتظاهرين العرب يحتجون أمام مكتب نتنياهو بسبب موجة العنف في المجتمع العربي    تصعيد ميداني وتحركات سياسية في السودان وسط تحذيرات من تفكك الدولة    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    استخرج تصاريح العمل خلال 60 دقيقة عبر "VIP إكسبريس".. انفوجراف    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى نحو مليون و151 ألف فرد منذ بداية الحرب    رئيس جامعة بنها يستقبل فريق الاعتماد المؤسسي والبرامجي لمراجعة كلية الطب البيطري    آخر تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثي بعد الحادث    ما حكم الخروج من الصلاة للذهاب إلى الحمام؟ (الإفتاء تفسر)    القاهرة تحتضن منتدى مصر للإعلام بمشاركة نخبة من الخبراء    «صرف الإسكندرية»: فرق طوارئ ومتابعة ميدانية استعدادًا لانتخابات مجلس النواب    تعليم القليوبية تحيل واقعة تعدي عاملة على معلمة بالخصوص لتحقيق    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    شُعبة الدواجن تطالب أصحاب المزارع والفلاحين بأهمية التأمين والتحصين    وزير المالية : "نحن نبني على مسار «الشراكة واليقين» مع المستثمرين"    «أكبر خيانة».. ما هي الأبراج التي تكره الكذب بشدة؟    أهم 10 معلومات عن حفل The Grand Ball الملكي بعد إقامته في قصر عابدين    ورش للأطفال وتوعية وفنون في انطلاق قافلة الثقافة عبر المسرح المتنقل بقرية بنجر 28    فيديو.. عمرو أديب يعلق على انتقادات البعض لتغيير آرائه: أنا لا أحمل رسالة دينية    صرف تكافل وكرامة لشهر نوفمبر 2025.. اعرف هتقبض امتى    ذعر في الولايات المتحدة بعد اكتشاف حليب أطفال ملوث يصيب الرضع بالتسمم    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    تأجيل محاكمة 10 متهمين بخلية التجمع لجلسة 29 ديسمبر    «سكك حديد مصر» تشارك في نقل القضاة المشرفين على انتخابات النواب    الأوقاف توضح ديانة المصريين القدماء: فيهم أنبياء ومؤمنون وليسوا عبدة أوثان    انتظام أعمال الدراسة بالمركز الثقافي بأوقاف السويس    بين السياسة والرياضة.. أحمد الشرع يثير الجدل بلقطة غير متوقعة مع قائد أمريكي (فيديو)    «كفاية كوباية قهوة وشاي واحدة».. مشروبات ممنوعة لمرضى ضغط الدم    برلماني يدعو المصريين للنزول بكثافة إلى صناديق الاقتراع    عصام شيحة: المشاركة في الانتخابات واجب وطني واستثمار حقيقي في مستقبل الأجيال    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    تشييع جنازة مصطفى نصر عصر اليوم من مسجد السلطان بالإسكندرية    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    أمين الفتوى: الصلاة بملابس البيت صحيحة بشرط ستر الجسد وعدم الشفافية    على خطى النبي.. رحلة روحانية تمتد من مكة إلى المدينة لإحياء معاني الهجرة    نهائي السوبر وقمة الدوري الإنجليزي.. تعرف على أهم مباريات اليوم    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025.. تعرف على لجنتك الانتخابية بالخطوات    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    بعد مسلسل كارثة طبيعية، ما مدى أمان الحمل بسبعة توائم على الأم والأجنة؟    «الكلام اللي قولته يجهلنا.. هي دي ثقافتك؟».. أحمد بلال يفتح النار على خالد الغندور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إستقالة أحد قيادات الجماعة الإسلامية اعتراضا على تشويه صورة «العوا»
نشر في التحرير يوم 30 - 04 - 2012

قدم عصمت الصاوى أحد قيادات الجماعة الإسلامية بمحافظة المنوفية، وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق، استقالته اليوم الأثنين، اعتراضاً على أسلوب الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية فى الإعلان عن نتيجة التصويت للمرشحين الثلاثة أصحاب الخلفيات الإسلامية أبو الفتوح ومرسى والعوا، وإدراج اسم «العوا» فى نتيجة الإستفتاء وحصوله على نسيبة 3% ، مؤكداً ان هذا مغايراً للحقيقة لان التصويت كان على شخصين لا ثالث لهما وهما أبو الفتوح ومرسى.
