يخطيء من يظن أن التصويت في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية سيكون علي "شخص" أحمد شفيق ومحمد مرسي. المؤكد أن التصويت سيكون علي شكل "الدولة".. هل يريدها الناخبون مدنية أم دينية؟! الناخبون فريقان: فريق صوَّت فعلاً في الجولة الأولي ويبلغ عدده 6.23 مليون ناخب. وفريق لم يصوِّت وعدده أكبر حيث يبلغ 3.27 مليون هم باقي ال 9.50 مليون ناخب. الفريق الأول الذي صوَّت فعلاً معظم أصواته محسومة ومعروف اتجاهها.. حيث يضمن منها شفيق 8 ملايين صوت في جيبه هي أصوات ناخبيه وناخبي عمرو موسي غير "الفكة". ويضمن مرسي منها 3.10 مليون صوت في جيبه هي أصوات ناخبيه وناخبي أبوالفتوح. بالتالي.. فإن اللعب كله سيكون علي أصوات حمدين صباحي وعددهم 8.4 مليون ناخب وكلهم ليبراليون.. والسؤال لمن سيصوِّتون؟ من المؤكد ليس حباً في هذا أو ذاك ولكن لمن يتفق وعقيدتهم. يبقي الفريق الآخر.. حزب "الكنبة" أو الأغلبية الصامتة وعددهم 3.27 مليون ناخب.. وهؤلاء حتماً إذا نزلوا جميعاً أو شارك أغلبهم أو حتي بعضهم فسوف يقلبون "الطاولة" رأساً علي عقب وسيحسمون المعركة لصالح أحد المرشحين. نعم.. الشارع الآن يغلي بسبب الأحكام الصادرة في "محاكمة القرن" ولكنني أؤكد أنها لن تؤثر علي عقيدة الناخبين خاصة أن المتظاهرين في الميادين يرفضون المرشحين معاً. ثم نأتي للتعهدات.. حيث أعلنها شفيق صريحة بأنه من أنصار "الدولة المدنية" التي تقوم علي القانون والتساوي في الحقوق والواجبات وحماية الأقباط الذين كان لهم دور حاسم في فوزه بالجولة الأولي وسيكون لهم نفس الدور وأزيد في الإعادة. الإخوان لا يريدون التعهد بالدولة المدنية.. وفي نفس الوقت ينفون بشكل قاطع أن الدولة ستكون دينية ويدللون علي ذلك بأن الإسلام لا يعرف "الدولة الدينية". وهذا كلام مردود عليه من الناخبين أنفسهم.. إذ إن الدولة الدينية موجودة فعلاً علي الأراضي الإسلامية.. وهناك مثلان صارخان لها: * الأول.. إيران رغم تباين المذاهب.. إذ هي "شيعية" وغالبية المسلمين "سُنَّة".. لكنها في الأول والآخر دولة إسلامية كبيرة. * الثاني.. غزة التي تسيطر عليها حركة حماس وتعتبر القطاع دولة أو إمارة.. ولا تنسوا أن "حماس" هذه هي "البنت البكر" للإخوان ومن هنا يأتي التخوُّف والتوجُّس. إيران الشيعية إذا كانت تستند في حكمها إلي "ولاية الفقيه" وتؤمن بالإمام الغائب فإن الإخوان في مصر و80 دولة أخري وقطاع غزة يستندون في الأول والآخر في الحكم إلي "ولاية السمع والطاعة" للمرشد العام.. فما الفرق إذن؟! من هنا.. أؤكد أن التصويت لن يكون لشخص شفيق أو مرسي.. ولكن لما يدعو له الاثنان وما وراء كل منهما.. أما الدولة المدنية أو الدينية مهما سمعنا من نفي وإنكار وتعهدات شفهية غالباً لن يصدقها أحد. وسنري.. ماذا يريد الشعب.. وما يريده الشعب لابد أن نحترمه مهما كان.. وليتحمل الشعب نتائج اختياره. حفظ الله مصر وشعبها.