قطاع الاستثمار من أهم القطاعات التي تتأثر بحدوث الازمات أو التغيرات وحالات عدم الاستقرار وبالتالي فإن الحديث عن مستقبل الاستثمارات المصرية والعربية في السودان في ظل انفصال السودان إلي دولتين مستقلتين من أهم القضايا التي تشغل بال الكثيرين خلال الوقت الحالي نظرا لضخامتها وأهميتها وتنوعها، فالبعض يري حدوث صعوبات كبيرة لها خلال الفترة الحالية والقادمة وبالتالي فإن هناك ضرورة لوضع خطط جديدة تجاري المتغيرات الحالية والبعض الآخر يري ان التأثر طبيعي ووارد في ظل المتغيرات الجديدة التي حدثت وستحدث مطالبين الحكومة بضرورة توطيد العلاقات وتوفير جميع المعلومات المطلوبة لهم وتحفيزهم علي الاستمرار في هذا السوق المهم الذي يمثل بعدا استراتيجيا مهما لمصر بالاضافة إلي الفرص الاستثمارية الواعدة الموجودة به. في البداية يعترف السفير جمال الدين بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب بوجود حالة من القلق تنتاب بعض المستثمرين الذين يعملون في السودان نتيجة للاستفتاء وهذا أمر طبيعي لأن الاستثمارات لا تنجح إلا في وجود سوق آمن وبلد مستقر، مؤكدا ان حالة القلق ستستمر حتي تظهر نتائج الانفصال لكن هذا لا يعني هروب المستثمرين أو خروجهم من السوق السوداني الذي يعتبر من أفضل الاسواق الواعدة خلال الفترة القادمة خاصة مع تزايد رغبة الجنوبيين في بناء دولة جديدة قوية وهو ما يعني وجود فرص استثمارية كبيرة. وأشار بيومي إلي ان الغموض والقلق ناتجان عن تخوف البعض من توجهات السلطة الجديدة التي ستقود الحكم هناك ومدي ملاءمة قراراتها مع مصالح رجال الاعمال داعيا إلي ضرورة تشجيع الاستثمار العربي في جنوب السودان لانه ضد الخروج ومع تزايد تلك الاستثمارات خاصة المصرية، حيث يعتبر الاستثمار فرس الرهان لبقاء الاوضاع الحالية كما هي نظرا للمزايا والقيم المضافة التي يولدها هذا التواجد داخل السوق السوداني. وعن شكل المنافسة ورأيه في توقف البعض عن ضخ أي استثمارات جديدة خلال الفترة القادمة انتظارا لما ستسفر عنه الاوضاع بعد الانفصال قال أمين اتحاد المستثمرين العرب إنه مع زيادة حجم الاستثمارات وليس تقليصها لأن البقاء سيكون للاقوي وليس للاضعف، مشيرا إلي ان المنافسة مع الشركات الاجنبية ستكون صعبة ولابد من الاستعداد لها من الآن والمغامرة وعدم ترك الملعب خاليا لتلك الشركات التي تخطط لالتهام تلك الفرص التي من المتوقع ان تصل إلي مليارات الدولارات. وحول مستقبل الاستثمار في السودان بعد الانفصال أشار جمال بيومي إلي ان الناحية النفسية ستؤثر في قرارات المستثمرين العرب لفترة قصيرة، ورهن الامين العام لاتحاد المستثمرين العرب التدفق الاستثماري العربي نحو الجنوب بتوجهات السلطة التي ستقود الحكم هناك أما بالنسبة للشمال فستنعكس الاوضاع علي الاستثمارات القائمة بالفعل في التروي نحو التوسع فيها، مشيرا إلي ان الحكومة السودانية الحالية لديها فرص استثمارية جيدة، كما يسمح المناخ بزيادة الاستثمار هناك. من جانبه، قال محمد مرشدي عضو مجلس الشعب وأحد أهم المستثمرين المصريين في السودان إنه لن يغادر السوق السوداني ولن يتخذ أي قرارات متسرعة وسينتظر ما ستسفر عنه الاوضاع الجديدة داعيا المستثمرين المصريين والعرب للتواجد داخل السودان الشقيق والوقوف بجانبه والعمل علي اقتناص العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة، حيث يعتبر السوق السوداني من أفضل الاسواق الاستثمارية الموجودة في منطقة الشرق الاوسط نظرا للتنوع الكبير في هذا القطاع ما بين عقاري وزراعي وصناعي وبالنسبة للتعامل مع الكيان الجديد في حالة انفصال جنوب السودان عن شماله قال المرشدي إنه مع اقامة اتصالات وعلاقات وثيقة مع الدولة الجديدة وليس المقاطعة أو البعد، فمصر من أكبر الدول المستثمرة في السودان كما ان السوق السوداني من أكبر الاسواق التي تستورد بضائع من مصر، ناهيك عن الاتفاقيات التجارية التي تحكم البلدين وبالتالي فإن خسارة أحد شطري السودان فيه خسارة كبيرة للاقتصاد والصادرات المصرية. أيضا يقول مصطفي الأحول رئيس مجلس الاعمال المصري الشرق إفريقي إن خيار الخروج وترك السوق السوداني أمر غير مطروح من جانب أي مستثمر مصري خلال الفترة الحالية مؤكدا ان الوقت مازال مبكرا للحكم علي مدي