وهذا نص الإستقالة :
لم أكن أنوي الحديث عما دار داخل الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية المنعقدة بجلستها الطارئة يوم الاربعاء الماضى 25/4/2012 بنادي المحامين بالمعادي لمناقشه واختيار من ستدعمه الجماعة في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها يومي 23و24/5/2012، إذ كنت أعتبر ذلك شأنا داخليا لاعلاقة للإعلام به رغم كل تحفظاتي علي ما دار داخل تلك الأسوار، ولكن ما دفعني الآن لأمسك القلم وأخط هذه السطور هو الأسلوب الفج الذي أعلنت به الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية عن نتيجة التصويت للمرشحين الثلاثة أصحاب الخلفية الإسلامية وكذا كتب الشيخ عبود الزمر وغيره محتفين بعرس الديمقراطية في الجمعية العمومية, فقد زجت الجماعة الاسلامية باسم الدكتور محمد سليم العوا في نتيجة الاستفتاء وأعلنت أن الدكتور أبو الفتوح حصل علي نسبة 46% والدكتور محمد مرسي حصل علي 26% والدكتور العوا حصل على 3%.
وهذا ما أعتبره انتقاصا مقصودا ومتعمدا لقدر وقيمة وقامة الدكتور سليم العوا، وأعتبره مغايرا للحقيقة الواضحة في تأييد قطاع كبير من أبناء الجماعة له إذ كان الاستفتاء والتصويت علي شخصين اثنين لا ثالث لهما وهما الدكتور أبو الفتوح والدكتور محمد مرسي على الرغم من إدراج اسم الدكتور العوا في ورقة الاقتراع أما سيناريو إبعاد العوا عن حظوظه في الاقتراع فتم كالآتي:
أولا: كان واضحا من سياق الأمور أن قرارا تم اتخاذه داخل مجلس شورى الجماعة الاسلامية باستبعاد الدكتور العوا من حسابات الجماعة،وأن خلافا نشأ داخل مجلس الشورى حول دعم أبو الفتوح أو مرسي فتم الاتفاق على تصدير الخلاف للجمعية العمومية والاحتكام لها مع الاتفاق على توجيه مسارها في هذين الاتجاهين وصرفها عن الاتجاه الثالث المتمثل في الدكتور سليم العوا مع التظاهر بأن الاختيار بين الثلاثة وحقيقة الامر أنه بين اثنين فقط.
ثانيا: تمت دعوة الجمعية العمومية ورئيسها الشيخ شعبان علي إبراهيم على نحو يعجزهاعن اتخاذ قرار معبر حقا عن الأغلبية. فالجمعية العمومية المنتخبة عددها 283 عضوا وهي التي انتخبت مجلس الشورى الحالي في اجتماعها الأول بالمنيا،وقد حضر منهم في اجتماع الاربعاء 120 عضوا فقط من جملة الحاضرين وعددهم 240 وهذا يعني أن الجمعية العمومية لم تتم دعوتها بكامل قوتها وإنما حضر منها مايعادل 40% فقط، أي أن نصاب انعقاد الجمعية (الحد الأدنى ليصح انعقادها ويقبل قرارها) لم يكتمل. وباقي الحضور كان من حزب البناء والتنمية من خارج الجمعية العمومية بما يعني أن 50%من الأصوات كان قد اتخذسلفا لأن حزب البناء والتنمية جاء الى الاجتماع وقراره قد اتخذ بالفعل وبما يعني أيضا أن 50%من الأصوات داخل صندوق الاقتراع كانت لأشخاص ليس لهم حق التصويت أصلا لأنهم ليسوا جزءا من الجمعية العمومية، وبالتالي فإن هذا التصويت لا يعتد به أساسا بل يعد تصويتا باطلا.
