عودة حركة التجارة البينية العربية إلي طبيعتها خلال الأشهر المقبلة

أدت التوترات السياسية والأمنية التي تعيشها الدول العربية إلي اختلال الميزان التجاري العربي الأمر الذي أدي إلي انخفاض حجم التجارة بين مصر والدول العربية بنسبة‏8 %‏ وذلك منذ ثورة يناير حتي الآن‏.‏
ويتوقع الخبراء عودة الحركة التجارية العربية البينية إلي طبيعتها خلال النصف الأخير من العام الحالي خاصة بالنسبة لمصر بعد الجولة الخليجية التي قام بها د‏.‏عصام شرف رئيس مجلس الوزراء‏.‏
وأكد حسين عمران رئيس نقطة الاتصال الخارجية بوزارة التجارة والصناعة أن التوترات التي يتحدث عنها البعض بين مصر ودول الخليج ليست بالمشكلات الكبيرة ومن ثم فإن الجولة الخليجية للدكتور عصام شرف ستحل اي سوء تفاهم قد حدث خلال الفترة الماضية مشيرا الي أنه لا يمكن للمستثمرين العرب سحب استثماراتهم من مصر في الوقت الحالي لأن المستثمر الخليجي سيكون الخاسر الوحيد إذا فكر في القيام بذلك لأن مشروعاته مقامة بالفعل علي الاراضي المصرية والطريقة الوحيدة لسحب تلك الاستثمارات هي بيع الأصول وهو الامر الذي لن يحقق له العائد المطلوب‏.‏
وأضاف أن العديد من رجال الاعمال العرب ينتظرون الفرصة المناسبة للاستثمار في مصر للتأكد من أنه لن يتم تأميم الشركات والمصانع ولن يتم سحب الأراضي موضحا أن عدم الاستقرار الذي يشهده الشارع المصري لا يشجع علي جذب استثمارات جديدة لذلك فإن الحكومة تري أنه لا ينبغي التعجل في الترويج للاستثمار في مصر الا بعد استقرار الاوضاع داخليا وعودة الانضباط الي الشارع وعودة المصانع للعمل بكامل طاقتها‏.‏
ونفي عمران وجود أي تربص برجال الاعمال او المستثمرين عامة في مصر مؤكدا أنه لم يتم سحب أي أرض دون التأكد من وجود تلاعبات او وجود شبهة فساد بناء علي تحقيقات واحكام قضائية لذلك لابد لرجال الاعمال الشرفاء أن يشعروا بالاطمئنان
وقال أن مصر تعاني من حالة عدم اتزان وهو أمر طبيعي تمر به أغلب الدول بعد الثورات ولكن بمجرد استقرار الامور ستتدفق عليها الاستثمارات العربية والاجنبية بسبب مميزاتها التنافسية‏.‏
وأشار إلي أن وزارة التجارة والصناعة تقوم الآن بعمل دراسات لرصد حركة التجارة بين مصر وبعض الدول لتشجيع المصدرين خلال الفترة المقبلة‏,‏ مؤكدا أن الوزارة تستهدف الوصول بحجم التجارة مع بعض الدول إلي ما كانت عليها قبل الأحداث الأخيرة‏.‏
ومن ناحية أخري أكد الدكتور فؤاد شاكر أمين عام اتحاد المصارف العربية أن مايثار علي الساحة من شائعات حول وجود توتر في العلاقات المصرية الخارجية لا أساس له من الصحة أن الخطر الأكبر الذي يواجه الاستثمار العربي في مصر ليس توتر الاجواء السياسية وانما توتر الأوضاع الداخلية المصرية وعدم تهيئة مناخ الاستثمار‏.‏
وحذر من حالة القلق التي تسيطر علي المستثمرين العرب في مصر بسبب قرارات مجلس الدولة بسحب العديد من الاراضي المخصصة للمشروعات وغياب الرؤية المستقبلية الواضحة للأوضاع الاقتصادية بالاضافة الي النظرة السلبية لرجال الأعمال والمستثمرين بعد الثورة مما ساعد علي ظهور مخاوف من امتداد مظلة تصفية الحسابات لتشمل كل المستثمرين في مصر