لم يتخلف الدكتور محمد مرسي عن اللحاق بكل من حمدين صباحي والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وخالد علي مرشحي الرئاسة السابقين وذهب إلي ميدان التحرير محمولاً علي أعناق الإخوان المسلمين ليعلن انضمامه إلي المحتجين الثائرين علي الأحكام القضائية التي صدرت ضد رجال أركان النظام السابق. كان أول رد فعل للدكتور مرسي علي هذه الأحكام أنه عندما ينجح في الانتخابات ويتولي الرئاسة سيعيد محاكمة مبارك وأعوانه لينالوا الجزاء الرادع الذي يستحقونه .. فما صدر من أحكام في حقهم لم يتوافق مع الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب. وعلي هذا .. فأنه من المطلوب من الدكتور مرسي أن يبحث عن الأدلة الدامغة التي تدين هؤلاء الذين حصلوا علي البراءة من أعوان حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق .. وإن لم يحصل علي هذه الأدلة التي قيل إنها اختفت بفعل فاعل فإن القاضي الجديد الذي سيحاكمهم سيجد نفسه في الموقف الذي واجه المستشار أحمد رفعت وأعضاء المحكمة التي أصدرت هذه الأحكام. قلت ذهب الدكتور محمد مرسي إلي الميدان بعد ما رأي أن صباحي وأبوالفتوح وخالد علي قد سبقوه. فهو ليس أقل منهم ثورية ويجب أن يكون في الميدان محتجاً مع المحتجين ورافضا للأحكام مع الرافضين ومطالباً بالقصاص مع المطالبين. ولا شك أن هذه اللفتة الثورية منه سوف تكون أحد العوامل التي تضيف إليه الكثير في حملته للانتخابات الرئاسية. لم يذهب الفريق أحمد شفيق إلي الميدان كما فعل الدكتور مرسي .. فإذا كان الأخير قد أحاطته مجموعات من شباب الإخوان تحميه من أي عمل طائش ولو كان غير مقصود. فكيف يذهب شفيق وهو الذي يتعرض لموجات عاصفة من الاحتجاجات تكاد تسقطه أرضاً قبل أن تبدأ الانتخابات؟! كيف يذهب شفيق ومقراته الانتخابية في المحافظات تحترق علناً احتجاجاً من البعض علي ترشحه باعتباره نتاج النظام السابق الذي أسقطه الشعب في ثورته؟! كيف يذهب شفيق إلي الميدان وماذا يقول للمحتجين الغاضبين علي الأحكام؟! هل سيقول لهم كما قال مرسي إنني سوف أعيد المحاكمات من جديد إذا نجحت وأصبحت رئيساً للجمهورية؟! هل سيقول لهم كما قال مرسي إنني أتعهد ألا يخرج مبارك من السجن مدي الحياة؟! طبعاً لن يستطيع أن يقول ذلك. ولو استطاع ما قاله .. بل ربما كان في ظهوره بالميدان خطر حقيقي علي حياته .. ولا أقول "ربما" فمن المؤكد أنه كان سيتعرض لما لا يحُمد عقباه. لقد اكتفي شفيق بتصريح تعقيباً علي الأحكام أنه في ظل الثورة لم يعد هناك أحد فوق القانون. أما بالنسبة لأحكام البراءة لمساعدي حبيب العادلي فقال إنها لا تتوافق مع أساليب تعاملهم مع المواطنين أثناء خدمتهم. هذان الموقفان من مرسي وشفيق لا شك يصبان في النتيجة المتوقعة للانتخابات الرئاسية .. الأول انتهز الفرصة ولفت إليه الأنظار من جموع المحتجين علي اختلاف انتماءاتهم وهم بمئات الآلاف تسانده أيضاً حملة واسعة ومركزة ضد الثاني .. بينما شفيق جالس يتلقي الضربات الواحدة تلو الأخري ولا حول له ولا قوة. الفرق شاسع بين الرجلين .. ومهما قيل عن مساندة حزب "الفلول" للفريق شفيق .. ومهما قيل عن أموال توزع هنا وهناك لا نعرف مصدرها فإن الدلائل كلها تضع مرسي في المقدمة. فهل علينا أن نوطن أنفسنا من الآن ليكون هو الرئيس القادم؟ أم أن هناك تحركات أخري تجري من وراء ستار لدعم الفريق؟ الأيام والتجارب علمتنا خاصة بالنسبة لأية انتخابات أننا يجب أن ننتظر ونترقب النتائج إلي آخر لحظة.