ثالثا: تم إعداد ثلاث تقارير عن المرشحين الثلاثة وجاء تقرير محمد مرسي سردا لأقواله السياسية ابتداء من الثورة وإلى الآن، وجاء تقرير أبو الفتوح كذللك سردا لأقواله السياسية من الثورة إلى الآن، بينما جاء التقرير عن الدكتور سليم العوا تشريحا لمواقفة وآرائه مع التركيز الشديد على مواطن الخلاف والآراء الفقهية غير المتوافقة مع آراء الجماعة والتي ليس لها تأثير مباشر على قرار الرئاسة كرأيه مثلا في إطلاق اللحية ومصافحة النساء، وقد أعدت هذه التقارير لعرضها على الجمعية العمومية، ورغم أن الوقت لم يتسع لعرضها فإن قارءها لا يكاد يخطئ التمييز والتحيز الواضح في أسلوب صياغتها وبالتالي في الهدف من مجيئها على النحو الذي جاءت عليهأي أن المقصود المباشر منها كان القضاء على أي فرص لتأييد الجمهورللعوا من جهة، وترجيح كفة أبو الفتوح ومرسي من جهة أخرى.
رابعا: جاء في جدول الأعمال أن ممثلا سيتحدث نيابة عن كل من المرشحين الثلاثة ثم حوار يدار نقاش مفتوح بين الحضور ثم يجرى الاقتراع.
أما ما حدث فعلا فكان مغايرا لذلك تماما، فقد كان الدكتور محمود حسين الأمين العام للحرية والعدالة هو المتحدث عن محمد مرسي وإذا بنا نفاجأ بالدكتور صفوت حجازي يتم تقديمه للجمعية العمومية باعتباره طرفا محايدا وباعتباره كان مرشحا محتملا للرئاسة عن حزب البناء والتنمية وإذ به يعلن تأييده الكامل لمحمد مرسي بل ويسرب خبر تأييد الجبهة الشرعية للحقوق والإصلاح لمحمد مرسي قبل إعلانه رسميا، ويسوق أكثر من سبع دوافع دفعته ودفعت الجبهة الشرعية لتأييد مرسي،وأول هذة الدوافع وأقواها من وجهة نظر حجازي هو أن الإخوان قررت ألا تنسحب من الماراثون الرئاسي وبالتالي قرروا أن الاجتماع على المفضول أولى من التفرق على الفاضل، مع كامل اعترافه بأفضلية الدكتور سليم العوا عن مرسي وأبو الفتوح ، ومن دوافعه السبعة أيضا أنهم لا يريدون أن يعادي بعضهم البعض فلو صوتوا ضد العوا فسينشأ خلاف بينهم وبين العوا، ولو صوتوا ضد مرسي فسينشأ خلاف بينهم وبين الإخوان، وبالتالي رأوا أن خسارة فرد أولى من خسارة جماعة بأكملها فقرروا خسارة الفاضل على حساب المفضول.
ثم تكلم الدكتور محمود حسين الأمين العام للحرية والعدالة، ومهما ذكر الرجل من تناقضات وأخطاء بشأن الموقف السياسي للإخوان المسلمين فهذا حقه في عرض مرشحه، وبالتالي تصبح الصورة النهائية هي الحديث عن مرسي من خلال مندوب الحرية والعدالة ومن خلال جهةأخرى داعمة له والمتمثلة في صفوت حجازي ممثلا عن الجبهة الشرعية.
وكذلك كان الحال مع أبوالفتوح فقد تكلم مندوبه ومدير حملته الشهاوي ثم هبط على المشهد ممثل عن ائتلاف شباب الثورة متحدثا عن دعمه لأبو الفتوح وكذلك ممثل آخر عن حركة مصرنا داعمالأبو الفتوح. إذن فقد مثل أبو الفتوح ممثله وداعمان خارجيان إضافيان.
علما بأنه لا الدكتور صفوت حجازي ولا ممثل شباب الثورة ولاممثل حركة مصرنا كان مدرجا على جدول الأعمال.
فالواضح أن الغرض كان هو توصيل رسائل مفادها أنهما الأقوى على مستوى الشارع، وخاصة إذا علمنا أن الدعوة التي وجهت للدكتور العوا لم يكن منها الإتيان بحركة داعمة له كما كان الحال مع أبوالفتوح ومرسي.
