كانت الدموع هي عنوان لقاء الرئيس السابق حسني مبارك في محبسه بمستشفي سجن طرة حال استقباله لقرينته سوزان ثابت وزوجتي نجليه علاء وجمال هايدي راسخ وخديجة الجمال التي رافقها في الزيارة الأولي والدها رجل الأعمال محمود الجمال للرئيس السابق في محبسه الجديد التي استمرت لمدة ساعة و20 دقيقة. كانت عائلة الرئيس السابق قد حصلت علي موافقة بالزيارة الاستثنائية التي تأتي في إطار تنفيذ قرار وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم يوسف الذي قرر من قبل منح جميع نزلاء السجون زيارة استثنائية بمناسبة احتفالات مصر بعيد العمال وحدد يوم 24 يونيه الجاري آخر موعد لتنفيذ هذا القرار وعليه وافقت مصلحة السجون لزائري مبارك بزيارته في غرفته بمستشفي السجن. كانت أسرة الرئيس السابق قد حضرت إلي الباب العمومي لمصلحة السجون بسيارتين تم تركهما خارج السجن وقام الزائرون بالدخول من باب الزائرين الذي يتصدره جهاز إلكتروني للكشف عن المعادن والأجهزة الإلكترونية ومنها الهواتف المحمولة. وبعد ذلك خضعت كل من سوزان ثابت وخديجة الجمال وهايدي راسخ للتفتيش الذاتي من قبل ضابطات ومندوبات الشرطة بالسجن وفتح حقائبهن الخاصة وتم فتح الحقائب الثلاث التي كان قد حملها الزائرون. ضمت الحقائب مجموعة من الملابس الداخلية البيضاء وكذا بدلاً زرقاء وأحذية للاستخدام الشخصي ومجموعة من الأدوية والعقاقير اللازمة لعلاج مبارك من الأمراض المزمنة التي يعاني منها. وكذا مجموعة من المستلزمات الشخصية مثل ماكينات الحلاقة. كما حملت إحدي الحقائب مأكولات خفيفة وأطعمة وعصائر وحرصت إدارة السجن علي التأكد من أنها شخصية وفي إطار الكميات المسموح بها. أما عن الزيارة فقد توجه الضابط النوبتجي للمستشفي حال وصول الزائرين إلي مبني المستشفي إلي مدير المستشفي وأبلغه بقدوم الزائرين وأنهم في الانتظار علي بوابة المستشفي. فقام مدير المستشفي باصطحاب طبيبين ودخلا غرفة الرعاية المركزة وقاما بعمل فحص سريع لمبارك والتأكد من قدرته علي استقبال الزائرين. بسؤال مبارك حول موافقته بتقبل الزائرون أبدي موافقته وعليه سمح لهم بالدخول ثم تركهم الأطباء معه. كانت اللحظات الأولي صعبة علي الجميع. حيث تحول الأمر إلي سقوط الدموع من عيون الجميع في مقدمتهم الرئيس السابق في وقت حاول الزائرين التماسك وأن يخفي كل منهم دموعه وكانت هناك تأكيدات وطمأنة من الزائرين إلي الرئيس السابق أن هذا الحكم هو حكم أول وهناك مراحل أخري من التقاضي وأن المحامين المدافعين عنه يتخذون الإجراءات القانونية في هذا الشأن. وأكد مبارك لهم أنه أودع أمره في يد الله واطمأن من زوجتي نجليه عن حفيديه عمر وفريدة وطالبهن بالاهتمام بهما وأن يحرصا علي زيارة علاء وجمال والتنسيق الكامل مع فريق الدفاع عنهما في المرحلة القادمة حتي تظهر الحقائق. ومر الوقت سريعاً وأكدت قرينة الرئيس السابق أنها ستحضر لزيارته في الموعد المقرر. وكانت أول من غادر الغرفة هايدي راسخ ثم خديجة الجمال وبعدها والدها وكانت سوزان ثابت هي آخر من خرج من غرفة مبارك مسرعة وهي تجهش بالبكاء.