تشهد يورو 2012 سطوع نجم ستة لاعبين من ذوي الأصول العربية يتوقون لحمل كأس البطولة بشدة لا سيما وان السداسي لم يسبق له الفوز بها من قبل في المهمة الرسمية الصعبة للغاية. واللاعبون الستة اصحاب الأصول العربية هم كريم بنزيما وسمير نصري الجزائريان ونجما منتخب الديوك الفرنسية ومعهما التونسي الاصل حاتم بن عرفة والمغربي الاصل عادل رامي وهما ايضا عضوان في منتخب فرنسا إضافة الي الثنائي المغربي الأصل خالد بلحروز وابراهيم افيلاي نجما الطواحين الهولندية. وبالطبع جميعنا نعرف جيدا عن ظهر قلب النجم الكبير كريم بنزيما من خلال ناديه ريال مدريد الذي انتقل اليه قادما من ليون الفرنسي في صفقة بلغت قيمتها 35 مليون يورو في صيف 2009 ومن وقتها لمع اسم بنزيما بقوة وبات مهاجما أساسيا في النادي الملكي بجوار البرتغالي كريستيانو رنالدو. ويبلغ بنزيما من العمر 25 عاما وكان ميلاده في مدينة ليون الفرنسية ولكن والده من مدينة وهران ووالدته من مدينة تيارات الجزائرية وبدأ ممارسة الكرة في اكاديمية اولمبيك ليون ثم التقطته اعين المدربين في نادي ليون ليتدرج ضمن فرقه ويصعد بسرعة الصاروخ بسبب اهدافه الغزيزة في مختلف المراحل السنية حتي فرض نفسه علي الفريق الاول الذي لعب معه في صيف .2007 وشارك بنزيما مع فرنسا في أمم أوروبا 2008 لكنه لم يلفت الأنظار بصورة قوية لكنه يعود هذه المرة معلنا التحدي للجميع باحثا عن مجد كروي مع الديوك الفرنسية التي فضل اللعب معها علي اللعب مع منتخب الجزائر الذي استدعي اليه في عام 2006 لكنه اعتذر بأدب شديد للغاية وقال وقتها ان الجزائر في قلبه ودمه ولكن في الكرة سيلعب مع الفرنسيين. ثاني نجوم العرب في يورو 2012 هو سمير نصري الذي كان علي موعد مع السعادة عندما غادر نادي الارسنال الانجليزي متجها صوب المان سيتي في صيف 2011 عندما طلب المدير الفني للفريق الايطالي مانشيني نصري بالاسم لدعم خط الوسط وكان نصري علي قدر الوعد اذ ساهم بوضوح في تتويج المان سيتي بطلا للدوري الانجليزي أقوي دوري في العالم بعد فترة غياب طويلة ليهتف نصري صاحب الاصل الجزائري الله أكبر بأعلي صوت. ويبلغ نصري من العمر 25 عاما وولد في مدينة مارسيليا الفرنسية ولكن أصول والديه من مدينة بسكرةالجزائرية هاجرا منها الي مدينة مارسيليا ليكون نجلهما علي موعد مع النجومية والثراء والشهرة. حاتم بن عرفة هو لاعب مميز في صفوف الديوك الفرنسية وان كان أقل في الشهرة من بنزيما ونصري إلا ان بدايته كانت في ليون ايضا مثل بنزيما وتزاملا هناك لفترة قبل ان يتجه كل منهما في طريق مختلف عن الآخر حيث انتقل الي مارسيليا في عام 2008 ومنه الي نيوكاسل الانجليزي بعد موسمين فقط علي سبيل الاعارة في عام 2010 انتقل نهائيا في صيف 2011 بعدما اثبت وجوده مع الفريق الانجليزي. بن عرفة انضم لمنتخب فرنسا في عام 2007 ولكنه استبعد لفترة ثم عاد مرة أخري بعد رحيل المدير الفني السابق دومينيك ويدين بذلك إلي المدير الفني الحالي لوران بلان وقبل انضمامه للمنتخب الفرنسي تلقي دعوة من منتخب بلاده الاصل تونس في عام 2006 ليشارك مع المنتخب في المونديال لكنه رفض وأصر علي انتظار الفرصة التي تحمله للديوك رغم انه وقتها لم يكن قريبا من المنتخب الفرنسي لكنه اجتهد وحاول حتي وصل الي ما يريد والآن يسعي للانجازات. المدافع المغربي عادل رامي هو أحدث الوجوه العربية في صفوف الديوك رغم انه الاكبر سنا 26 عاما عن الثلاثي السابق لكنه انضم متأخرا في عام 2009 بعدما ظل لاكثر من عام عضوا في منتخب الرديف الفرنسي ومثلما هو الحال لزملائه السابقين فقد تلقي اكثر من عرض للعب مع منتخب المغرب بل انه خاض بالفعل مباراتين وديتين قبل أمم افريقيا 2008 مع المغاربة لكنه تراجع في اللحظة الاخيرة وفضل انتظار الفرج مع الديوك حتي اتي اليه بالفعل. المثير ان عادل رامي المولود في مدينة باستيا كورسيكا الفرنسية من ابوين مغربيين والذي يلعب حاليا مع نادي فالنسيا قبل ان ينتقل اليه من نادي ليل الفرنسي بدا حياته في العمل مزارعا ثم انضم إلي أحد اندية الهواة في فرنسا النجم الرياضي وكان يلعب في مركز المهاجم وكان يقوم بتوزيع وقته ما بين لعب الكرة والعمل مزارعا حتي يستطيع الانفاق علي نفسه. وطرق الحظ بابه عندما بلغ 20 عاما حيث اختير للاختبار ضمن صفوف فريق ليل الفرنسي ونال اعجاب المدير الفني للفريق كلود بويل الذي قام بتغيير مركزه من الهجوم الي الدفاع مستثمرا طوله البالغ 190 سنتيمترا لتنقلب حياة عادل رامي رأسا علي عقب ويصبح لاعبا محترفا ويهجر الزراعة نهائيا. ومن الديوك إلي الطواحين الهولندية التي تضم اثنين من اللاعبين منحدرين من أصول عربية وتحديدا من المغرب وهما ابراهيما افيلاي وخالد بلحروز نجما منتخب هولندا. وابراهيما افيلاي ذو الستة والعشرين عاما ولد في مدينة اوترخت الهولندية وبدأ حياته في نادي ايلنشواك قبل ان ينضم الي ايندهوفن وهو ابن الثامنة عشر في عام .2004 أخيراً المغربي خالد بلحروز عضو منتخب هولندا لاعب نادي شتوتجارت الالماني تنقل بين عدة أندية كبيرة في أوروبا مثل هامبورج الالماني وتشيلسي الانجليزي واشبيليه الغاني إلي أن استقر مع شتوتجارت اخيرا وكل ذلك في خمس سنوات فقط وهو أكبر اللاعبين من اصحاب الاصول العربية 30 عاما وعلي الارجح ان يورو 2012 ستكون الاخيرة في مشواره مع الطواحين.