أما الدكتور سليم العوا فقد تم إبلاغ مدير حملته يوم الثلاثاء عصرا، ولكنه اعتذر. وبحسب كلام الدكتور صفوت عبد الغني فإن العوا اعتذر عن الحضور وكلفه شخصيا بإبلاغ الاعتذار للجمعية العمومية معتبرا أن أبناء الجماعة الاسلامية يعرفون جيدا الدكتور سليم العوا نظرا لسابق تاريخه الطويل في الدفاع والذود وتأييد ومناصرة الجماعة الاسلامية داخل السجون وخارجها على مدار أكثر من عشرين عاما، وبالفعل صنع ذلك الدكتور صفوت عبد الغني واعتذر عن الدكتور العوا، وأقر بسابق فضل الرجل وتاريخه الطويل مع أبناء الجماعة في مدة زمنية لم تتجاوز الثلاثين ثانية.
ثم تكلم الدكتور عصام دربالة على مدار أكثر من ساعة ونصف، وأخذ يشرح المعايير التي تم على أساسها اختيار المرشح والتي يجب أن يأخذها أعضاء الجمعية العمومية في حسبانهم عند التصويت.
وكانت كل هذه المعايير تصب في جلاء تام ووضوح مطلق في حصر الاختيار بين أبو الفتوح ومرسي واستبعاد العوا، وإن كان الأقرب إلى طرح دربالة هو مرشح الإخوان مع بعض التحفظات، مستخدما في ذلك الأسلوب الأمثل في الإقناع بطرح الفكرة ثم مناقشة سلبياتها ثم وضع الحلول والبدائل لتلافي السلبيات، فعلى سبيل المثال كان المعيار الأول هوامتلاك الرئيس لعوامل قيام الدولة النموذج ذات المرجعية الإسلامية واعتبر دربالة ان هذه الميزة يملكها مرسي دون غيره.
ثم انتقل الى معيار القبول، أي قبول الرئيس من عموم الناس، وعند هذه النقطة تحديدا استبعد تماما رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الدكتور العوا من حساباته وحسابات جماعته، بل رأى أنه من الضروري حدوث هذا الاستبعاد وقال مانصه إن عدم وجود قبول شعبي للعوا يجعل من الضروري عدم دعمه؛ وهو توجيه صريح من رئيس مجلس الشورى الجماعة لأبناء جماعته تجاه عدم دعم العوا أو التصويت له.ثم انتقل إلى فريق العمل المعاون، حال أن يصبح المرشح رئيسا، وأوضح دربالة أنهم تكلموا في ذلك مع أبوالفتوح ومرسي ولم يتكلموا مع العوا في هذا الطرح، وقال إن مرسي كان واضحا إذ قال إنه من الضروري أن يكون الاعتماد على الصالحين في المرحلة المقبلة، وأن الانسجام الفكري بين الوزراء والرئيس هي مسألة مهمة في إنجاح المشروع، وتطرق دربالة مباشرة إلى السؤال المطروح في عقول الجمعية العمومية واعترف بأن الإخوان لديهم الفكر الإقصائي وأن استئثارهم بالسلطة التشريعية والتنفيذية والمؤسسة الرئاسية قد يؤدي بهم إلى الاستبداد ولكنه عاد ليسد هذه الثغرة ويقول إننا حال شعورنا بذلك سننحاز إلى المعارضة وهو قيد مهم ومؤثر على ممارسات الإخوان ومانع لهم من ممارسة الإقصاء أوالاستبداد.
ثم شكك مباشرة في أبو الفتوح وقال إنه على مستوىالتعامل مع المجلس العسكري فإن أبوالفتوح لديه تيارات من مؤيديه تطالب بالقصاص من المجلس العسكري، وبالتالي فهذه سلبية تخصم من رصيد أبو الفتوح لأنها ستكون من دواعي عدم تسليم السلطة من العسكر للمدنيين حال فوزه رئيسا، ثم انتقل إلى مشروع النهضة وقال مباشرة إنه لم يسمع مشروعا متكاملا عن النهضة والتطوير من العوا أو أبو الفتوح وقال إنهم يملكون كلاما عاما سوفيصاغ مستقبلا، بينما يملك الإخوان الرؤية والتصور والمشروع المتكامل، وصار دربالة على طول حديثه يعدد مزايا مرسي حال نجاحه والآثار السلبية المترتبة على خسارته، ومزايا أبو الفتوح وعيوبه متجاهلا ذكر الدكتور العوا إلافي السلبيات من وجهة نظره فالحديث دار كما يلي:
إذا صوتنا لأبو الفتوح أو مرسي سيكون كذا......
