لا أعتبر "حمدين صباحي" مخفقاً في انتخابات الرئاسة التي حصد فيها أكثر من أربعة ملايين صوت وضعته في المرتبة الثالثة بعد الفريق شفيق الذي حل ثانياً. لكن أنصار حمدين صباحي مازال يراودهم أمل كبير وربما زائف وكاذب قد يجدد له الآمال التي تبددت لدخول جولة الإعادة. الهم الأكبر لأنصار صباحي هو محاولة ازاحة الفريق شفيق بشتي الطرق. فإن لم يكن أمامهم من وسيلة قانونية بحثوا عن شتي الوسائل ولو عبر مليونية تحت اسم "مليونية عزل الفلول" ويسعي هولاء إلي محاولة الضغط لاقرار قانون العزل السياسي ووضعه موضع التنفيذ لاحياء فرص صباحي علي حساب الفريق شفيق الذي حصد في الجولة الأولي خمسة ملايين و500 ألف صوت ويستعد لجولة الإعادة مع مرشح الإخوان المسلمين. يبدو أن الأصوات التي حصدها صباحي كانت تفوق أحلام أنصاره. فلم يصدقوا أنفسهم أن يتفوق مرشحهم علي نظيره عبدالمنعم أبوالفتوح الذي كان يحل الأول في معظم استطلاعات الرأي. ويتصور هؤلاء أن "مليونية عزل الفلول" قد تفلح فيما فشلوا فيه عبر صناديق الاقتراع. متصورين أن الزج بصباحي قسراً وكرهاً في جولة الإعادة بديلاً عن شفيق يضمن له الفوز بمنصب الرئيس. باعتبار أن كافة القوي السياسية سوف تقف خلفه باستثناء من حددوا موقفهم من "مرسي". وينسي هؤلاء أو يتناسون أن ما فاتهم في الجولة الأولي ما كان ليستردوه عبر مليونيات التحرير. ولو كان التحرير بديلاً عن الانتخابات وصناديق الاقتراع. ما كانت لنا حاجة إلي إجرائها من الأساس. وهذا نوع من "الحمرقة" وهي كلمة مصرية قديمة تعني الانسحاب من اللعب! أما الحديث عن مجلس رئاسي في اللحظة الراهنة انما يعد من قبيل العبث والترويج لفكرة لم نقبلها في ظروف أشد صعوبة مما نحن فيه الآن. فكيف نقبلها ونحن نستعد لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية. وهي علي مرمي حجر وسوف تفرز لنا باختيارنا أول رئيس مصري منتخب عبر تاريخ مصر الطويل والممتد لآلاف السنين؟!