بعد عودة الثوار من مختلف ألوان الطيف الوطني إلي ميادين مصر وفي مقدمتها ميدان التحرير عقب صدور الأحكام القضائية في محاكمة القرن أثارت مخاوف بعض خبراء الاقتصاد من عودة الاقتصاد المصري إلي المربع الأول بعد أن حقق الاقتصاد نموا مبشرا في الربع الثالث من العام المالي الجاري بلغ نحو 5.2% فيما توقع البعض الآخر عودة الاستقرار بعد الانتهاء من جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية مؤكدين ضعف تأثر مناخ الاستثمار بما يحدث حاليا. يقول السفير جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب: المناخ العام الحالي في مصر مضطرب وغير موات للاستثمار.. ومن الصعوبة بمكان علي أي مستثمر عربي أو أجنبي أو حتي مصري أن يتنبأ بما سيحدث في مصر علي أرض الواقع خلال الأيام القليلة القادمة.. ويترتب علي ذلك امتناعهم من ضخ المزيد من الاستثمارات في السوق المصرية نظرا لعدم الشعور بالاستقرار الذي تولد عن وجود قوي متصارعة علي كعكة السياسة في مصر والترقب لما يحمله الغد القريب من سياسات جديدة وغير متوقعة قد تحملها أجندة الرئيس المنتخب الجديد إلا أن بيومي يري رغم ذلك أن حالة القلق التي إنتابت الأوساط الاقتصادية من جراء تردي الأوضاع في مصر منذ السبت الماضي بعد الأحكام القضائية في محاكمة "القرن" وخروج الناس مرة أخري إلي الميادين لن تؤثر علي المناخ العام للاستثمار إلا في نطاق زمني محدود.. قد لا يتجاوز بضعة أسابيع حتي تهدأ الأمور وتعود الأوضاع إلي نصابها.. خاصة بعد إجراء الانتخابات الرئاسية واستقرار الأوضاع. أشار بيومي إلي أن رجال الأعمال ينظرون لمصر بشكل يحمل الكثير من الجدية والايجابية وينتظرون استقرار الأمور للاستفادة من فرص الاستمرار بها.. خاصة أنها تتميز بموقع جغرافي تتوسط السوق العالمي فضلا عن توافر أيد عاملة رخيصة بجانب وفرة المواد الخام. شكوك المستثمرين أكد د.فؤاد شاكر أمين اتحاد المصارف العربية أن حالة القلق العام التي يعيش فيها الشارع المصري أثرت بالفعل علي المناخ العام للاقتصاد المصري خاصة بعد خروج المواطنين إلي ميادين مصر كرد فعل للحكم الذي برأ ساحة مساعدي وزير الداخلية الاسبق ونجلي الرئيس السابق. أضاف شاكر أن المواطنين أصبحوا يشعرون بالشك المريب وعدم الاطمئنان للقيادات الحالية التي تدير المرحلة الانتقالية.. وهو الأمر الذي انعكس بالتبعية علي رجال الأعمال الذين يشعرون حاليا بعدم جدية النظام الموجود حاليا والذي اعتبره الشارع المصري امتدادا للنظام القديم الذي أشعل الثورة الشعبية في25 يناير. أوضح أمين اتحاد المصارف العربية أن الشك يتم ترجمته في عدم الثقة وغياب الاستقرار.. ويترتب عليه إمكانية انفجار الموقف خلال الأيام القليلة القادمة مع تولي الرئيس القادم. البورصة والأموال الساخنة توقع شاكر حدوث سلسلة انهيارات متتالية في تداولات البورصة المصرية خلال المرحلة القادمة.. مع ملاحظة غياب الاستثمار الجاد.. بجانب حضور ملحوظ لما أسماهم بالمستثمرين الاجانب أصحاب "الأموال الساخنة" الذين يأتون بأموالهم للمضاربة في البورصة من خلال الاستثمار قصير الأجل.. خاصة أنهم ينسحبون من البورصة بأرباحهم وأصول أموالهم في أوقات عصيبة.. مشيرا إلي أن المستثمر الاجنبي لا يأتي إلي مصر إلا بعد أن يجري عدة تحريات عن الأوضاع الداخلية للبلاد المستهدفة وأخذ مشورة المستثمر المحلي.. معتقدا أن هذا الأمر قد يكون له آثارة السلبية في الوقت الراهن. سحابة صيف رجل الأعمال خالد الوجيه رئيس لجنة الطاقة بجمعية شباب الأعمال "سابقا" كان له انطباع ايجابي مختلف عن سابقيه.. بعد أن اعتبر أن ما يحدث في مصر حاليا ليس إلا مجرد "سحابة صيف" وسوف تتحسن الأمور وتسير علي نحو أفضل خاصة بعد الإعلان عن اسم رئيس الجمهورية الجديد. قال إن مجتمع المال والأعمال يترقب المشهد عن كثب.. ولن يستطيع رجل أعمال أن يغامر بأمواله في ظل الظروف الغامضة التي تعيشها مصر حاليا.. وحتي بعد انتخاب الرئيس الذي سيكون له الدور الأكبر في تحديد الاتجاه العام للدولة وتوجهات الاقتصاد ورؤيته نحو مناخ الاستثمار والمستثمرين في مصر والنطاق الجغرافي والاقليمي الذي يعمل فيه فضلا عن الأيديولوجية الاقتصادية التي سينتهجها علي أرض الواقع. لكنه لم يستطع أن يخفي قلقه وتخوفه كمستثمر من اشتعال الموقف بعد خروج الناس إلي الميادين.. واحتمالية تأجيل الانتخابات الرئاسية في جولة الإعادة في حالة تردي الأوضاع وعدم تقديم المجلس العسكري تطمينات مرضية وأشار إلي أن هذه المستجدات من شأنها أن تعطل عجلة الاستثمار وتضر سلبا بالاقتصاد المصري علي مدي زمني غير متوقع ويصعب التكهن به.. متوقعا أن تشهد مصر ركودا اقتصاديا خلال الأسابيع القادمة.