إذا نجح أبو الفتوح أو مرسي سيكون كذا ......
حال دعمنا أبو الفتوح أو مرسي سيحدث كذا.......
موجها مشاعر الناس وعقولهم صوب الرجلين دون الثالث وصوب مرشح الاخوان دون المنشق عنهم.
وهذه ليست ملاحظاتي فقط إنما هي كذلك ملاحظات الدكتور محمود طه الذي انتقد عصام دربالة ووجه له اتهاما مباشرا بتوجيه الناس لصالح مرشح الإخوان، واتهم الإخوان مباشرة بأنهم أصحاب فكر إقصائي وأنهم إذا استأثروا بالسلطات الثلاث سيؤدي ذلك إلى مفاسد عظيمة،وكذلك فعل الشيخ أسامة حافظ الداعم بشدة لأبو الفتوح، اتهم المنصة بأنها توجه الناس ولا تتعامل بحيادية ولا حرفية مع مسألة التصويت، وهكذا وعلى مدار عشر ساعات دارت الجلسة الطارئة بين مزايا ابو الفتوح ومزايا مرسي وسلبيات العوا وأيهما سيكون محتملا حال التصويت مرسي أم أبو الفتوح، فالحزب يؤيد أبوالفتوح، والجماعة تؤيد مرسي، وهكذا دار الصراع بين فريقي المنصة في إقناع الجمعية العمومية بأحد المرشحين.
وصبرنا حتي أتى وقت النقاش والحوار مع الجمعية العمومية وتم إفساد هذه أيضا، إذ تم توزيع أوراق الاقتراع قبل المناقشة وساد اللغط وبدأ النقاش في هذا الجو غير الملائم، فغالبية المتواجدين من صعيد مصر ويريدون الانصراف، والمسموح به وقتا للكلام لايتعدى دقيقتين أو ثلاثة تعبر فيهم عن وجهة نظرك كاملة فيما قيل علي مدار العشر ساعات السابقة للنقاش، وبدت الأمور كمسرحية هزيلة تم إعدادها وإخراجها للظهور بمظهر “العرس الديمقراطي”ومن المؤسف جدا أن هذا تم في حضور قامات لها تاريخ طويل في العمل السياسي.
وحقيقة الأمر أن التصويت دار بين اثنين والتوجيه تم لاثنين، أما الثالث فلم تدخله الجماعة أو الحزب مضمار السباق أصلا، وكان الأولىعلى المستوى الاخلاقي والقيمي طالما أن مجلس الشوري قد اتخذ قرارا باستبعاد العوا من حساباته ومن دعمه ألا يدرج اسمه أساسا في كشوف الاختيار وألايدعوه للحضور، وأن يوضح من البداية أن هذا موقفه والأسباب الحقيقية لاتخاذ هذا الموقف، حتى يكون الحضور على بينة من حقيقة ما يجري ويساهم في القرار وهو على هذه البينة لا أن يرسم له – استخفاففا بعقله وقدرته على فهم ما يدور – يرسم له مجرد دور المشاهد في مسرحية ضعيفة الحبكة.
والأعجب هو ارتكاب مخالفة سياسية وأخلاقية أخرىألا وهي الإعلان عن النتائج بهذا الشكل الذي يوحي بأن فرصا متساوية قد أخذها المرشحون الثلاثة،وأن الجلسة أديرت بحيادية كاملة، وأن أبناء الجماعة قدموا طروحهم وتناقشوا وخلصوا الىما خلصوا إليه، وأن تأثيرا من القيادات لم يحدث، وأن توجيها من المنصة لم يتم، وأن تصريحا باستبعاد العوا من الحسابات لم يحدث، ثم صرح الحزب للإعلام بأن حظوظ أبو الفتوح 47% ومرسي 27% والعوا 3%.
وهذه في رأينا سقطة أخلاقية فالحزب والجماعة لم ُيدخلا العوا في السباق أصلا، فلماذا الإيحاء بضعف تواجده بين أبناء الجماعة؟ وهي مسألة غير صحيحة مطلقا فعلى الرغم من أن قيادات الحزب والجماعة قد أغفلت مجهودات الرجل وعطاءاته على مدار عشرين عاما، إلا أن قطاعا كبيرا من أبناء الجماعة يرىللرجل قدره وقيمته سواء الفكرية أو السياسية ولا ينكر فضله على الجماعة ومواقفه التاريخية الجليلة في مساندتها، وعلى رأس هؤلاء الدكتور ناجح إبراهيم والشيخ كرم زهدي والعالم المجاهد رفيع القدر الشيخ مجدي الغريب رحمه الله والذي دعم بكل ما أوتي من قوة مشروع الدكتور العوا وكذلك الشيخ عبد الحميد دوح في قنا والاقصر، وغيرهما الكثير في محافظات عديدة، وكان الأولى للجماعة والحزب ألا يكشفاعن الوجه السيئ وأن يحافظا على بقية من الود والامتنان لرجل هم يعرفون قدره قبل غيرهم، وأن يعلنا أن الإعادة ستكون بين فلان وفلان دون ذكر العوا في الموضوع أصلا.
وبناء على ما ذكرته، فقد قدمت كلماتي هذه، إحقاقا للحق، وإنصافا للدكتور محمد سليم العوا تلك القامة الفكرية والثقافية والسياسية الجبارة,والاب الروحي للفكر الوسطي الإسلامي في جميع صوره المعاصرة، وقناعة شرعية وذاتية مني بأنه الأقدر على إدراة شؤون البلاد والتأسيس للمشروع الإسلامي في المرحلة العصيبة القادمة، وإيمانا تولد لدي بعد تلك الجلسة التي خصمت من رصيد حزب البناء والتنمية لدي ولدى الكثيرين ممن أعرفهم وأثقبحكمهم.
ونقدا ذاتيا لجماعتي أردت أن يكون كاشفا للحقيقة كما هي بلا رتوش ولا مجاملات وأملي ألا تسعى جماعتي في الدفاع والتبرير، والهجوم علي بشخصنة الخلاف، وإنما في رؤية المرض وتشخيص أسبابه بموضوعية، وبالشجاعة المعهودة من قادتها وأبنائها ثم التصدي لعلاجه بالشجاعة نفسها
وبعد كلماتي تلك فقد قررت الاستقالة من حزب البناء والتنمية، ذلك الحزب الذي قاتلت مع غيري من أجل إنشائه، ولكنه اعتاد إضاعة الفرص واستمرأ التبعية، وقصرت أفكاره على مجرد التوفيق بين الأحزاب الأخرى واستجداء عطاياهم، وانتظار ردود أفعالهم لتكون أفعاله مجرد رجع صدى لكلماتهم ومواقفه نسخا مكررة وممجوجة من مواقفهم.
قررت الاستقالة من حزب نسي تاريخ جماعته الأم المعروفة بالإقدام والمروءة والشجاعة والوفاء وأنها لا تخشى في الحق لومة لائم ولا تساق وراء بقية القطيع بل تقول الحق وتهدي السبيل.. فأضاع حاضره وأبهم مستقبله
أما أمي الجماعة الإسلامية، فستبقى بشيوخها وأبنائها الأوفياء المخلصين لقيم مشايخهم والمبادئ التي حفرتها في أجسادهم وأنفسهم محنة السنين الطويلة... ستبقى هي تلك الجماعة الجبارة العريقة التي إذا قالت أسمعت وإذا ضربت أوجعت وإذا بنت أمتعت؛ تلك الجماعة التي هي ملك لي ولغيري لأننا بنيناها من دمائنا وأعمارنا، بنيناها من دموع أمهاتنا وزوجاتنا وأبنائنا، وبالتالي فهي ملك لنا شاء القائمون عليها أم أبوا، ولن نكف أنا وغيري من أبنائها عن الانتماء إلى قيمها والثبات بها على الحق،والدعوة إلى الإصلاح والحق فيها، والدوران معه حيث دار.. وإني والله لأراه قد دار هذه المرة بعيدا عن توجه حزب البناء والتنمية في مواقفه الأخيرة..
فحسبنا الله ونعم الوكيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.